روايات مُسلسلةمنتدي أوراق عربيةمواهب علي الطريق

وحيدة بين الزحام ….. الفصل قبل الأخير لـــــشيماء صلاح خلف – خاص لأوراق عربية

الفصل السابع

برأت من حبك

————————-

ياما كنت اتمنى قابلك ببتسامة ……… او بنظرة حب او كلمة ملامه
بس انا نسيت الأبتسام ……….زي ما نسيت الألام
والزمن بينسي حزن وفرح  ياما
ان كان على الحب القديم ………ان كان على الجرح الأليم
ستائر النسيان
نزلت بقالها زمان
ان كان على الحب القديم واساه
انا نسيتوا انا
يا ريت كمان تنسى

————————————–

“زوجي العزيز عاطف

أنا اعلم كم التساؤلات التي تدور بخلدك الآن, واعلم كم سيكون قاسيا ما سأخبرك به الآن ولكني لا أجد طريقة ابسط لأخبرك بها , سأحاول ان أكون صريحة ولن أطيل عليك

أنا قد سافرت إلي ماليزيا حجزت تذكرة ذهاب بلا عودة , أنا أريدك ان تتفهم موقفي فانا لا استطيع ان أعيش هنا , أنا ماليزية ولست مصرية ولا سعودية ولم استطع التأقلم هنا مع الجو المحيط كما إنني اشتاق لامي وأسرتي وأصدقائي , أنا هنا اشعر وكأني قد سرقت مني هويتي وكأني علي أنا أحيا بوجهه أخر غير وجهه وهذا أمر لا احتمله , أرجوك لا تغضب مني فانا قد أدركت ان ما كان بيننا لم يكن حبا حقيقا لأنه لو كان كذلك لكنت استطعت ان تنسيني بلدي وأسرتي ولكن هذا لم يحدث للأسف

عزيزي عاطف ان كنت بالفعل تحبني عليك ان تأتي لنحيا معا في ماليزيا

وإلا فعلينا الانفصال للأسف الشديد

زوجتك

عائشة”

***********************************************

“ما ها الهراء الذي تقوليه ؟؟؟”

” صدقيني يا أمل هذا هو ما حدث”

“وان كان كيف علمتي أنتي بهذا الأمر”

دار هذا الحوار بين أمل و هويدا قبل ان تخبرها هويدا بأنها تسللت لغرفتها في عدم وجودها واتصلت بمصطفي واخبرها عما حدث بالماضي

“ماذا؟؟؟ اتصلتي بمصطفي دون ان اعلم؟”

طأطأت هويدا رأسها في الأرض : نعم يا أختي فعلت من أجلك وارجوكي اهدئي حتى نستطيع ان نتحدث

أمل محاولة كبت غضبها: إذن تحدثي وبسرعة لما اتصلتي بمصطفي ولما هو أخبرك بهذا الكلام ان كان صحيحا؟؟

جلست هويدا وأخذت في سرد ما حدث:كنت اعلم ان موافقتك علي منير لأنك قد شعرت بالإهانة وظننت ان عاطف أهانك وأهدر كرامتك وتركك من اجل أخري ولهذا فأنت لم تكوني بحالتك الطبيعية حين وافقتي , وأنا كانت لدي شكوكي تجاه مصطفي منذ ان كنتي في المعهد لذا فقد تصورت ان قصة زواج عاطف مجرد قصة اخترعها مصطفي ليس إلا, ثم اتصلت به وأخبرته بخطبتك وانك قد وافقت علي العريس هذا لأنك قد علمتي ان عاطف قد تزوج  وتركك , وكما تصورت مصطفي قد يفعل أي شئ من أجلك

قاطعتها أمل : من اجلي لما ؟؟؟

هويدا : أمل أفيقي عليكي ان تفكري ان مصطفي يحبك وبشدة ألا تتذكري انه  تقدم لكي بمجرد سفر عاطف , هو نفسه اعترف لي بحبه ولكي واخبرني ان اليوم الذي كان سيخبرك بحبه هو نفس اليوم التي قد فطرتي فيه قلبه و حدثتيه عن حبك لعاطف

شردت أمل لبرهة : نعم تذكرت الآن يومها رفض ان يخبرني عن الأمر الذي كان يرديني فيه

إذن كان يخدعني طوال الوقت ويوهمنا بأنه حمامة السلام وهو في نفس الوقت يدمر ما كان بيننا

هويدا : بالضبط هذا ما حدث

أمل:ولكن لما أخبرك بهذا الأمر ما سر ثورة الضمير تلك الآن؟؟

هويدا : لا إنها ليست ثورة ضمير انه اخبرني لنفس السبب الذي دفعه ليفعل ذلك الأمر, هو فعل ذلك ليبعدك عن عاطف والآن يخبرني ليبعدك عن منير

أمل : ولكن هذا لا يعني إنني قد أحبه فقد اكرهه للأبد لما يجازف ؟؟؟

هويدا : هذا أمر قد يغيره الزمن من رايه , الاهم الان ان يبعدك عن منير

أمل : ولكن لما يكون صادق قد يكون كاذبا الآن  أيضا

هويدا : أنتي قولتيها بنفسك  ان ما فعله قد يجعلك تكرهييه للابد فلما يخترع تلك القصة ان كانت غير حقيقية

أمل : نعم نعم , ولكن هذا لا يرفع المسئولية عن عاطف فهو قد ترك نفسه لمصطفي

قاطعتها هويدا : وانت فعلت نفس الشئ لا تنكري

أمل :هويدا ارجوكي أريد الاختلاء بنفسي الآن أنا مشتتة الآن وأريد التفكير في كل ما اخبرتيني به

**********************************

قضي عاطف عدة ايام يتنقل ما بين السفارة المصرية والماليزية لإنهاء إجراءات الطلاق, كان يشعر وكان ما حدث له عقابا لما فعله بامل ولانه تخلي عنها , بالفعل هو يعتقد انه تخلي عنها من اجلها ولكن ما يحدث له الان كان شيئا مخزيا , فهو قد جرب معني ان يتركه شخص ما , وليس اي شخص بل زوجته التي ابدا لم يجرحها , كان لا يستطيع حتي ان يفكر في ذكرياته حتى لا يخونها بذاكرته , وفي النهاية تتركة وترحل

انهي اجراءات الطلاق وانهي عملة بالسعودية وعاد لمصر لم يكن لديه شيئا أخر ليفعله هناك

عاد لمصر حاملا ألمه وحزنه وجرح كرمته الكبير

*****************************************

مرت الايام التالية لحديث هويدا أياما طويلة لم تكن امل تعرف كيف تصدقها ولا تعرف ان كان عليها ان تسامح عاطف ام لا فهو ايضا مسئول عما حدث

ثم حتي وان سامحته فما الجديد ما الذي سيتغير فهو قد تزوج وانتهي الامر فماذا يفيد الكلام الآن

قطعت هويدا أفكارها حين دخلت للغرفة

“امل امازلتي تفكري”

أمل دون ان تلتفت إليها :”ان هناك الكثير مما اريد فهمه , أنا الآن أتذكر كل ما حدث وافسره في ضوء ما قصه عليك مصطفي لافهم بالضبط ماحدث , الان اصبحت الامور منطقية واصبحت افهم ما حدث بالفعل

جلست هويدا بجوارها وقالت: وما الذي تنوين علي فعله؟

أمل : لا ادري فما قلتيه لن يغير شيئا فهو تزوج وانتهي الامر

هويدا : لا يا أمل هناك الكثير من الأمور التي يجب ان تتغير , أولا عليكي ان ترفضي منير فانتي لا تحبيه وليس عليكي ان تتزوجي شخص لا تعرفيه حتي تثبتي لنفسك انك مازلتي مرغوبة

قاطعتها امل بغضب : هوديا ما الذي دهاككي؟

ربتت علي كتفها بهدوء : اهدئي يا أختي فما حدث انكي عندما علمتي ان حب عمرك تركك من اجل اخري اردتي ان تثبتي لنفسك انك مرغوبة وان هناك من يريديك فوافقتي علي منير, وهذا خطا لانك لا تحبيه ولا تتصرفي بطبيعيتك

أمل عليكي ان تتخطي ما حدث , عليكي ان تنسي عاطف وتعلمي انه بالفعل احبك ولكن سوء تصرفه وتدخل مصطفي هو ما حال بينكم , علك ان تستعيدي حياتك وتعيشيها وتنسيه , فقط وقتها قد تستطيعين الارتباط باخر

غمغمت أمل بخفوت : ولكن هل تتصوري انه يمكنني ان انسي انه معها الآن …..مع الاخري؟؟

************************************

دخل عاطف غرفته القديمة بمنزل ابيه تلك الغرفة التي شهدت لياليه الطويلة وسهره وهو يفكر فيها , في امل واخذ يستعيد كل ما حدث بين جدران تلك الغرفة

فهوعندما تزوج عائشة انتقل لغرفة أخيه لأنها اكبر حجما واخذ أخيه تلك الغرفة والآن بعد سفر أخيه ورجوعه هو أصبحت له مرة أخري  هو الآن استعاد غرفته وذكرياته ولكنه فقدها . فقد حب عمره , فقد أمل ,

هذا ما كان يجول في فكره وقتها حين اقترب من جهاز الكمبيوتر , جلس عليه وتذكر الساعات الطويلة التي كان يقضيها معها علي النت يتحدثون في كل شئ وأي شئ

كان يشعر ان الحياة انتهت ولم يعد هناك ما يأمل فيه أو يريده

 فحبيبته تركها ….

 وزوجته تركته ….

و يالها من مفارقة عحبيبة

********************************

ذهبت امل لحيث يجلس والدها

“أبي علينا ان نتحدث”

أفسح لها مكانا علي الأريكة بحواره  :فيما يا صغيرتي؟؟؟

جلست بجواره :أبي هل لي ان اتحدث معك بصراحة؟

رد الأب بحنان : بالطبع

أمل بصوت متردد :أنا لا أريد خطبة منير

انزعج الاب : ولكنك قد سبق و وافقتي , ماذا يحدث؟

أمل بهدوء علها ان تمتص غضب والدها : لا شئ يا ابي كل ما في الامر اني قد وافقت لارضيك ولكني طوال الفترة السابقة كنت افكر ووجدت انه حتى لو أرضيتك الآن فهذا لا يعني أنني سأستطيع العيش معه بل سأعيش تعيسة لباقي عمري وهذا لايرضيك

أشاح الأب بوجهه : أمل أنا لا أجد عيبا في منير, هو شابا جيدا ومن عائلة محترمة فلما الرفض

أمل: ولكنه ليس فتي احلامي ليس كالشخص الذي اريد ان أحيا معه

نظر في عينيها مباشرتا : ما قصة فتي أحلامك تلك, امل ان كان هناك شخصا اخر فاعلميني

أمل : لا يا ابي ليس هناك احد وان كان هناك شخص ما فلما قد وافقت علي منير من البداية؟؟؟ كل ما في الامر انني لا اريده , لا اتخيل انني اقضي معه باقي عمري

احتضنها الأب بحنان بعد ان اطمئن قلبه : ولكن يا حبيبتي كلما انظر اليك واجدك تقبعين في المنزل لا تفعلين شيئا سوي مشاهدة التلفاز والجلوس أمام الكمبيوتر اشعر بخيبة الأمل فانتي

قاطعته أمل مبتسمة: ليس بعد الان فانا اريد اذنك كي استكمل دراستي العليا , انا احب الاعلام وهو مجال تفوقي وانا كنت قد حصلت علي تقدير جيد جدا ويمكني ان استكمل دراستي العليا ان أذنت لي

الاب : ولكن ماذا عن المنحة التي حصلتي عليها في الكمبيوتر

أمل : الكمبيوتر لم يكن ابدا مجال اختصاصي والتحاقي بتلك المنحة كان خطا من الاساس , انا احب الاعلام وعلي ان استكمل دراستي فيه , هذا ما سيجعلني سعيدة

ربت علي رأسها برفق :إذن يا فتاتي انا لاريد سوي سعادتك اذهبي واستكملي دراستك , ولكن هل انت واثقة من قرارك تجاه منير

أمل بثقة: نعم يا أبي تمام التأكد

هز راسة بعدم رضا ثم نظر لها نظرة من ليس بيده حيلة : إذن فليكن يا صغيرتي كل ما ارجوه هو ان تكوني تدركي ما تفعليه

أمل : اطمئن يا أبي أنا الآن فقط أدرك ما افعله …الآن فقط

*****************************

بعد مرور ثلاثة اشهر

التحق عاطف بوظيفة جيدة بمحافظة الإسكندرية فقد كانت شهادته الجامعية وخبرته التي اكتسبها في السعودية كفيلة بان يجد فرصة عمل جيده

ولكن ما كان يفكر فيه فعلا هو امل ، لم يكن يعلم اي شيئا عنها ، كان يتصور انها قد تزوجت مثله ولكنه كان يريد ان يعلم أي شئ عنها

كان يحاول نسيان الأمر , ولكن كيف ينسي وهو هنا بالإسكندرية , حيث ولد حبهما وحيث تركها ورحل

كان يمر كل يوم من أمام المعهد ،المعهد الذي التقاها فيه وتشهد جدرانه علي ما بينهما , تذكر كل شئ

في ذلك المكان كانوا يقفون يوميا منتظرين الحافلة التي تقلهم “لمحطة مصر “

تذكر يوم ان هطل عليهم المطر ووجهها المبتل وابتسامتها العذبة و……

كل ما حدث كان يراوده يوميا وهو يمر من نفس المكان كشريط سينمائي لفيلم حزين

حتي رآهم

رآه شاب وفتاه يقفان حيث اعتادا الوقوف , كان الشاب يحتضن كفها براحتيه وهنا تذكر انه أبدا لم يمسك يدها وانه أبدا لم يسلم عليها بيده حتى يوم ان ودعها وهو يعلم انه لن يراها  ثانية

يوم ان ودعها لأخر مرة

لم يستطع ان ينظر ليعنيها ولم يسلم عليها

كان شعور غريب , شعور من كتب عليه الموت ولكن هناك من الأمور التي يفعلها بعد هناك الكثير من الأمور التي لم يفعلاها معا

لم ينظر ليعنيها مباشرة دون خوف

لم يسلم عليها

لم يسيرا معا بالشارع
بل والاكثر ن ذلك انه لم يقل لها ابدا انه يحبها

في تلك اللحظة قرر ان يبحث عنها

حتى وان كانت أصبحت لغيره

مجرد بحثه عنها سيعطيه الأمل ليستطيع ان يحيا

قد تكون نسيته  وقد تكون لم تعد تتذكر اسمه حتي

ما يريده الآن ان يودعها

سيبحث عنها وان وجدها

سيتمكن من ان يودعها

ذلك الوداع الذي ابدا لم يحظي به

سينظر لعينها ويخبرها انه يحبها ورحل من اجلها

سيعترف لها انه اخطا

أخطا يوم تركها

أخطا يوم ظن انه قد ينساها

وإنها تستحق حياة أفضل مع غيره

سيخبرها بكل هذا

ثم

ثم يرحل

وهذه المرة سيرحل للأبد

كان الشئ الوحيد الذي يعلمه عنها الآن هو بريدها الالكتروني الذي كان يحتفظ به علي صندوقة البريدي علي النت وان كان يعتقد انها قد غيرته بالتاكيد فقد مرت ثلاث سنوات

ولكنه قرر ان يجرب فليس لديه ما يخسره

ولكن ما ان بدا في كتابة الرسالة حتى ضاعت منه الكلمات ولم يكن يدري ماذا عليه ان يقول

قرر ان يبعث لها كلمات بسيطة ومقتضبة ليري رد فعلها ,  هذا ان كانت تحتفظ بذلك الميل

وهو امر يستبعده

نهائيا

***********************************

فتحت امل بريدها الالكتروني كما هي معتادة يوميا ولكن في هذا اليوم وجدت رسالة غريبة من عنوان لا تعرفه

ولم يكن هناك عنوان للرسالة

وكانت قصيرة ومقتضبة جدا لم يكن بها سوي بضع كلمات وكان من كتبها كان علي عجل من امره او

او لا ليس لديه كلمات يعبر بها عما بداخله

        ((((( عزيزتي امل كيف حالك اتعرفتي عليّ ؟؟؟  انا كنت اعمل بالسعودية طوال الفترة الماضية

انا تزوجت ثم انفصلنا ؟ ماذا عنك؟؟  هل من  الممكن ان نصبح اصدقاء ؟ عاطف))))

توقفت كل حواسها عن العمل بغتة حين قرأت اسمه

ماذا يريد ولما يعود الان

ايعود بعد ان قررت ان تنساه

بعد ان ظنت انها قد برأت من حبه

ثم ايحسبها انها ظلت تنتظره طوال تلك اسنوات

ليستبدل بها زوجته

ليذهب وقتما يحب ويعود وقتما يحب؟؟؟

ام انه يريد ان يصبحا أصدقاء كما كتب بتلك الرسالة السخيفة

انه حتي لم يكلف نفسه عناء الاعتذار عما فعل

بل لم يبرر ما حدث

ماذا يريد؟؟؟

هي في غني عنه الآن

عن حبه وصداقته

هي قررت ان تستأنف حياتها

تعتبر فترة المعهد وما بعدها لم تحدث أبدا

ستمحوها من ذاكرتها كأنها لم تكن

وعليه ان يتقبل هذا

ان يتقبل تركها له

كما تركها هو بالأمس

تراكمت كل تلك الأفكار في رأسها

وقررت ان ترد عيه

ولم تضيع الوقت

وبالفعل أجابت

******************************

فتح عاطف بريده الالكتروني وكانت مفاجاه كبيرة ان يجدها قد ردت عليه بتلك السرعة لم يستطع ان يفعل شيئا سوي ان يفتح الرسالة

فتحها

تجمدت اصابعه علي الجهاز

تحجرت عينيه

سقطت منها دمعه ملتهبة ظلت حبيسة لثلاث سنوات

فقد أدرك إنها النهاية

نهاية القصة

لم تكن بالرسالة سوي جملتين

((((( كنت قد آمنت بك ,,, ولكني ادركت انك صنم , وايماني بك كفر ))

 يتبع  مع الفصل الثامن والاخير

لقراءة الفصل الأول 

لقراءة الفصل الثاني 

لقراءة الفصل الثالث

لقراءة الفصل الرابع 

لقراءة الفصل الخامس

لقراءة الفصل السادس 

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق