رُكن المقالاتمقالات اجتماعيةمنتدي أوراق عربية

حامد بدر لأوراق عربية …. في مكافحة كورونا .. هل نحن راضون عن الماضي؟

حامد بدر لموقع أوراق عربية …. في مكافحة كورونا .. هل نحن راضون عن الماضي؟ – مقالات

 

نعيش اليوم حالات مختلفة من التوتر، والخوف، واستدعاء الاطمئنان، والأمل، ومحاولة التعايش والانسجام مع “كوفيد – 19”

 

أو كورونا حتى، وذلك كله يحدث خلال المحاولات المستميتة التي تُمارسها كل الجهات المسؤولة عن كشف عقار

أو مصل جديد يقضي على هذا الفيروس أو عدو العالم اللدود، الذي بات مؤرقًا للجميع.
ولكن في مثل هذه الحالات يتوجب علينا جميعًا ان ندرس كل الجوانب المختلفة،

التي من شأنها أن تكشف وتسرج لنا مزيدًا من شموع الأمل في طريق مكافحة الفيروس.

فالألم النفسي الذي ينتابنا لمَّا نرى أو نسمع عن إصابة أو زيادة الحالات الثابتة إيجابيتها،

لا يضاهي ألم الذين يعانون من كورونا أو ذويهم، إلا أنه يزيد من خوفنا على ذوينا أيضًا.

إن الحالة النفسية السيئة التي يواجهها “أبناء العالم” – وأقصد المصطلح – ربما هي الأخطر علينا من كوفيد – 19،

أو آثره الذه يهدد المعمورة كاملة ..
لذا فالعامل النفسي سيغير كثيرًا من حالنا في المعادلة نحو مكافحة الفيروس.
قال مارتن سليجمان Seligman M – والذي يسموه دارسو وباحثو السيكولجيا “أبو علم النفس الإيجابي” – أن انفعالاتنا الإيجابية كبشر يمكن أن تكون حول الماضي أو الحاضر أو المستقبل.

وأكد سليجمان المولود في 12 أغسطس 1942، خلال رؤيته عبر مصطلح “االرضا عن الماضي”،

أن الإنسان يحتاج إلى ادوات عقلية من أجل أن يحصل على حياة ممتعة “An enjoyable life” ، ويتم ذلك من خلال جعل الناس يفكرون بشكل بنَّاء حول الماضي والتفاؤل المكتسب “optimism gain” والأمل “HOPE”حول المستقبل،

وكنتيجة لذلك سيمكنه الحصول على قدر كبير من السعادة في الوقت الحاضر.
وتقودنا رؤية “أبو علم النفس الإيجابي” إلى فكرة لم نتطرق إليها أبدًا ونحن نواجه (كوفيد 19)، هل لدينا كبشر مفاهيم إيجابية عن الماضي، تمكننا بدورها ان نتفائل بما هو آت؟

يبدو هذا السؤال نوعًا ما بعيدًا عن أعيننا في مواجهة كوفيد، ولكن الحقيقة تبدو أكثر تبلورًا، في سؤال واضح:

“كيف ننظر إلى ماضينا في التغلُّب على ما يشابه هذا الفيروس أو الإيجابيات التي نخرج منها بعد دراسة تاريخ الأوبئة في العالم؟”
بالطبع ليس لدينا حلولاً سحرية فأبناء الحقل الطبي يفعلون ما بوسعهم،

ولكن اللعب على نظرة الفرد الذي هو بنية المجتمع أفضل بكثير.
إن تقاريرًا صحفية عدة استطاعت أن تمتطي مقدمات الأخبار عبر موقع جوجل (الترند)،

لكن الحقيقة أن هناك جهودًا أخرى تمارسها جهات صحفية في كشف الأخبار الكاذبة عن كوفيد، والتي من شأنها أن تؤثر على نفسية الفرد فتصل به إلى المسوى صفر.

نعود إلى سليجمان، ورؤيته عن كيفية التعامل مع الماضي،

ليتبين أن مجموعة من التقنيات لمقاومة او مكافحة الشعور (بالحزن) الذي يظهر نتيجة خبراتنا عن الماضي.

فيستشهد بانفعالات المجتمع الأمريكي التي ينفس عنها بسلبية،

ويتعامل مع الضغوط بتوتر وعصبية لا ينعم بذات السعادة والاستقرار النفسي الذي يتمتع به المجتمع الشرق اسيوي لميله الى التعامل بشكل هادئ مع المواقف الصعبة.
لم ينته عالم النفس عند هذا الحد بل إنه علَّق السعادة في الوقت الحاضر على مبدأ التفاؤل حول المستقبل،

إذ يوصي بكسر العادات السلوكية السلبية وتلطيف خبراتنا (جعلها ايجابية) واستعمال اليقظة الذهنية mindfulness كطرائق لزيادة مشاعر السعادة في الحاضر.

إن لسان العقل يقول تفائلوا بالخير تجدوه ..

وبناءًا على ما سلف ذكره، فإن من الواجب على حكومات العالم المتزنة أن تبث السعادة وأن تسعى إلى تفعيل وزارات وهيئات الترفيه والشباب بطرق آمنة تقتل حالة الهلع الذي قد يصيب البعض في كثير من الأحيان،

وكذلك عدم ترك أفراد المجتمع في لهوهم أمام شاشات الحاسوب، ومواقع التواصل، والفضائيات،

التي كثيرًا ما تخفق في تحقيق المطلوب إنجازه من مهمام تُوكَّل إليها حيال الأزمة.
ربما تكون الفكرة حُلمًا من الأحلام أو ضربًا من الخيال، لكن الحقيقة أن الرضا عن الماضي سيشكل لنا الكثير من الحلول الآمنة والسحرية في مواجهة “العدُو اللدود”.

لمتابعة المزيد من كتابات حامد بدر – مقالات   / موقع أوراق عربية 

لمتابعة المزيد من الأعمال بـ موقع  أوراق عربية علي فيسبوك 

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق