رُكن المقالاتمقالات اجتماعيةمنتدي أوراق عربية

مجرد قناع … حاتم جيرة الله لاوراق عربية

كل اللى هأقدر أقوله أن مهما حصل بلاش الظروف والدوشة و الزحمة والخبط اللى احنا عايشين فيه يغيروا مننا، بلاش بسبب موضة أو أي حد مأثر فينا نغير من نفسنا بدون ما نحسب التأثير ده هيكون ايه ؟.

مرة سمعت كلمة جميلة قوى من حد بحبه (الأشياء ليست كما تبدو و كذلك الأشخاص )

أنت زى ما أنت  وأنتى كمان، خليك زى ما أنتي، مش لازم تلبس وش علشان تعجب التانى ،مش لازم نغير من نفسنا و خلاص علشان نعجب.

الكلمة التانية (كن واثقا من إحساسك)

بغض النظر عن فيلم (إذاعة حب) الذى حوا هذا المشهد الذى كتبته في سطور المقال الأولى، لم يعجبنى الفيلم وألفاظه المتداولة للأسف بين الشباب تحت مصطلح اللغة الشبابية، و لم يعجبنى أن القائمون على الفيلم اعتبروا (البارات) وشرب الخمر من أساسيات الحياة العصرية وبغض النظرعن القصة وتصنيف الفيلم إلا أنى أحيانًا يمسنى شيئًا لا أفهمه، لم يستهوينى مشاهدة هذا الفيلم رغم أنى لمحته على شاشة التلفاز كثيرًا.

 في أثناء امتحانات التيرم في يناير الماضى، شاهدت الجزء الأخير من الفيلم، لن اخوض في تفاصيل الفيلم سعيًا لتحليله، اضحكنى فقط أنى رأيت أنى أشبه شخصية حسن (شريف سلامة) الأصلية، الطبيعية الغير متكلفة، شاب نمطى كلاسيكى ليس كبقية الشباب، حتى فى ملابسه، كما قال عزمى (لطفى لبيب) رئيس القناة (راجل مش man وإن البنات يحبون الman مش الراجل)، لكن نسى عزمى أن كل إنسان له نصيبه الذى سيشبهه، سيحبه، سيرتاح معه فى الحياة.

يلتقى (حسن) بصحفية تدعى ليلى (منة شلبى) تشبهه في كل شئ، لكن كل منهما ظهر أمام الآخر بصورة مختلفة تمامًا عن شخصيته، حسن ارتدى قناع الشاب (الروش)، و(ليلى) أدعت أنها الفتاة (الاستايل ) ، الغريب إن (ليلى ) كانت فاشلة فى أن تجذب أى شاب رغم أنها كانت صاحبة باب شهير للمشاكل العاطفية للفتيات تحت اسم (دقة قلب) في نفس الوقت كان (حسن) الذى لم ينجح في لفت انتباه فتاة واحدة من قبل أصبح بالصدفة المذيع الجديد الغامض لبرنامج (دكتور حب) لعلاج المشكلات العاطفية ايضًا، الأكثر غرابة أن الحرب اشتعلت بين المجلة التى تعمل بها (ليلى)وخاضتها ليلى باسمها المستعار (دقة قلب ) ضد حبيبها (حسن) دون أن يعلم كلاهما، يحدث صدام بينهما ويفترقا وكلاهما يظن أنه الضحية، كلاهما يظن أن الآخر هو من خان عهد الحب.

يكتشف (حسن ) بالصدفة أن (ليلى ) هى دقة قلب فيستغل شخصية ( دكتور حب) فى معرفة حقيقة مشاعرها الحقيقية تجاهه.

ينتهى الفيلم باكتشاف كل منهما شخصية الآخر الحقيقية ، بعثور كل منهما عن شخصيته الشبيهة، الروح التي تشبه روحه، كما قالت (ليلى) ل(حسن) : الأشياء ليست كما تبدو و كذلك الأشخاص.

  كم كان “سومرست موم” صادقًا وهو يكتب تلك الكلمات في رواية (عبودية الانسان) ( ثم من منا الطبيعي في هذا العالم ، كل إنسان عنده عيب ما يخفيه عن الناس ما أكثر الغريب وما أندرالعادي ).   

كنت مقتنعًا أن كل ما أراه في الحياة يوميًا ليس طبيعيًا، أحيانا يلفت نظرك فى فصل من فصول رواية أن يظهر فيها اثنان تُلقى بهم الحياة في اتجاهان عكس الآخر، لا تجد سبيلًا لتجمعَهم الأقدار مرة أخرى، لكن إرادة الله أو حنكة الكاتب تجمعهما في نقطة ما كما لو لم يفترقا أبدًا.

هل  تستوعب هذا الفاصل بين الفراق واللقاء ؟!، من قال إذن أنك في حياة عادية ؟!.

من قال أن تلك الحياة تسمى حياة طبيعية ؟!، من قال أساسًا أن هذا العالم طبيعى؟!، الحياة لها حساباتها، تبادليها وتوافيقها العجيبة التي تجبرك على الوقوف في مكان ليس لك، في خوض معركة ليست معركتك، في ارتداء ثياب ليست مناسبة لمقاسك ، في ارتدائك لقناع لا يشبه أي من ملامحك على الإطلاق.

تجبرك الحياة على كل ما سبق، يقنعك الآخرون أن هذا هو الأفضل لك، تفهم أن أفضل ما يمكن لتغير من حالك أن ترتدى ثيابهم و تتشبه بملامحهم وترتاد أماكنهم ظنًا أنك لن تجد سبيلًا إلي السعادة و إلى أحلامك إلا من خلال حياتهم.

اسوأ ما في الأمر أن تراهن على الفوز بسلاح غيرك، بطريقة لا تناسبك، حتى لو قادك قناع آخر للفوز ستجد روحك في شرود، ستجد قناعك يحبس أنفاسك، يقيدك ويمنعك من الوصول إلى ما تريد.

اسوأ ما في الأمر أن تكون شخص عادى، نسخة مكررة من ملايين النسخ المكررة، أن تختفى ملامحك خلف ملامح يراها الآخرون مناسبة لك، أن تُبدل حياتك لمجرد أن تنال إعجاب طرف آخر، أن تطمس كل ملامحك لمجرد إعجاب لن يستمر لأن عاجلًا أم أجلًا سيسقط القناع وينكشف كل شيء، طبيعتك، تلقائيتك.

 شخصيتك الحقيقية هى سر سعادتك الحقيقي، لم يخلقك الله على هذه الصورة بلا طائل، خلقك المولى عز وجل لأن هناك روحا تشبهك في مكان ما في العالم ستجدها بسهولة لو دققت النظر فيمن حولك، ستجدها بسهولة لو لم تتكلف وتتصنع ظنًا أن شخصيتك بلا لون أو طعم، اسوأ ما في الأمر أن تختفى كل الحقيقة خلف قناع، الأسوأ أن تراهن على الانتصار بوجه غيرك .

ابتسم رغم غرابة الدنيا، لا تيأس فمن يشبهك سيأتى إليك مهما كان بعيدًا، سيجتمع شملك معه مهما فرقتك الدنيا وباعدت بينك وبينه المهم كن كما أنت.

مقالات أخري لنفس الكاتب / خاصة لأوراق عربية

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق