كاريـكاتيــر أوراق عربية

من ميكانيكي وسائق وبائع خضار إلي أستاذ جامعي رحلة فلسطيني مع الإرادة

تثبت حياة حسني عوض المهنية أن لا مستحيل أمام الطموح. عوض وبعد أن عمل مكانيكيا وسائق حافلة وبائع خضار لسنوات عدة، قرر أن يكمل تعليمه من أجل أن يصبح أستاذا جامعيا. كثيرون لم يصدقوه بل وشككوا في قدراته على بلوغ غايته، ولكنه أثبت للجميع أنه قادر على تحقيق حلمه.

ويعمل حسني عوض اليوم استاذا محاضرا في جامعة القدس المفتوحه في طولكرم بعد ان حصل على شهادة الدكتوراة في تخصص الخدمة الاجتماعية رغم الظروف المعيشية والاسرية الصعبة.

وأنهى حسني عوض الثانوية العامة عام 1984 من مدارس طولكرم، إذ كانت الظروف المعيشية والمادية الأسرية صعبة لم تسمح له في حينه باتكمال تعليمه في الجامعة، وبعد محاولات متكررة للحصول على منحة دراسية في الخارج، قرر التوجه لسوق العمل، حيث عمل بمهن مختلفة كميكانيكي للسيارات وفي مجال الزراعة حتى تمكن في عام 1986 من الإلتحاق بالدراسة في جامعة النجاح الوطنية،

وما أن اندلعت الانتفاضة الأولى حتى تعرض للاعتقال الإداري لمرات عدة متتالية.  وعلى الرغم من ظروف الاعتقال الصعبة والقاسية إلا أن حلم استكمال التحصيل العلمي بقي حاضرا في تفكيره ووجدانه.

وبعد تحرره من المعتقل الاسرائيلي عام 1991 حاول الالتحاق بجامعة النجاح مرة أخرى لاستكمال التحصيل الجامعي، إلا أن حصوله على “الهوية الخضراء” في تلك الفترة والتي كانت تعطيها السلطات الاسرائيلية لنشطاء الانتفاضة لتمييزهم والتضييق عليهم حالت دون تمكنه من استكمال تحصيله الجامعي، وقد قرر العودة إلى العمل مرة أخرى حيث عمل في عدة مجالات ومهن مختلفة بدءا من ميكانيكي سيارات مرورا ببيع الخضار والفواكه وانتهاء بسائق حافلة صغيرة، وفي نهاية عام 1995 وبعد اتفاقية اوسلوا وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية، التحق بأحد أجهزة السلطة برتبة رقيب.

وبعد عام التحق بجامعة القدس المفتوحة وتوجه صوب برنامج التنمية الاجتماعية والاسرية وتحديدا تخصص الخدمة الاجتماعية، وحتى يتمكن من الوفاء باحتياجات الدراسة المادية واحتياجات اسرته، عمل إضافة إلى عمله في السلطة الوطنية سائقا على سيارة حافلة صغيرة .

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق