رُكن المقالاتمقالات سياسيةمنتدي أوراق عربية

حامد بدر لموقع أوراق عربية …… عن الحرية والمسؤولية- مقال

حامد بدر لـ موقع أوراق عربية …… عن الحرية والمسؤولية- مقالات

حدثني الصغير اليوم عن حريتي في أن افعل كذا وكذا وكذا ..
قال الطفل أنا حرٌّ في بيتي، وفي لعبتي، وفي ضحكاتي..
قال الصغير أنا حرٌّ في غاياتي وأحلامي ..
ماذا أقول انا؟

الحرية بأبسط مفهومها .. أن أفعل ما أشاء فيما أملك، بلا ضرر ولا ضرار ..

على مستوى أكبر من هذا نجد الحرية كلمة حيَّرت الفلاسفة، والساسة، والسلاطين،والقادة،

كلمة حيّرت السجان والمسجون، كلمة حيَّرت كل من أراد أن يتحرر من موضع يقيده، فصار بين نجدي الثورة والهدأة، بين طريقي الخروج عن المألوف والاستقرار.

باتت الحرية منذ أن عصى آدم ربّه موضعًا وشيكًا، غلّب أبناءه على الارض، فصار الحرّ محسوب عليه خطوات عنفوانه، وصار المسؤول طامحًا في المزيد منها.

الحرية التي تجلب لنا الأمان هي تلك الحرية التي تستحق أن تكون..لكن أحرارًا لم يتحرروا بعد .. كيف؟
“ماما أمريكا”
زعمت الولايات المتحدة  أنها ام الحريات وأم الديمقراطيات، فباتت “ماما أمريكا” ملجأ لبعض المتحررين، وفي ذات الوقت قيدًا يقطع معاصمهم أينما أرادوا حرية أخرى.

زعمت “ماما أمريكا” أن العلم والحضارة والحرية لديها في المقام الأول، تتصدر أولويات ما تحققه لشعبها، ولكنها ذاتها التي كان تاريخ بنيانها قائمًا على طرد الهنود الحمر “سكان أمريكا الشمالية الأصليين”، ومعقل قهر السود، وفيها قثتل “مارتن لوثر كينج”.

“ماما” أمريكا ذاتها التي فشلت في إرضاء المختلفين داخل أرضها.

في كل المجتمعات
تبيت الحرية قطعة من عناء في مجتمع يملأه القيود والمحاذير، فليست قيود السلطة فحسب كما تظن، بل إن هناك قيودًا إيديولوجية مثلت مزيجًا من (الدين، والعادات، والتقاليد، … وغيرها)،

حين تريد أن تعالجها أو تعدلها أو أن تجدد خطايها، تظل براثن مسؤولة – حسب ما يرى أصحابها – ضد لا ند،

فتبقى المسؤولية هي أن تؤجل أو تُرجئ حريتك لما بعد.

تضر أحيانًا إلى أن تصنع من التحرر ثوبًا يليق بمجتمع، فتقهر قلة ربما أو غالبًا تكون مظلومة ولا بيدها حيلة لمعاصرة هذا التجديد.

من منا يقبل أن يدخل في نقاش حول فكر عالمي جديد، يجمع الأوطان تحت شعار واحد “إنسان بلا دماء”،

الحقيقة ستكون أن التنوع ظاهرة صحية، لكن التنوع سرعان ما سيتحول لاختلاف تقوده صراعات لها أصول تاريخية،

قد لا يشفي غليلها سوى الدم، أو يفهم أحد طرفيها أهمية التفاهم والاعتدال.

للاسف لست حرًا فيتغيير فكر مجتمعك، أو تهدي الذين لا يعقلون..

لست حرًا في أن تكتب رأيًا يتمتع ببعض الاختلاف الظاهر ..

لأنه ببساط مسؤوليتك تحتم عليك أن لا تتحرر حينها فتؤذى، وقد تحول بينك وبين التوضيح المُطلق،

فليس كل ما يُقرأ يُنشر، وليس كل ما نفكر به حقً لأن يعرفه الغير.

لست حرًا في أن تنشر رأيًا يخالف طائفتك .. لتبدو لك أن الحكمة في غير أهلها ظلم للحكمة ذاتها..

يعود الصغير أنا حرٌّ في غاياتي وأحلامي، لكنه حين يكبر سيجد نفسه مجبرًا داخل بيته الكبير “الوطن”

أن يتنازل عن بعض الحرية، او أن يحتفظ بها سرًا أو أن يمارسها في مساق محدود.

سيجد الصغير حين يكبر أن المسؤولية تدفع ثمنها أن تتنازل عن الكثير من الحريات،

فتضطر إلى أن تبحث عن كيف أن تتحرر من ذاتك التي امتلات بمسؤوليات أخرى لا تستطيع أن تتحرر منها لتصل إلى حريتك الكبرى.

لكن الحرية المُطلقة ستتحقق حين لا تتعارض معها مسؤولية ما،

فالمسؤولية المطلقة تتطلب منك أن تكون حققت المصطلح الذي بدأت به هذه الجملة.

إلا أنك ستجد الحرية المطلقة ملاذًا .. في أحلامك .. وفي خلواتك .. وفي نفسك التي لا يتطلع عليها سواهما “ربك وأنت”.

لمتابعة المزيد من كتابات حامد بدر – مقالات   / موقع أوراق عربية 

لمتابعة المزيد من الأعمال بـ موقع  أوراق عربية علي فيسبوك 

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق