خواطرمنتدي أوراق عربية

كريمان الفقي لأوراق عربية …….. عزيزتي الــ أنا

في عالم تزداد فيه الحياة تعقيدًا تفقد الأنا جزءً من إنسانيتها ويبقى السؤال معلقًا بين قوسين داميين

“هل ستستطيع الأنا الصمود في ظل هذا العالم دون انتحار مأساوي تخلده الطبيعة كنوع من البطولة”..

العالم يدور وخلال دورانه تُحصى الثواني ويلتئم مع عقارب الساعة من خلال الدقائق،

وفي كل دورة كاملة تتجدد علاقات وتنقطع أخرى، غفران وتسامح، حب وكره، وصال وفراق، خيانة وأمانة، روح وجسد، موت وحياة، ومع كل ثانية يصرخ بها كائن وردي ليعلن قدومه للحياة تصرخ في الثانية نفسها روحٌ للموت،

في المقابل مع كل فعل صاحب علاقة رد فعل مِثلي،

ألا يذكرك هذا بشيء؟.

الكون لم يُخلق عبثٌا، هناك ميزان وهناك كفتين، واحدة تنفعل لتتخطى الأخرى فلا الكفة المدحورة نجت ولا العدل الوسطي نال مراده، نحن البشر خُلقنا بأنا مستبدة، تغشي أعيننا،

نخطئ وما الضير نحن جميعًا إن لم نخطئ وتلوى أعناقنا لن نتمكن من فهم الآخرين والحياة؟،

الأهم أن ندرك أن قناعتنا شريك خطر ينصب لنا الفخاخ، إن كانت متينة وشريك نثق به فلابأس بأن نتمسك بها وإن هي مجرد متحذلق غوغائي يرغب في البلبلة إذًا فهي العش المحرم الاقتراب منه..

في كل لحظة من هذه الحياة تزداد الأمور تعقيدًا خاصة ونحن على أعتاب حرب عالمية ثالثة إن نجا منها أحد أنا أو أنت قارئي المصون فنحن رحمنا بفضل العدالة الكونية لا بفضل عقولنا المبهرجة بالخطوط المتعرجة والمسؤوليات التي ما إن استيقظنا صباحًا في أول يوم لنا في هذه الحياة وُضعت على عاتقنا كرزنامة ثقيلة وضعت فوق رؤوسنا،

نحن مزيج من علاقات متداخلة وعوالم كونية متضاربة ناهيك عن نصف بشرية مزعومة بالتحضر تدّعي جهلًا بأننا أحياء بفضلها؟، هل نحن حقًا بهذا الجمال؟،

نحن لسنا سيئين تمامًا ولسنا أفضل شيءٍ على الإطلاق،

نحن لا شيء بالنسبة لميزان الكون الذي تحمل عبء عبثنا وبات مهددًا بسحقنا في أي لحظة..
إلى متى؟ حقًا إلى متى ستظل الأفلاك والأجرام السماوية تشكو منا؟،

إلى متى سنظل نرجح بين كفتي ميزان الغلبة لأحدهما على الآخر؟،

إلى متى سيظل قانون استنزاف النفس والبشر والجور قائم بين حرفين، من وإلى؟
حتمًا لن أجد لأسئلتي جواب،

هي بديهيات في النهاية لكنني أنا من لا أود الاعتراف بها جاحدة كل ما هو مسلم به،

حقًا الاحتفاظ بجانبي النزيه من القصة أفضل من الجانب الذي يظن نفسه الضحية وبالتالي سيدفعني لتصورات أنا في غنى عن التفكير فيها، أليس كذلك عزيزتي الأنا؟

لمتابعة المزيد من أعمال كريمان الفقي   /  خواطر مميزة  علي موقع أوراق عربية 

 لمتابعة  المزيد علي –  خواطر مميزة / موقع أوراق عربية علي فيسبوك

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق