رُكن المقالاتمقالات اجتماعيةمنتدي أوراق عربية

حامد بدر لأوراق عربية …. الحب والأمل – قدسية منسية ج2

نعيش هذه الحياة ونرغب في المزيد ويكمن السر كله في “الشفف” ..

الشغف بالمزيد والنهم نحو الاستزادة والاستكثار مما يغذي هذا السر.
ولعل ما يزيد من هذا الشغف هما فضيلتان فطريتان تكملأ كياناتنا ألا وهما “الحب، والأمل”،

تلكما الشعوران اللذان يملئان جنبات النفس البشرية، واللذان يستثمرهما الوجدان كي يستمر عائشًا، بجانب عوامل أخرى كالضمير، والإيمان، والمثابرة، والصبر، .. وغيرها.
لكن قدسيتا الحب والامل لا تنفكان عُرضَةً للدراما والسنيما والروايات،

تاجرت جميعها بهاتين المقدستين كي تكسب المزيد من الإيرادات وولاءات الجماهير،

وصارت – عن غير قصد – مادة دعائية يستقيها الناس في قوالب وصور معينة تمتعت بإغراء فاختطفت عقول الأجيال،

لتطير بها نحو الخيالات والأحلام.

لكن وبرغم ما حققته هذه الفنون إلا أن قدسية ما لم تكن في الحسبان، تلكما القدسيتين اللتين يعيش بعهما وعليهما الإنسان كانت أنسب مادة يتم استغلالها من أجل كسب المزيد.
وفي عصر التكنولوجيا لذي بدأنا نعيشه منذ مطلع العام 2000،

صار الحب والأمل أكبر مادتين تمت توظيفهما في الدراما والسنيما ومحتويات أخرى من الفن للأسف دون مراعاة قدسية هاتين الفضيلتين ومثيلاتهما من المشاعر النبيلة والطموحة في حياة الناس،

ففقدتا قيمتهما عند المعاملات الواقعية أو بتعبير آخر “على الأرض”.
ومع ذلك فكل التحايلات هذه كانت سبيل من ضمن سبل شد الجذب والانتباه، كيف لا..؟

وقد سبقهم بائعو الورود على الشواطئ والمتنزهات والذين تغنوا من أجله كي يجلبوا لديهم المزيد من العشاق يبتاعون أغراضهم من الهدايا الرومانسية.

فلننظر إلى كل هذه الاستغلالات التي غيرت من المفاهيم المُقدَّسة والتي حولتها إلى تابوهات أو أطر فبدت في صورة غير صورتها النقية التي رآها البشر..

لقد حولتها هذه الأطر إلى أدوار وأداءات للعرض على المتلقين المختلفين،

والذين يتباينون في كل العوامل والمتغيرات التي تحكم طبائعهم فتغيرت نظرتهم إلى بديهيات الحياة، لتتحول العاطفة إلى مشاهد معروضة لا إلى حياة نعيشها.

وعلى جانب الأمل استغل بعض المروجون لأنواع عدة من المنتجات التي تربط الناس بأملهم في تغيير حياتهم للأفضل

فعلى سبيل المثال كانت لمنتجات إنقاص الوزن دور كبير في استغلال آمال الطامحين في تحقيق مظهر مثالي بإقناعهم باستخدام عقاقير مختلفة تساعدهم على انقاص وزنهم،

وكذلك بعض المسوقون استغلوا طموح الشباب وآمالهم في الوصول نحو مصادر عيش أعلى فاتجهوا بهم نحو ظاهرة التسويق الشبكي وإيهامهم بتحقيق الربح السريع؛ ليصير الكد والعمل درب شقاء لا درب بناء.
بالطبع ليس المقصود هنا أن نظهر الحب والأـمل ومثيلاتهما من المشاعر الإنسانية التي تثير الشغف عند الإنسان بمظهر سيء،

لكن توظيف محركات الإنسان نحو الحباة وإن بدت طبيعية،

فإن استغلالها بطريقة مُبالغ فيها ربما خلق أطرًا لا تنتمي إلى الطبيعة،

فاتجه الناس نحو المادة، ناسين أنهم يعيشون الحياة لا يقضون وقتًا وحسب.
وختامًا فبالرغم من أن بعض المحطات تبدو كحلقات مفقودة في الطريق أو كقدسية منسية في وجدانات البشر،

لكنها جميعًا كانت خطوات الرحلة ..رحلة الحياة المقدَّسة الذي يحركنا فيها شغفا الحب والأمل.

لمتابعة المزيد من كتابات حامد بدر  مقالات اجتماعية / موقع أوراق عربية 

لمتابعة المزيد من الأعمال بـ مقالات اجتماعية موقع  أوراق عربية علي فيسبوك 

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق