منتدي أوراق عربيةمنتدي القصة القصيرة

حامد بدر لموقع أوراق عربية ….. ديجافو – قصة قصيرة

اليوم ليلةُ عُرس .. بعد عناء عام ونيف، لكن بعد قليل أكون كملك متوَّج مع حليلة أو كما تقول بعض مشاعر القلب الجارفة .. كل شئٍ قد رُتِّبَ كما تقول العادات والتقاليد .. ا

لصخب يملأ الخارج، أصوات الموسيقى ترج أركان البيت، الجميع اندمجَ في حالة من الحبور،

الزغاريد أصواتٌ عالية تؤذي مسامعي، لكنها العادات والتقاليد ..
أرتدي “البدلة” .. أقف مبتسمًا، ثم أنظر إلى المرآة..

يا إلهي من هذا ؟ من ذاك ؟ إنه شخص غريب، كل ما يتفق بيننا بعض الملامح .. أنا ..

أم مجرَّد انعكاس يرضي عقلي الذي شرُدَ قليلاً، فيرسم شخصًا قريبًا مما أظن أنِّي عليه .

لا أعلم لماذا أهيم بتلك اللحظة التى لا أجد لها وصف، لماذا .. لماذا أهيم بتلك الدنيا التي لم أعشها..

أراني وكأنني قد عدت إلى زمن سابق .. أو ربما أنا اتيتُ إلى هذا الزمان عن غير قصد .. أستغفرك ربى ..

من منا أتى هذا الزمان برضاه ؟، ولكنني صرت أهيم بها، أشتاق إلى حياة تغلبها الديمومة فتحجل النهايات..

أصبحت تقتلني رتابة التفاصيل في واقعي المأزوم ..

ربما هي وساوس الخوف أو القلق أو الشك، ربما حالة من حُلمٍ وردي أعيش فيه،

بعدما وجدتُ الخذلان من واقعي ومن فيه، فلا إيمانٌ حقيقي ولا نُكران للبغيض ، ولا تبات على مبدأ.
هيييه .. أين الحب؟
أين الحب الذي كنت أطمح فيه؟، أين تلكُنَّ القصائد والأشعار التي طالما كنت أنسجها من عاطفتي ودقات قلبي؟

أين قسمات روحي؟، أين كل ما ذهب؟ هل كان ذلك مجون الماضي، أم كل ما فات وهمٌ كنت أصدقه؟

أم .. أم أن ذلك نزغ من شيطان يريد إفساد ليلتي..؟
أشردُ من شرودي إلى حيثُ شرودٍ آخر..

يوما ما قر أت عن ظاهرة (الديجافو Dejavu) تلك الظاهرة النفسية التي تعني تكرار المواقف،

حيث تشعر وكأنك قد عشت هذا الموقف أو جانبا من تفاصيله فيكاد عقلك يُجن هل حقا قد عشت تلك اللحظة من قبل جلستي هذه؟

أعود بالذاكرة إلى حيث الأرض الوسيعة، ووجوه بسومة، ووقلب هانئ، وعقل غير مشغول أذكر تلكما العينين الحوراوتين تناديني فاستجب، أذكر تلك الجنَّة التي منها جئت،

آخر ما أذكره وعدًا بأن نلتقي عند النهر، ونشرب بعضًا من مياهه كما اعتدنا.
لقد كانت تجالسني فتطير بجناجي أحلامي إلى حيث العاطفة المستكينة، إلى حيث النقاء الأبدي،

فأقطف زهرة أداعب بها الوجنين، يختفي أغلب بياض وجهها الأشقر، لتحلَّ حُمرة الحياء،

أنتفض من داخل لكي لأ انال لثمة حرام، فيداعب الظل أعيننا مننذرًا بمغيب الشمس فنسرع إلى الرحيل،

فألتمس في ظلمة الليالي لمعة القمر عينيها تضيء طريقًا ترتسم في معالمه الآمال، وتزين جنباته التفاؤل، وتبدو في آخره طموحات اللانهائية.
أعود فأنظر إلى وجهها القمري، فيخفف من بزوغ إطلالته شعرًا حريري الملمس حالك السواد،

فأعتزلُ غربتي لأنيس يسليني الوحشة، فتهون الطريق الطويلة، وتحلو المرارة..
لطالما تذكرت تلك اللحظات الخاطفة، التي لا أذكرُ منها سوى مقتطفات لا تغني من إدراك ولا تسمنُ من ذاكرة..

أستشعر كثيرًا أنني لست في واقعي، أبدو وكأنني أؤدي مرسمًا بروتوكوليا في هذا العالم .. فهل أنا حقا أنا ؟
أحدهم يطرق الباب فأنتبه: من؟
الطارق: جاهز يا عريس؟
“صمت”…
وكأن الواقع الجميل يسرقني من واقع أجمل
بالطبع جاهز سأعود .. أقصد “جاي”.

لمتابعة المزيد من كتابات حامد بدر  / موقع أوراق عربية -قصص قصيرة 

لمتابعة المزيد من الأعمال بـ موقع  أوراق عربية – قصص قصيرة  علي فيسبوك 

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق