خواطرمنتدي شعر العامية

عادل أبو نسله لأوراق عربية …. اللذين ماتوا قبلنا

 

عادل أبو نسله لـ موقع أوراق عربية …. اللذين ماتوا قبلنا

الذين ماتوا قبلنا لم يخبرونا بشئ!

لم يخبرونا عن سكرات الموت،أو كيف هو فراق الروح للجسد؟هل هو بالأمر الهين؟وهل يشبه فراق الأحبة؟

حتى قبل موتهم لم يخبرونا بشئ!
لم نكن نرى منهم سوى نظرات مريبة فى أعينهم،نظرات مسبهلة شاخصة فى ملك الله،وملكوته الذى لا ندرى عنه شئ.

تلك النظرات التى كانت تلاحق كل شئ قريب كان أم بعيد كانت تنطق بأشياء لم نكن لنفهمها.

تلك النظرات التى كانت تشبه الشفقة أكثر من كونها إشتياق وفقد،كأنهم يشفقون على حالنا البائس.
ما الذى رأوه أو أحسوه لنرى فى أعينهم نظرات الشفقة تلك ؟

يبدو أن الذين ماتوا قبلنا كانوا يروا أشياء لم نكن نراها.
كان لديهم أحاسيس وأشياء شعورية لا يشعر بها المرء سوا مرة واحدة فى العمر.

وفى لحظة معينة تلك التى تسبق الموت بأيام أو سويعات قليلة ،أشياء لا يمكن البوح بها أو إخبارها لأحد .

الذين ماتوا قبلنا لم يوجهوا لنا النصح بألسنتهم التى أسكتها الموت .

لم يحركوا أيديهم من ذلك القماش الأبيض الذى لف أجسادهم الهامدة ليتشبثوا بحواف القبر.

ولم يرفسوا بأقدامهم التراب الذى أهاله عليهم القوم.
كانوا فقط مستسلمين ومسالمين بطريقة تدعو للتفكير والشك،و لم يبدوا أدنى رد فعل تجاه الموت!

هل فهموا مغزى الحياة فى اللحظات الأخيرة؟
هل أدركوا وقتها مدى حقارة العالم الذى نعيشه ؟أم أنهم أرادوا أن يوصلوا لنا رسالة ما.

ولكن أى رسالة يمكن أن نأخذها من الذين ماتوا قبلنا ؟

ربما هى رسالة تذكير بالهدف الذى خلقنا من أجله،أو أنها تذكير بأننا أناس فانون مهما طال بنا الأمد.

أم أنها رسالة تحذيرية لأهوال لا يمكن أن ندركها إلا عند الموت،كأنهم أرادوا أن يقولوا لنا راعوا أنفسكم وإنظروا لحالكم.

كأنهم أرادوا أن يخبرونا ألا نحزن إلا على ما فقدنا من أيامنا.
ولكن هل هذا بأيدينا؟ونحن لا نملك السلطة على قلوبنا التى أحبتهم.

الذين ماتوا قبلنا يدركوا تماما أنهم سيتركونا حزانى مفطورى القلب،حتى لو لم يرغبوا هم فى ذلك.

الذين ماتوا قبلنا لا يمكن نسيانهم حتى لو نسينا أنفسنا وألهتنا الحياة ونسينا الدرس،و وقعنا فى نفس الشرك الذى وقعوا فيه.

سنظل نذكرهم حتى ترتسم على وجوهنا نفس تلك النظرات التى كنا نراها فى أعينهم،وقتها فقد سنفهم ماذا أرادوا أن يقولوا.

وقتها فقط سندرك أن هذا كأس دائر على الجميع يجب أن نذوقه جميعا بنفس القدر،ونفس الصدمة.

وقتها فقط سيزول ذلك الإشتياق اللعين للذين ماتوا قبلنا .

لمتابعة المزيد من أعمال عادل أبو نسله بــ موقع أوراق عربية 

لمتابعة المزيد من الأعمال بـ موقع  أوراق عربية علي فيسبوك 

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق