رُكن المقالاتمقالات اجتماعيةمنتدي أوراق عربية

حامد بدر لأوراق عربية … في عصر التيك توك – لماذا الفضيلة ؟؟

من البدهي جدًا أن الفضيلة هي مكرُمة للإنسان وأن فضائل الناس وأفضالهم ليست مجرَّد سمة عادية، فمتبع الفضيلة هو شخص أراد الحُسنى وحُسن الاختيار من بين الشيم العظيمة.
لكن سؤالا يلحُّ كثيرًأ على الاذهان “لماذا الفضيلة؟”

أو بالأحرى هل نمارس الأفعالُ الفُضلى فقط، لأننا قادرين على فعلها، أم نحن لا نقدم على القبيح من الممارسات لعلَّةِ عدم القدرة على فعلها أو أنها غير ميسَّرة؟

لا شك في أن للفضيلة ضرورة في حياتنا، وأن الإنسان جُبِلَ وفُطر على محبة الخير لولا أنه يؤوس كفور، يميل بقلبه عن طريق الصواب، لأسباب عديدة منها الحياة الغرورة، وربما طمعه، وربما شهوته.

وهذا ما نراه في العصر الذي نعيش فيه وفي كل عصر سبق.

فما زالت قضية التيك توك وسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وقضايا العنف تهز الشارع المصري،

فما نراه عبر التلفاز وما نطالعه عبر الصحف والأثير “الإنترنت” من ازدياد وتفاقم لمعدّل الجرائم الشنعاء والممارسات البشعة والقبيحة التي تؤدي لمثول الكبير والصغير أمام هيئات المحاكم،

يدعونا لكي ننتبه إلى أزمة كارثة جديدة تواجه مجتمعنا وهي “انعدام قيمة الفضيلة”.

كما أنه لا يعني وجود الفضيلة انعدام الجريمة، لكن من المؤكد أن من أولى عوامل وقوع الجريمةغياب قيمة فُضلى تنبه الفاعلين لأن ما يرتكبوه يغضب الإله ويصدر قرارًا بإعدام الضمير في لحظات هي الخطيئة بعينها.

ذلك يدعونا لمزيد من التأمُّل في سؤال واقعي جدا نابع من حس جماعي مسؤول،ليس فيه للإهانة مجال

“هل نحن حقًا مجتمع فاضل؟”.

تقول المعاجم إن الفضيلة الدرجة الرفيعة في الفضل، ويقول الفلاسفة بأنها خلاف الرذيلة،

سوى أن ما زالت الفضيلة كلمة حاضرة داخل المقالات مُرفَقة بصفحات الكتب غائبةً في ممارسات المجتمع الذي صار أبناؤه ساعين للمادية تاركين قيم الروح..

نعم الروح التي هي أقدس عند الله من بيته أهون عند أُناس من ثمن “شفرة حلاقة”.

الروح التي هي منبع الحس والجمال فينا تتحول أحيانًا لمجرَّد استخفاف في نظر آخرين،

فتبقى الفضيلة كلمة في طي النسيان لا يُدّق ناقوسه سوى في بعض المراسم البروتوكولية أو بعض الرسميات.

لماذ الفضيلة إذا؟

هل نحن نمارس الفضيلة لأننا قادرون على فعلها، أم لأننا لا نجرؤ على ممارسة أضدادها المُشينة؟،

إننا بحق إلى حاجة لمعرفة هُوية الفضيلة ولماذا الفضيلة.
إن ما نواجهه من تحديات تقع بنا إلى أسفل السافلين في جيل أو عصر يزداد تعنتًا أمام مكارم الأخلاق،

فالعالم لم يستفد من أزمة كورنا – مثلاً – في أن يطور منظومة تخدم القيم،

سوى بعض القوانين التي نحاول أن نسنها فيما يخص الجريمة الإلكترونية والتي لم تزل بصدد العديد من العقبات.

على العديد من مؤسسات الدولة – أي دولة وكل دولة – أن تُرسي قيم ومناهج جديدة في ترسيخ فضائل العفة،

والشرف، والنزاهة على شاكلة أشبه بثقافات القُدامى في تقديس الجسد فلا نهينه بقتل أو عُري،

ولا نجعله عُرضةً لاستبداد باسم أي مصطلح ديني أو سياسي أو غيره، علينا أن نعيد للفضيلة مكانها في حياتنا.

هذا الدور لا نبرئ منه مؤسسات أولها الأسرة، ثم والمدرسة، والجامعة، والمسجد، والكنيسة، ونوادي الأدب، وغيرها

ممن يحملون شُعلة نهضة هذا المجتمع. إننا بحاجة إلى ثقافة الفضيلة أو – لو شئت أن تسميها – ثقافة أفضل .

تستطيع أن تتخذ مسارًا تصحيحيًا في عهد نواجه فيه انعدامَها.  رغم ذلك كله لم يزل سؤالاً يطوف بنا على استحياء “لماذا الفضيلة؟”

لن تكون الإجابة بهذه السهولة  ولكن ربما نلوذ بما أجاب به  “شوقي”  قائلاً

“إنما الأمم الأخلاق ما بقيت…فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”.

لمتابعة المزيد من كتابات حامد بدر  – مقالات اجتماعية  / موقع أوراق عربية 

لمتابعة المزيد من الأعمال بـ موقع  أوراق عربية / مقالات اجتماعية  علي فيسبوك 

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق