نعم قدره أن يموت ولكن … ؟! ….. إيمان عادل – خاص لأوراق عربية

هذا هو حال المجتمع المصري مع المجال الأهم فى حياة الشعوب ألا وهو مجال ” الصحة البشرية “.. فما أن يلبث الأمر أن يختفي حتي يظهر مرة أخري واضحا جليا مفزعا لجميع القارئين .. وما بين حالة مرضية تفارق الحياة نتيجة سهو الطبيب لمنشفة داخل جرحها جراء عملية ولادة .. وما بين حالة مرضية تفارق الحياة نتيجة خطأ طبي بقطع شرايين المؤدية إلي المعدة والأمعاء .. أصبح المواطن المصري فى حيرة من أمره ” ماذا يفعل عندما يشعر بالألم ؟! ” .. هل يذهب للطبيب ليعالجه أم ليفارق الحياة .. نعم إن الموت هو قدره ولا أحد يستطيع الهروب من قدره ولكن ليس قدره أن يموت ولا يتم القصاص له فقد توفي نتيجة خطأ طبي ..
بعيدا عن أخطاء المستشفيات الخاصة التى لا تخلو أيضا من الكوارث الطبية بداخلها ولكن دعونا نتحدث عن المستشفيات التى تعالج الفقراء والتى لا يجدون لهم من ملجأ إلا هذا المركز الطبي ” المستشفي الحكومي ” فهو لا يقدر على تحمل تكاليف المستشفيات الخاصة التى تفوق طاقته المادية ..
إذا نطرت من حولك لحال مستشفياتنا بداية من التأمين الصحي ستذهل من كم العمليات التى يقوم بها الطبيب ليخرج المريض من تحت يديه جثة هامدة أو متألما حتي يفارق الحياة بعد عدة أشهر نظرا لعبث هذا الطبيب بحياة المريض وعدم مبالاته بمدي خطورة وفاة هذا الرجل على أسرة بأكملها أو غيرها من الأضرار التى تلم بأي أسرة قد يكون معيلها الوحيد هو المريض الذي وضعوه كما يعتقدون بأيدي أمينة ؟!
أما مستشفياتنا الحكومية فحدث ولا حرج .. إهمال ليس فقط من الطبيب فحسب بل أيضا من الطاقم المساعد له أحيانا أو من الإستقبال فى كثير من الأحيان .. فتجد الإستقبال يتعامل معك وكأن شيئا لم يكن بل أحيانا قد يعترض على نقل المريض إلا بعد ملأ البيانات ؟! فكيف هذا ؟! كيف نترك المريض بين الحياة والموت لنري ما إسمه وما عنوانه وإلي غير هذا من المعلومات الغير مفيدة على الإطلاق فى وجود شخص يحتاج بسرعة شديدة للإسعاف فقد يفارق الحياة بين الحين والأخر ..!
والأمر لا يقتصر على المعاملة فحسب فالشخص قد يتحمل المعاملة الجافة والبرود الشديد الذي يٌقابل به أهل المريض مقابل أن يطمئن على حالة قريبه المريض أو يطمئن إلى أنه سيحصل على علاج مناسب لحالته ولن يقصر فى حقه الطبيب ولكن عندما تندمج تلك المعاملة الجافة مع تقصير شديد بل إهمال جثيم فى حق المريض فهنا نحتاج لوقفة .. نحتاج لإصلاح كامل لكل مستشفيات مصر الحكومية إلا من رحم ربي بالطبع ..
والطبيب الذي تقع على عاتقه مسؤولية إنقاذ روح إنسان والإهمال الجسيم الذي نراه من كثير من الأطباء ليس فقط بالمستشفيات الحكومية بل أيضا بالعيادات الخاصة التى أصبحت تشهد يوميا على وفاة الكثير من الأشخاص منها من نعلم بوفاتها عبر وسائل الإعلام المرئية أو التى لا نعلم بها ..
من منا لم يسمع الكثير والكثير عن تلك الحوادث التى تهدر حياة البشر ولا تراعي أنهم أرواح وأنهم ملائكة الرحمة ..
إلي متي نري هذا الإهمال فى المراكز الطبية .. يدخل الفرد على قدميه لا يشكو إلا من ألام بسيطة فيخرج محمولا على خشبتين .. متي سنجد حلا لهذه الكارثة التى نحيا بها اليوم ..!
فكيف لإمرأة أئتمنت طبيب على حياتها وحياة طفلها الذي لم يولد بعد ودخلت عيادته الخاصة لتلد طفلا جديدا للحياة أن تموت بسبب منشفه سهوا من الطبيب ؟! كيف لرجل مسن أن يدخل التأمين الصحي بسبب عملية بسيطة ثم يخرج بعدها متأملا لمدة شهرين حتي تتوفاه المنية نتيجة تلك العملية التي أخطأ بها الطبيب سهوا ..؟!
تكثر الأمثلة فالعديد والعديد نعرف قصتهم ليس فقط قصتهم فمن منا لم يدخل مستشفي حكوميا قبل الأن ..؟ من منا لم يري الإهمال الجسيم فى حق المرضي ؟!
متي سيحاسب الطبيب المخطئ ؟! هل قرار شطبه من النقابة هو أفضل ما يمكن فعله بعد إزهاق روحا بريئة ؟! أين القصاص ؟!وبعد القصاص نريد مستشفي صحيا نقدم عليه رغبة فى العلاج وثقة فى كل من يؤدون تلك المهنة لا نهرب ونهلع بعيدا عنه خوفا من الموت على يد الطبيب ونفضل الموت على السرير ؟!
كل تلك الأخطاء اللا متناهية فى حق المواطنين أوصلتهم لدرجة الهلع من المشفي و عدم إستشارة الطبيب إلا فى أصعب الظروف بعدما يكون المرض قد تمكن منه .. فأصبح المواطن يقول ” الداخل مفقود والخارج مولود ” و ” المواطنة فى أمراض الباطنة ” ..
متي ينتهي الكابوس المسمي ” الخطأ الطبي المؤدي للوفاة “؟! ..
لنا الله ؟