رُكن المقالاتمقالات اجتماعيةمنتدي أوراق عربية

ياسمين عفيفي تكتب لأوراق عربية “فارس أحلامي…. شرقي”

 

لم ارسمه يوما فارسًا على جواد أبيض شاهق. ولا محاربًا شاهرًا سيفه واضعًا خوذته فوق رأسه يحارب بعضلات فولاذية. ولم اريده يومًا رومانسيًا على طريقة أبطال السينما والروايات. يقتبس اللقطات العاطفية المشهودة عبر الأزمنة والمحفوظة ومدروسة بعناية باردة جامدة خالية من المشاعر الحقيقية.
ويعبد رموز التعبير عن الحب، كالورد، أو مشاهدة القمر في تمامه، وعدّ النجوم.
بل لم اتخلى يومًا عن ردائي الشرقي في تراثه الأصلي. الذي يجعلني دائمًا اهوى الحياة القديمة التي زهدتها االكثيرات وأطلقوا عليها مسميات عدة تكاد تضيف لها بعض القبح عمدًا منهن.
انا شرقية وأريده شرقي. اريده لا يجد وقتًا كافيًا للكلام المعسول المدروس الذي يُقال بشئ من الروتين العاطفي. يكدح طوال الوقت لأجلي ولأجل بيتنا. ف انا أرى ان عمله هذا تعبيرًا كافيًا لي عن حبه. آرى محاولاته المتكررة في درء الأذى عن بيتنا الصغير، اصدق بكثير من آبيات للشعر يعيدها على مسامعي. أريد محبته في إيمانه الدائم بي. وبقدراتي حتى وان لم افعل شئ غير ان اطهي طعامنا. أريده محبًا لكل صفاتي حتى غير المحتمل منها.

لا اريده نجمًا لامعًا في محيط الآخرين. واما محيطي معه فتلامسه المتناقضات والتعقيدات. هذا الشرقي الذي تجتهد أحرف قلمي في وصفه. طيب الحضور في محيط الآخرين باذخه في محيطي يجعلني طفلة أمامه حتى وان كنت اسدًا في غيابه.

واما عن لحظات الود والصفاء التي تهون علينا اعباء اليوم فأريدها صادقة من القلب تنساب بيننا بتلقائية نابعة من شعورنا تجاه بعضنا البعض.

اريد بيتًا شرقيًا. تقليديًاا كما يرى البعض. قائده رجلًا يحميه بكده وعمله وكفاحه في الدروب البسيطة، وغيرته وحميته تجاهي وتجاه عائلته. وربته واعية قارئة لكنها لا تخجل ان تكون زوجة تطهي وتنظف وتربي وتخلق هدوئًا لزوجها ك تعويض بسيط عن ازعاج العالم الخارجي له على مدار اليوم. ولابنائها ك احتضان بسيط يدفعهم مستقبلا لمواجهة الحياة

كم بدت لي هذه الحياة التي يفزع منهاا الكثيرون الآن، كنزًا مفقودا. كم افتقد هذه “التقليدية” بل آراها سيدة أحلامي بكل تفاصيلها. ليتنا ظللنا في احضانها ولم نغترب عنها. كم اهدتنا هذه الحياة القديمة ابناءٍ لا يعانون ازمات نفسية. اهدتنا الحياة السوية بمبادئها واخلاقيتها التي نفتقدها الآن. اهدتنا نوابغ في كل المجالات. اهدتنا الفن والابداع الذي نعزي انفسنا في فقدانه. اهدتنا الرقي في كل صوره.
لا املك الا ان اقول اعيدوا لنا الفارس الشرقي. اعيدوا لنا البيت الشرقي.

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق