روايات مُسلسلةمنتدي أوراق عربية

عماد حسن وسارة إبراهيم لموقع أوراق عربية …. خبايا – قصة مسلسة ج1

عماد حسن وسارة إبراهيم لـ موقع أوراق عربية …. خبايا – قصة مسلسلة / عمل مشترك 

صيف1965

نشأتُ في أحضان عائلتي الفقيرة في حي من أحياء الأندلس في إسبانيا،كانت الحياة. مليئةٌ بالحب،نلهو في الشوارع مع أبناء الجيران،لا نعرفهم ولا يعرفوننا لم تجمعنا سوى ضحكاتنا وأفكارنا الساذجة في اللعب.
قادمين عليهم بهجرتنا من بلد غريب له عاداته وتقاليده الخاصة به..

هنا ناتي إلي البداية

اسمي مازن من أصل سوري،أتى بنا أبي إلى هنا من أجل توفير حياةٍ أفضل باستقرار أوفر.
والديّ قد أتوا هنا برفقتهم أخي الأكبر مهران الذي كان عمره خمس سنوات،

أما عني فقد كانت أمي تحمل بي في الشهر الخامس. ولدت هنا في الأندلس 1969كان حلمي مثل أي طفل،

أكبُر وانضج وأصبحُ انساناً مشهورا،وبدأت أنضج يوم بعد يوم وكنت أرى دوماً علي وجه أبي علامات حزن لا أعرف لماذا!

كنت صغير حينها لم أعرف شئ سوى اللعب والأكل والمرح هنا وهناك،بدأ أول احتكاك لي بأناس جدد في اليوم الأول من الدراسة، أطفال هنا يمرحون،

وآخرون يبكون وأنا أنظر إليهم وأمسك بيد أمي بشدة لا أريد أن أتركها و بالفعل بدأت حياة الدراسة تمر يوم تلو الآخر ومرت السنوات حتى مرحلة البكالوريا.

وهنأ بدأت حياتي تتجه نحو التغير في كل شيء تقريبا، تفكيري،معاملاتي،وحتى أحلامي.

بدأت أعرف للعنصرية معنً لم أعرفه من قبل وهنا تذكرت عبوس وجه والدي كل مساء بعد عودته من عمله،علمتُ تماماً ما الذي أقلق راحته طوال تلك السنوات.
لم أبالي لهم أو لنظراتهم لي على أنني عربي لم أرد أن أكون مسجون بهذا الحقد وتلك الأفكار الخبيثة،

لابد أن أستمر وأنجح وأصبح ما أريد لأنه ربما في يوم ما سنتقابل ونرى من هو علي حق.
رجعت ذلك المساء إلى المنزل بفرحة عارمة لأبشر أبي وأمي بأنني قد حصلت علي البكالوريا بدرجة عالية.وإذ بي أجدُ أمي منهارة تبكي بحُرقة وأبي على الأرض يضرب بيديه!

ماذا حدث أبي،أمي؟ ما الأمرُ أبي؟ أمسك بي مربتاً على كتفيّ قائلاً:

أخيكَ مهران قد مات.

أُصبتُ بصدمة وقعت أثرها على الأرض من شدة صعقتها لم أستطع رؤية أي شئ حولي فالدموع تنهمر من عينيّ.
ولكن، كيف حدث هذا؟
رد أبي بانكسار:أخيك منذ فترة كان قد ترك العمل مصطحباً برفقته غرباء ذهابا وإيابا، أشخاص لا نعرف عنهم شي وحاله تغير في الفترة الأخيره واتصلت بنا الشرطة منذ ساعات سابقة لتخبرنا بما حدث.

ذهبتُ برفقة أبي لنتعرف على جثة أخي وطوال الطريق أثرثر بعقلي بأنه ربما يكون تشابه،

أتمنى أن تكون خدعة ربما لن أسامحهم عليها،لكن على الأقل لن أخسر بها أخي.
وصلنا وأخرج الطبيب جسده من ثلاجة الموتى،

وهنا شُل تفكيري أصبحت عاجزا عن الحركة هل هذا أخي الذي لطالما كنت صغيرا كان يرسم لي طريقي!
كنت أشعر بالأمان لكوني إلى جانبه، أخي،لمَ تركتني ماذا حدث لك؟ومن فعل هذا بك!

فصرخ أبي بانهيار في وجهي: هيا لنحضر لدفن أخيك وأنا لا أقدر على التحرك،سجين أفكاري،

أتذكر كل لحظاتي مع أخي ولا زال يصيح أبي في وجهي..
رجعت بي ذاكرتي لشئ حدثني به أخي منذ أشهر لم أعر حينها انتباهاً لحديثه،حيثُ كنتُ منشغلاً بامتحان البكالوريا،

ولو عاد بي الوقت لأنصّتُ إليه في الحديث. كان يتحدث عن شي ما لابد لي أن اتذكره،حتماً لابد.
خرجتُ وأبي للتحضير لدفن جثمان أخي ورجعنا بعده انتهاء مراسم الدفن للمنزل.

وبرغم كل الأنوار المضائة لم يوجد أي ضوء فقد أنطفأ كل النور بعد أخي، ربما هو حزين لفراق أخي فبدا معمتاً.

 

يــــتبع

لمتابعة المزيد من كتابات سارة إبراهيم / موقع أوراق عربية – قصص مسلسلة 

 لمتابعة أوراق عربية علي فيسبوك

 

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)
الوسوم

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. لااا عايزه باقي القصه🥺🥺
    حلوه جداااا ومشوقه اوووووي استمري انا بحب القصص دي جداا ⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق