كريمان الفقي لموقع أوراق عربية ….. رسالة إلي النوم

سيدي النوم إليك أكتب رسالتي تلك وأنا بأمس الحاجة إلى التنعم بترفك الموقّر.
الليل يغشى بظلامه الكون فينكشف الأرق من بين الجهامة،
ورغم كافة الاحتياطات يغزو عقلي كحرب شنعاء لا مبادئ فيها، لا منبهات، لا حلوى، أنهكت جسدي علّ النوم يجافيني ساعة واحدة، والنتيجة عبث..
منذ متى لم يدق بابي هذا الضيف الثقيل؟
صدقًا لا أتذكر، ربما منذ آخر مرة دبرت موعد مع إحدى صديقاتي وأخلفت به لأن المواعيد الدقيقة غالبًا ما تؤرقني..
لن أنكر أنني أنام كالبشر بضع سويعات تصمد جسدي لكن عقلي يظل يعمل كالآلة وجفني إن تراخى تورع عن العتمة وعاد مفتوحًا على مصراعيه،
التفكير في كل شيء يختلس عقلي النظر إليه بعمد أو دون عمد يحرق تلك اليابسة التي تغطي رأسي فلا يبقى سوى نصف عقارب ساعة أنظر من خلالها للعالم،
النصف يصرخ طالبًا المساعدة و البشر ينظرون إلي وكأنني داخل دوامة لا تعنيهم في شيء ”
من تلك المجنونة؟، لابد أنها سقط هذيان”.
شذرات من نوم تأتيني على حين غرة أتجاهلها،
بعد ساعة سأنام لا بأس وحين أخلد على فراشي الوثير بعد أن أغلقت نوافذ الغرفة وجعلت من عتمتها مرفأ آمن، يخترق الأرق الأبواب المغلقة ويندد كطاغية جبار
“لا نوم اليوم”..
عزيزي النوم، لقد تعبت، ربما أنت على حق فأنا مهملة بل سادية التعامل فيما يخص الاهتمام بك،
أعلم أيضًا أنك لا تريد مني تكميم حروفي وأفكاري التي تأتيني ليلًا، لا تريد أن تظل هناك مشاعر معلقة كمطر كسير لم تسمح له السحاب بالهطول، ربما ترفض تسكع نصوصي دون ملجأ آمن،
أو ربما أردت أن تفخر بي كل ليلة كما يفعل كل نوم بصاحبه، لكن ماذا إن لن يكن هناك حرف؟
ماذا إن كان الأمر لا يتعدى الهلوسة الليلية و إزعاج عاطفي بائس من عشرينية متأرجحة، مذبذبة الفكر متأرجحة المشاعر؟، ماذا إن كان الأمر لايتعدى حدود سديم قرارات ستتلاشى من الذاكرة مع أول خيط أزرق يلمع في السماء،
لم يرفض الأرق أن أنام وهو يعلم أنني أستيقظ مع كل فجر لئلا يهزمني الليل؟
السحابة السوداء تليق بك وبالأرق يا سيدي، كل منكما يعقد الأمور،
حتى أحلامي واقعية لدرجة تجعلني أصدق أنني لم أنم قط..
الأرق يا سيدي يدمر ساعتي البيولوجية ويهدم نظامي الدقيق وأنا شخص أبعد ما يكون عن المرونة،
رجاء أخبره أنني لا أحب السهر وأنني لست على ما يرام، فهو لم يأتي وحده بل جلب صديقه الصداع و نووا الاحتفال على شرف لاوعيي المحرم، أما أنا يا سيدي فلم يعد بيدي حيلة سوى أن أشكو لك في رسالة بائسة سوء حالي في النهاية أنا جسد يقبل الاستفزاز ويشهد مشاهد معمعة رأسه دون أن يكون له أثر..
لمتابعة المزيد من أعمال كريمان الفقي / مقالات تطوير ذات علي موقع أوراق عربية
لمتابعة المزيد علي – مقالات تطوير ذات / موقع أوراق عربية علي فيسبوك