رُكن المقالاتمقالات اجتماعيةمنتدي أوراق عربية

حامد بدر لموقع أوراق عربية …. كورونا و الـ (1000) درس

حامد بدر لـ موقع أوراق عربية …. كورونا و الـ (1000) درس 

كل الأحاديث عن كورونا ربما تتكرر في أكثر من منتدى ومنصة ومؤسسة صحفية، ولكن COVID – 19، قد تحوّل إلى دروسًا فلسفية.

أتت هذه الدروس إلى عقول شعوب العالم أجمع تثبت أهمية أن نكون بشر ولسنا بحاجة إلى روبوت ينجز لنا المهام الصعبة. فتحولت الثقافة إلى منابر ومصابيحًا نورها يضيء شتى البقاع على وجه المعمورة.

لقد اتضح أخيرًا في عالم كادت أن تحكمه الماديات بنسبة 100 %، أنه يمكننا العيش كبشر حقيقيين.

لقد اكتشفنا أخيرًا أنه يجوز لنا أن يشتاق بعضنا الآخر، ونتنمنى أن نتقابل في الطرقات.

لقد اتضح سخف اعتقادنا القديم بأن قلوبنا قد ماتت، وسخريتنا السابقة على مواقع التواصل الاجتماعي من أجمل المشاعر النبيلة.
لقد اكتشفنا ولَعنا بأن نسمع “حي على الصلاة – حي على الفلاح”، حتى وإن كنا من غير معتادي الصلاة.

ربما اكتشف أخيرًا الكثيرون ممن كانوا يتساءلون عن أهمية شعيرة الصلاة في الدين.

وما مدى أهمية الالتزام بالذهاب رواحًا ومجيئًا إلى المسجد، بعد ما كانوا يرونها عبئًا ثقيلاً.
وفي ذات السياق كل الدعوات المضللة التي كانت تسأم من سماع صوت الآذان مرتفعًا، لم نعد نسمع لأفكارهم صدى.

لقد خرجت المصاحف القديمة من الأدراج، وتناولتها الأيادي من على الأرفف، وصار لكلام الله تمتمة في البيوت.
أصبحنا نحترم نوعًا ما أراء النساء اللواتي يأبين مصافحة الرجال، والعكس “حتى وإن لم نكن مؤيدين للفكرة كاملةً”.

لقد اتضح أن تنبني فكرة ما مظهرًا صحيًا يؤكد لنا سلامة المجتمع وسيادة وسمو ثقافة الاحترام،

لم ينقص من حريتنا. لقد تضح أن فلسفة القيم لها أكثر من وجه، وأن تعدد هذه الأوجه ليست بأزمةً كبرى كما يتصور البعض.
اتضح لكثير من الشباب أن البيت ليس سجنًا، وإنما فُرصة للقاء الإخوان والأخوات.

ربما اتضح بأن الأعمال المنزلية واجب علينا جميعًا، وأن ترتيب الفراش من أولولويات المسؤوليات اليومية.
لقد اتضح للكثير من الأزواج أنهم لم يعرفوا طباع زوجاتهم ، وكذلك العكس بالنسبة إلى الزوجات.

ربما اتضحت حقيقة كلمات الحب التي يتداعين بها النساء ويتفاخرن بها نحو أزواجهم على التواصل الاجتماعي،والعكس.

ربما اتضحت أهمية الحب أمام  الماديات للكثيرات اللواتي يبحثن عن مواصفات الثراء في الزوج، والعكس.

أصبح لدينا ثقة في الاطباء والعلماء بدرجة أكثر مما كانت عليه في السابق،

بعد ما كان اعتقاد شبه مترسخ لدينا بأن ملايين السنين الضوئية فارقٌ بيننا والغرب الذي يخرج علينا بالمستجدات،

فتتعاظم لدينا “عقدة الخواجة”.

ربما يقينًا صار في ضمير كل واحد فينا أنه ولا بد من سيادة نظام إنساني جديد لا يعتمد فقط على الماديات.

ربما سيتعدى النظام الجديد كل ما سبق، ولكن لن تخلو النفس من الأطماع، إلا أنَّ أولويات القيم ربما ستتعدل نوعًا ما.
ربما ظهرت لدينا قرى كاملة تتمتع بكم من الجهل الراسخ، كالذين رفضوا دفن طبية الكورونا في شبرا البهو.

لكن قرار النائب العام جاء منصفًا جدًا بحبس من تسبب في الواقعة.

لقد أصبحت الجهات المسؤولة تتحرك بشكل أكثر فعالية وسرعة.

ربما سيتحول كثير من أبناء هذا الجيل لدراسة الفلسفة والمجتمع، وإيلاء أهمية أكبر لمجالات الدراسات والبحوث السوسيولوجية والنفسية، بل وربما ستحصل هذه المجالات على اهتمام ورعاية دوليًا وحكوميًا بشكل أكبر.

اتضح للكثيرين أنه يمكن أن تتعالى ندائاتهم إلى الله “يا رب”

 

بعدما كان شيطانًا يخوفنا من طريق اللقاء به. لقد اكتشفنا بأن الدين في القلوب وأن جعجعة التواصل الاجتماعي ليست دين. لا نجد للمذهبيات مكان وأن إلهًا واحدًا للكون فكرةً يؤمن بها الجميع وإن لم يظهروها.
ربما لا أستطيع ان أكتب ألف درس في مقالٍ لم يتجاوز الألف كلمة،

ولكنني على يقين بأن الأزمة ربما ستخلق منا شعبًا جديدًا. ربما ستصبح “القيم، والحضارة، والسلام، والعزة، والكرامة”

موضع تقدير لا موضع سخرية في الدراما والسنيما غير الهادفة.

ربما هناك آلافًا من الدروس سوف تتعلمها وتتناقلها الأجيال القادمة تاريخًا مشرفًا غاية في المجد.
وأخيرًا سيقف أبناء هذا الجيل أمام أحفادهم يعتزون بأنهم تصدوا لأزمة كبرى بسلاح الوعي، وليس بسلاح الموت.

لمتابعة المزيد من كتابات حامد بدر  / موقع أوراق عربية 

لمتابعة المزيد من الأعمال بـ موقع  أوراق عربية علي فيسبوك 

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق