وحيدة بين الزحام …… الفصل الخامس / لشيماء صلاح خلف – خاص لأوراق عربية

انتظرك
————————-
انتظرتك ليل .. بعيون السهر
انتظرتك شوق .. ما يقوى الصبر
يا ضياع العمر بأسبابك
كل شي ٍ غاب في اغيابك
حتى فرحي عيّا في دربك يمر
انتظرتك ليل .. انتظرتك ليل
عائشة
—————-
فتاة ماليزية بسيطة أكملت دراستها الجامعية لتعمل كمدرسة للغة الانجليزية في المدرسة الصغيرة الوحيدة بقريتها , كانت لها دائما أحلام وتطلعات تتعدي حدود بلدتها الصغيرة , لذا كان النت هو الملاذ الوحيد لها للتعرف علي أفاق جديدة حيث أصدقاء جدد وأماكن قد لا تراها أبدا , لذا فمنذ ان كانت طالبة جامعية كان النت هو رفيقها الوحيد ولطالما كونت أصدقاء وخاصة العرب المسلمون فهم لديهم تقاليد وأعراف مشابهه نسبيا لتلك التقاليد في بلدتها الصغيرة المسلمة في ماليزيا وبهذه الطريقة التقت به
بعاطف
كان بالنسبة إليها صديق جيد بل انه من أفضل الأصدقاء ولطالما كانوا يتحدثون عن مجالات شتي وفي أمور مختلفة علي مدي عامين ونصف حتى التحق بأحدي المعاهد لينال دورة تدريبية ما . ولكن مذ ذاك الحين انشغل عاطف وبات لا يدخل إلي النت مطلقا حتى انه لا يجيب علي رسائلها الالكترونية وهنا بدأت تشعر بالحيرة والارتباك ليس من موقفه بل من موقفها فقد أصبحت عصبية ومتوترة دائما وكأنها اعتادت علي وجوده بحياتها أو كأنما ….
كأنما قد أحبته دون ان تدري . كما هي لعبة الحب دائما ان يتسلل لقلوبنا دون ان نشعر به
حتى عاد ليتحدث إليها ولم تضيع عائشة الفرصة مطلقا فاعترفت له بحبها و….
وانتظرت ان …
لا تدري انتظرت ان يقوم بأي رد فعل ولكن ما قام به عاطف هو الشئ الوحيد الذي ابدا لم تتوقعه فقد عرض عليها الزواج لم تردد ولم تكترث لأسباب طلبه المفاجئ ولم ولم ولم فقط وافقت وبمجرد انتهاء برنامجه التدريبي سافر لماليزيا وهناك تزوجا وعادت معه لبلده مصر لتقيم معه في منزل والديه فقد صارحها بموقفه المالي المتعثر وهي وافقت ان تقف بجواره وتسانده
و…
وبقيا معا
بعد مرور عامين
———————
كان وجه عاطف مبتسما كما رايته أول مرة وهو يخبرها كم افتقدها ولكن أمل ردت عليه بعصبيه شديدة :” أتفتقدني !!!؟؟ ألهذا السبب تركتني ورحلت؟”
عاطف بهدوئه المعتاد :” أنا لم أتركك أنا انتظر حتى أجد فرصة عمل مناسبة وسنتزوج حينها “
أمل: ولكنك ابتعدت كثيرا فقد سافرات فجأة بعد انتهاء الدراسة حتى هاتفك لم يعد يعمل وأصحابك لا يعرف احدهم عنك شيئا حتى ان…
قاطعها عاطف : اهدئي يا أمل فانا سأعود من أجلك فقط انتظريني ,أمل .. أمل هيا استيقظي”
وجدت أمل وجه عاطف يتلاشي فأسرعت : استيقظ كيف استيقظ ؟ انتظر يا عاطف إلي أين سترحل انتظر؟
فتحت أمل عينيها ببطء لتري أمامها هويدا تحاول إيقاظها
أمل: ماذا تريدين لماذا أيقظيني من حلمي؟
هويدا بملل : اهو نفس لحلم؟
أمسكت أمل بهاتفها المحمول لتري الساعة به : ماذا ؟ انها السابعة صباحا لماذا توقظيني مبكرا؟
هويدا: أنسيتي ان لديك مقابلة عمل اليوم؟
أمل : أنت من نسيتي إنني أخبرتك إنني لن اذهب . فانا لا أصلح لأكون مدرسة
هويدا وهي تحاول جذبها من الفراش: عليكي ان تعملي أي شئ حتى تجيدين ما تريدينه , وأنا قد تعبت كثيرا حتى احصل لكي علي تلك الوظيفة معي في المدرسة ثم انكي ستدرسين حاسب ألي
أمل : لست ادري يا هويدا أنا طموحي كان اكبر من تلك الوظيفة السخيفة ثم إنني حصلت علي برنامج تدريبي جيد
هويدا : ولكنك رسبتي في الاختبار النها.. . صمتت لبرهة بعد ان أدركت مدي فظاظة الكلمة فحاولت ان تخفف من وطئتها : اقصد انك لم تتمكني
أمل مقاطعة : اهدئي فأنتي لم تقولي سوي الحقيقة نعم أنا رسبت ولكن رسوبي كان بسببه هو من تركني ورحل
هويدا : كفي عن الحديث عنه فهو قد رحل سافر وانتهي الأمر
أمل غاضبة: لا لم ينتهي أنا اعلم انه سافر ليوفر المال اللازم لخطبتي أنا اعلم ذلك
هويدا كيف تعملين : اهو أخبرك بذلك , بالطبع لا هو رحل فقط تركك ورحل
أمل : كفي انه لم يرحل أنا واثقة انه سيعود و وتلك الوظيفة البشعة أنا لا أريدها
هويدا: كما تريدين ابقي في المنزل لتبكي علي فراقه وتلومي نفسك علي رحيله, وانتظريه عله يأتي
غمغمت أمل: سيأتي … يجب ان يأتي
فانا انتظره
……..
خرجت أمل من غرفتها وقد دقت الساعة الحادية عشر صباحا لتجد والدتها جالسة علي مائدة الإفطار ساخطة : أليس من المفترض ان تجهزي أنت الإفطار
أمل : اعتذر عن استيقاظي متأخرة
الأم: أنتي دائما تستيقظين متأخرة لا اعلم ماذا حدث لكي منذ ان دخلتي لذلك المعهد فقد أصحبتي فتاة أخري دائمة النوم والخمول
لم تبقي أمل لتستمع لباقي صياح أمها المعتاد وعادت لغرفتها مرة أخري لكن الأم لم تسكت فذهبت ورائها بإصرار: ولا تنسي ان هناك من يأتي لزيارتنا اليوم
أمل بعناد واضح : لن أقابل احد ولن أتزوج الآن
الأم : ستقابلينه سواء وافقتي أم أبيتي فقد سئمت عنادك ورفضك كل من يتقدم لخطبتك دون سبب واضح حتى ذلك الشاب مصطفي الذي كان زميلك بالمعهد رفضتيه , يجب ان تعلمي انك لم تعودي صغيرة أنت قد ناهزتي الخامسة والعشرين وقد لا يتقدم اليكي اح..
أمل مقاطعة : حسنا سأقابله حسنا
************************************
خرجت أمل لترحب بذلك العريس المعهود اختلست النظر إليه وهي تقدم الشراب البارد
كان شابا يختلف كثيرا عن عاطف . نعم فهي لم تفكر سوي في عاطف وفي مدي الاختلاف ما بينهما, كان شابا متوسطا في كل شئ . متوسط الثقافة والحالة الاجتماعية والمادية يعمل كمحاسب مبتدأ في احدي المكاتب الشهيرة في الإسكندرية
جلست معه لفترة وجيزة في حضور العائلة بالطبع ولم يشغل بالها طوال الجلسة سوي البحث عن عيوبه حتى تتمكن من رفضه كانت تترصد له وتنتظر له أي هفوة صغيرة ولكنه لم يفعل
الشاب : آنسة أمل
أمل ببرود: ماذا ؟
الشاب: الم تلاحظي انك لم تسأليني عن اسمي بعد ؟
أمل بارتباك : اه بالفعل ماهو اسمك؟
الشاب وقد احمر وجهه من الارتباك : أنا منير واعمل …
قاطعته أمل باستفزاز واضح : أستاذ منير أنت شاب مثقف ومتعلم ,لماذا يلجا شاب مثلك لمثل تلك الطرق التقليدية في الزواج ؟
منير وقد فاجأه سؤالها: أنا أردت ان أتخير عائلة مناسبة
أمل وقد أحنقها جوابه: أذن فأنت تهتم بالعائلة أما الفتاه التي ستتزوج بها فهي لا تهمك في شئ
منير: انسه أمل إذا كان وجودي غير مرحب به فعليكي إخباري بهذا
كانت علي وشك ان تخبره انها لا تفكر في الزواج الآن ولكنها تذكرت ان عائلتها تجلس علي مقربه منهم ولو سمعها احد والديها فسيكون غضبهم شديدا
أمل: أنا لم اقل انك غير مرحب بك , ولكني أردت ان افهم موقفك فحسب
منير : إذن , أنا أردت ان انتقي عائلة ذات أصل طيب مثل عائلتك لان النبتة الطيبة تخرج من بيت طيب
أدركت أمل انها لن تستطيع ان تتصيد له الأخطاء عبر كلامها بهذا الأمر فآثرت الصمت
***********************************************
صباح اليوم التالي
———————–
“أمل تعالي أريد ان أتحدث معكي قليلا”
هكذا قال والد أمل
أمل وقفت لا تدري ماذا تفعل فهو بالتأكيد سيسألها عن رأيها في المنير
خرجت وهي تحاول ان تجد مبرر للرفض
“تعالي حبيبتي اجلسي بجواري”
أمل : نعم يا والدي
الأب: تعلمين ان منير ينتظر ردك عليه
أمل: ولكني لا أريد الزواج الآن
الأب: ومن قال انك تتزوجي الآن أنا تحدث فقط عن خطبة
أمل : أبي ليس الآن فانا لم أجد فرصة عمل بعد
الأب: ولكن لا تذهبين إلي مقابلات العمل , اخبريني يا ابنتي ما الأمر؟ أنا أبيك والأقرب اليكي , فقط اخبريني لما رفضتي كل من تقدموه اليكي من قبل
انا لم اشأ ان اضغط عليكي ولكني اريد ان اعلم الان ما الذي يحدث
امل وقد فهمت تلميحات والدها : لا شئ انا لا اريد ان اتزوج الان”
الأب وقد بدا الغضب يظهر علي وجهه: ولكن هذا ليس سببا للرفض كل فتاه عليها ان تتزوج اذا لم يكن لديكي سببا وجيها للرفض فانا ساخبره انكي قد وافقت عليه
امل بعناد: وانا ساخبره انني لست موافقة انا لن أتزوج الآن انا أمامي الكثير لاقوم به انا ..
قاطعها رنين هاتفها الجوال فانتهزت الفرصة لتجيب حتى تفكر في سبب للرفض وتتهرب من الاجابة علي ابيها
امل: عذرا أبي سأجيب علي الهاتف
ودخلت لغرفتها
…………………..
بعد بضع دقائق فتحت باب الغرفة
نظرت لابيها ….. أبي انا موافقة ….. فلتخبره إنني موافقة
يتــــبع
تعليق واحد