منتدي أوراق عربيةمواهب علي الطريق

ياسمينا عفيفي تكتب … ثقافة .دوت فعل – لأوراق عربية

الثقافة مفهوم شامل واسع النطاق يصعب ان تختذله فى بضع كلمات

او ان تحدده وتعرفه من زاوية واحده وبرؤية شخص  واحد او مجموعة افراد

فحتى الحكماء والفلاسفة لم يتفقوا على تعريف واحد لمفهوم (الثقافة )

على سبيل المثال عرفها كلايد كلاكهون بأنها  جميع مخططات الحياة التى تكونت على مدار التاريخ بما فى ذلك المخططات الضمنية والصريحة والعقلية والغير عقلية .وهى توجد فى اى وقت كموجهات لسلوك الانسان عند الحاجه

ولكن نيللر اختلف فى تعريفها قليلا فهو يعرف الثقافة على انها جميع طرائق الحياة التى طورها الناس فى المجتمع وهو يعنى بثقافة الشعب طريقة الحياة المشتركه لدى الشعب بما فى ذلك طريقة تفكيرهم والتصرف والشعور التى يعبروا بها فى الدين والقانون والفن ..ويقول ايضا ان ثقافتنا هى الطريقه التى نأكل وننام ونغتسل ونرتدى ملابسنا ونذهب الى عملنا بها

اما هالايا فيقول ان لفظ الثقافة يستخدم للإشارة الى المجموع الكلى لما قام الانسان من اختراعات وهى الحاصلة المتكاملة لخبرة البشرية

وبهذا اكون قد اوضحت نموذج من اختلافات الفلاسفة والحكماء حول مفهوم الثقافة كما ورد فى كتاب (الثقافة بيم الادب والفن ) د/ يوسف ميخائيل اسعد

اما على مستوى الافراد فما ساءنى واحزننى ودفعنى وزج بى لكتابة هذا المقال الذى لا اعلم من اين ابدأ فيه ..فهو اختزال معنى الثقافة فى مجموع المعلومات التى (يتشدق ) بها الفرد

فالمثقف فى مجتمعنا كمبيوتر معلومات وذاكرة لا تخلو من التواريخ وأسماء الزعماء والنزاعات بينهم ..وأسماء العلماء ووو الخ

دون توظيف حقيقى وفعلى لهذه المعلومات التى تلقى مصيرا مخزيا فى مجتمعنا حيث ان مكانها الطبيعى هو السرد على المقاهى او كتابة منشور على صفحات التواصل الاجتماعى لإبهار الجميع بالكم العظيم الذى يمتلكه  الفرد من المعلومات

اننى ومن وجهة نظرى الشخصية المتواضعة ارى ان الثقافة برغم شمولها واتساع نطاقها وتعدد وسائلها وطرقها

اراها فى المقام الاول ( التوظيف الامثل للمعارف) بمعنى ان كل فرد لديه مجموعه من المعارف فى مجال ما لابد ان يقوم بتوظيفها بشكل مناسب لخدمة المجتمع

فما خلق الله العلم لكى نتشدق به على الصفحات ولكى نزهو بأنفسنا امام الاخرين او لكى يكون مادة ساكنة او اسطوانة فى ذاكرة انسان تطفو وقت الحاجه

الثقافة ان تعلم ثم تطبق …تحاول ان تلفتر معلوماتك ..فما يستحق التوظيف وما تستطيع انت ان تقوم بتوظيفه من خلال مجالك وقدراتك ..احتفظ به ..وما تراه خارج نطاق التوظيف لا تحتفظ به كى تدع مجالا لمعارف اكثر نفع بالنسبة لك

وأريد ان اوضح ان المعارف التى لا تلزمك انت او لا تستطيع انت ان تقوم بتوظيفها وتطبيقها هى بالنسبة لغيرك عين التطبيق ..وهذا لب الموضوع  فالمثقف الحقيقى هو الذى يدرك ما يريده من المعارف وما لا يريده

الثقافة ليست شعارات رنانة جوفاء هى فعل وعمل وتطبيق وتغيير وإصلاح ومعالجة النواقص بداخل مجتمعاتنا

واننى اتعجب لما ألاحظه فقد كثر فى مجتمعنا المثقفون والمفكرون  اللذين تعج بهم صفحات التواصل الاجتماعى ومع ذلك لم نرى تغييرات ملحوظة فى افكار الناس او محاولات لإيجاد حلول للمشكلات التى نعانى منها

والمثقف الحقيقى ليس وجها عبوسا تعلوه الجديه ويمكث طوال الوقت بين جدران مكتب انيق يطالع صحف وكتب وينعزل عن العالم وعن كل من حوله كما يعتقد البعض

المثقف الحقيقى وجها مشرقا مملئا بالخير يعمل ويكدح ويغير ويقوم اعوجاج المجتمع الذى يعيش به

ولذلك اتمنى ان تتحول الثقافة فى مجتمعنا من مواقع على الانترنت (ثقافة دوت كوم ) لمواقع على الارض ( ثقافة دوت فعل )

 

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق