رُكن المقالاتمقالات اجتماعيةمنتدي أوراق عربية

لماذا التقينا ؟! …. حاتم جيرة الله يكتب لأوراق عربية


بين اوراق الحياة لى حكاية مختلفة ….
الحكايات لا نكتبها الا بعد ان نعيشها، او تعيش فينا ، قد نعيش بينها و بين اوراقها بصورة او باخرى، لكنها تعاش شئنا ام ابينا ، مهما صرخنا و بلغت صرخاتنا اصداء السماء ، مهما تملكنا حنين لايام تمنينا ان نعيشها ، حتى كوننا  صرنا اسرى شعور حلمنا به و لم يطرق بابنا بعد….
لم تتمكن كل خسائرى و تجاربى و انكساراتى و بئر الخذلان الذى يسقى البشر فى مراحل ما فى حياتهم لكن كأنما اتجرع مرارة كل البشر وحدى ، كأنما خلقت للخذلان فقط ،يقينى برب العباد غير محدود لكنى بشر تعترينى لحظات ضعف ، ضعفى كالسجن ، كقبو مصمت بلا ابواب او نوافذ و لا طوق  نجاة او فرصة  هروب واحدة….
و لكن هل يهرب الانسان من القدر ؟!
لا مفر من ان نواجه اقدارنا ، لنواجه ربما تنتظرنا نهاية سعيدة ….
عند تلك اللحظة ارتسمت ابتسامة  ساخرة على شفتى استعدت لكى تنفجر ضحكة  كبيرة سرعان ما اختفت و انا ارتشف بعضا من كوب شاى امامى على المنضدة قبل ان اتركه لاواصل قراءة ما كتبته من قبل …..
لكن شردت للحظات رغما عنى ، كتبت هذا سابقا و كانى اكتبه اليوم ، كانى انتهيت من كتابته الحين ، لم تتغير الاحداث و ان ازداد طعم المرارة فى حلقى حتى كدت اختنق …..
>> لا مفر من ان نواجه اقدرانا ، لنواجه ربما تنتظرنا نهاية سعيدة <<
نواجه اقدارنا….
نواجه اقدارنا…..
نواجه اقدارنا …..
نواجه اقدارنا …..
كدت افقد اعصابي و انفجر غاضبا عندما دوت الكلمة فى عقلى عدة مرات ، الم اواجه قدرى فى كل مرة بلا خوف و لا خشية احتمال واحد للخسارة ؟!
و ماذا كانت النتيجة ؟! خسرت ايضا….
لم يبقى  فى داخلى ذرة واحدة باقية لتساعدنى على  شجاعة المواجهة ….
بماذا اواجه بعد ان فقدت الشجاعة ؟!
لا اجد ما  تبقى داخلى ليصبرنى كى استكمل بحثا عن نهاية جديدة ، لا اجد فى طاقة تساعدنى ان اجد ما يكملنى ، لم يعد باستطاعتى ان اتقبل اى ضوء قادم من اخر النفق يقنعنى بالتجربة من جديد ، بل زهدت كل ما احببته بالامس و عشت له و حاربت من اجله …..
حتى هذه الاوراق التى كتبتها بالامس  انظر لها ذاهلا من هذا الفتى المفعم ببقايا امل رغم مرارتها  _حتى لو بينت كلماته عكس ذلك _ الذى كتب تلك الاوراق ؟!
لو لم تكن تلك الذكريات   محفورة بعناية فى دهاليز ذاكرته لاقسم انه لو لم يكتبها و لو لم يكتب تلك الكلمات بالامس لما استطاع فى تلك اللحظة ان يكتب حرفا واحدا منها او يجد طرف خيط  يمكن  يقوده  ليربط كل ما دار وقتها ببعضه فى جملة مفيدة ….
يبدو ان الايام غيرتنا و لم يعد هذا الصباح يأتى بالبهجة التى تدفعنا للاستيقاظ سعيا خلف احلام ممتزجة بالقليل من الوهم او احلام امتزجت كاملة بالوهم فلم يعد فيها ما يشبه احلامنا او يجعلنا نشتاق لنفوسنا القديمة …

مقالات أخري لنفس الكاتب / خاصة لأوراق عربية

 

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق