هن وحرياتهم – بقلم رباب طلعت / خاص لأوراق عربية
أريد حريتي وليست حريتك في ما ترغب في أخذه مني , كلمات أرددها بعد قراءة العديد من المواضيع المطالبة بحقوق المرأة , أو الصفحات المختلفة التي تتحدث بإسمها , و أتسائل هل هذا ما تريده المرأة في مجتمعنا العربي المسلم , هل تعريفهم للحرية هو ذاته تعريفي له أنا ومثيلاتي الشرقيات المقيدات بالعادات والتقاليد تارة وبالعرف تارة أخرى , والواضعات حدود الشرع حدود لهن , هل الحدود هي ذاتها القيود ؟ هل حدود الدول التي تحمي الأرض والحق كقيود السجناء وراء أسوار السجون العاتية .
كيف يمكنني أن أساوي مثلاً بحقي في المطالبة بقانون يحميني من العنف الأسري مع مطالبهم بتحريري من حجابي , أو أن أساوي بين مطالبتي بحقي في المعاملة كإنسان وليس كإنسان درجة ثانية بمطالبهم في الحصول على حريتي بعلاقات محرمة , بأي مكيال يكيلون ؟
أي مكيال يساوي بين كفة حقوقي الأساسية في الحياة والتي سنتها الشرائع الاسلامية منذ ما يقارب 1435 عام والتي تضائلت وكادت تختفي تدريجيا في مجتمعاتنا مع زيادة عدد المطالبين بها أو بما يخيل للبعض أنهم يطالبون بها , وبين تلك التي يطالبون بها في محافل حقوق المرأة , أي مكيال يكيل بين ذاتي وملذاتهم ؟ أين أنا منهم ومما يطالبون به من أجلي , أنا لا أؤمن بما يطالبون به , أنا لا أطالب بتلك الحرية التي تجردني من كينونتي الأنثوية , لا أطالب بتنازلي عن صورة الكمال الأنثوية في فضائلها وأخلاقها وحيائها , صورة الكمال الأنثوية التي تجسدت في مريم البتول وأمهات المؤمنين في حجابهن ووقارهن وأخلاقهن , لا أطالب بأن أكون رجل , لا أطالب بأن أكون أنا (هو) , أنا أطالب بأن أكون (هي) الحاصله على حقوقها في التعليم والعمل , الحاصلة على حريتها الفكرية والعقائدية , الحاصلة على استقلالها الاقتصادي والمادي , وقبل كل ذلك حقها في الكرامة المصانة و الجسد المحمي من العنف والتحرش والاغتصاب بمساندة الدين والقانون والمجتمع , أطالب بحقوقي التي لا تتعارض مع شرائعي , والتي لا تحارب باسمي الأديان السماوية والفضائل الإنسانية , أريد أن اكون ملكة باحتشامي لا أن أكون فريسة لأهواء الآخرين , أنا أريد حريتي وليست حريتك في ما ترغب في أخذه مني .