تاريخ إسلاميمقالات تاريخيةمنتدي أوراق عربية

حامد بدر لموقع أوراق عربية …. قاتلُ عليّ .. “بن ملجم” وهوى امرأة! -مقال

 

حامد بدر لـ موقع أوراق عربية …. قاتلُ عليّ .. “بن ملجم” وهوى امرأة! – مقالات

وكأنِّي بالعراق، في مدينة الكوفة، وكأن العيون الدامعة هناك، وكأن الطقس البارد لم يقدر على تبريد نار الحقد بصدرعبد الرحمن بن ملجم الذي بيَّت النية لاغتيال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب..

وإذ بمشهد القسوة يستل سيفه المسموم ويضربه ضربة الموت التي لم يعش بعدها كثيرًا.

لقد قيل في الآثر ومن الحب ما قتل، لكن أيضًا ومن الهوى ما أشقى النفوس، وانتزع القلوب من الضلوع،

وأفقدها حلاوة وحرمها مقامًا رفيعًا، فما أتى بـ “ابن ملجم” ليس إلا انتقامًا للخوارج من عليّ،

وهواه الأعمى لامرأة تقدّم لخطبتها تُدعى قطام بنت الأضبع التميمي، أو كما قيل بنت شجنة،

وكانت امرأة بها مسحة من جمال، شُغِفَ بجمالها ..

لقد طلبت “قطام” مهرًا كغيرها من النساء من بنات عهدها “ثلاثة آلاف درهم، وخادما، وقينة أو ما يُطلق عليها عبدة”

فوافق، ولكن الشرط الرابع ما إن سمعه عبد الرحمن حتى انتشى بما سمع، فأيُّ مهرٍ قد طلبت،

قتل باب مدينة علم رسول الله، وزوج الزهراء فاطمة، علي الذي قتل أبيها وأخيها يوم نهران – في حربه مع الخوارج –

فما كان ردّه إلا: “والله ما جاء بى إلى هذا المصر إلا قتل على ابن أبى طالب وقد أتيتك ما سألت”.

لقد كان عبد الرحمن بن ملجم المرادي الحميري، أحد الذين هاجروا في عهد عمر بن الخطاب إلى المدينة،

وكان قد شهد فتح مصر، واختط بها مع الأشراف، وكان ممن قرأ القرآن والفقه، وفيل إن الخليفة عمر

كان قد كتب إلى عمرو بن العاص، أن قرِّب دار عبد الرحمن بن ملجم من المسجد؛ ليعلم الناس القرآن والفقه،

لكن من كان عبد هواه واستحكمت به الأطماع، ما كان له أن يبقى على ما هو عليه من شرف وعزّ.

خرج بن ملجم وشبيب بن نجدة، فجر الجمعة 19 من رمضان العام الأربعين من الهجرة،

وقد ملأته الأحقاد وهوى قِطام الذي أشعل شيطان الشر بدواخله، متجهًا نحو المسجد الكبير في الكوفة العراقية،

وحسب الخطة الموضوعة لقتل أمير المؤمنين، ما إن اقترب من المسجد حتى ضربه شبيب بسيفه ضربةً وقع منها على الأرض، فأمسك به ابن ملجم،

وضربه بالسيف المسموم على رأسه، فسالت الدماء على لحية “عليِّ”،

فنادى: عليكم به، فأمسكه الناس. ثم أمر عليّ أن يؤتى بقاتله وقال أي عدو الله ألم أحسن إليك؟

قال: بلى. قال: فما حملك على هذا؟ فرد قاتله : شحذته -أي السيف- أربعين صباحًا، وسألت الله أن يُقتل به شر خلقه.

فرد علي: : والله ما أراك إلا مقتولًا، وقد استجاب الله لك ثم قال علي رضي الله عنه: إن مت فاقتلوه، وإن عشت فأنا أعلم ماذا أفعل به.

لقد كان يكفي بن ملجم أن يكون باعث القتل لديه فكرة، لكن هوىً فاسدًا لا طهارة فيه، أودى به نحو الهلاك،

وجعله شقيًّا، لا يذكره التاريخ ولا الناس إلا بأسوأ الأوصاف، وحق فيه قول رسول الله أنه “أشقى الآخرين”

من خضَّب هذه اللحية، لحية علي بن أبي طالب.

لمتابعة المزيد من كتابات حامد بدر  – مقالات  / موقع أوراق عربية 

لمتابعة المزيد من الأعمال بـ موقع  أوراق عربية علي فيسبوك 

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق