منتدي أوراق عربية

محاكمة مبارك …. والمخابرات الفرنسية_سيد صابر /خاص لأوراق عربية

قد يعتقد البعض أنه ليس من الشجاعة ولا من البطولة الحديث الأن عن الرئيس السابق حسنى مبارك ، فالرجل أجبر علي مغادرة السلطة وهو الأن مريض و مسن وليست هناك أى بطولة في تناوله والهجوم عليه …. ولكن مايشفع لي أنا شخصياً في تناول الرجل والحديث عنه وفتح ملفاته شيئان أثنان وهما أننى قد هاجمت مبارك ونظامه وأظهرت مساوءه وسوءاته قبل مغادرته للسلطة بخمس سنوات منذ حادثة العبارة ،

بل أننى عند مراجعتى لما كتبته هنا في خبرنى وجدت أنه طوال الثلاث سنوات الماضية وأنا أكتب عن مبارك وأخطاء نظامه وخطاياه ، وقد كان هذا في عز سطوة وقوة وبطش النظام وفي عز جبروت مبارك وطغيانه ، ولم أكن أخاف في الحق لومة لائم أو لئيم وأظن أنى دفعت ثمن ذلك بالمنع من الكتابة في بعض الجرائد الورقية والصحف الألكترونية سواء في مصر أو خارجها .

والشئ الثانى الذي يدفعنى للكتابة الأن هو التاريخ …. تاريخ مصر ياسادة وماذا سيكتب فيه وماهي الأنفاق المظلمة التى تحتاج إلي أنارة وخصوصاً في فترة مبارك .

فالقضية بدأت عام 1972 أى قبل أن يكون مبارك نائباً للرئيس بأربع سنوات وقبل أن يكون رئيساً بعشر سنوات تقريباً …. ففي تلك الفترة كان يتم الأستعاد لحرب أكتوبر العظيم وقرر العقيد القذافي مساندة مصر في الحرب بشراء صفقة طائرات ميراج فرنسية علي حساب ليبيا لدعم سلاح الجو المصرى وتم الأتفاق علي الصفقة وكلف اللواء حسنى مبارك قائد سلاح الجو بالذاهب إلي فرنسا لتفقد الطائرات وأستلامها ووضع اللمسات الأخيرة علي الأتفاق … وأثناء محادثاته مع المسئولين الفرنسين تنحي مبارك جانباً بثلاث منهم وطلب منهم عمولته لأتمام الصفقة  ،

ونسي مبارك أن تلك الأجتماعات عادة ما تسجل بالصوت والصورة وأن طلبه للرشوة سرعان ما أصبح ملف مسجل في دهاليز المخابرات الفرنسية ، وأستلم الرجل المبلغ ( العمولة أو الرشوة ) ورجع إلي مصر


…. دارت الأيام وأصبح حسنى مبارك نائباً للرئيس وبعدها بسنوات قليلة أصبح رئيساً وفي أول زيارة له لفرنسا وقت ما كان ميتران رئيساً طلب الرئيس الفرنسي ملف حسنى مبارك ليعرف الرئيس الجديد لمصر فما كان من المخابرات الفرنسية الا وقدمت له الملف وبه التسجيل الصوتى والمرئي لمبارك وهو يطلب الرشوة وكذلك وهو يستلمها ، ومن هنا أستطاعت فرنسا ومعها ميتران معرفة رئيس مصر الجديد عن كثب …. تلك هي بداية علاقة المخابرات الفرنسية بحسنى مبارك كما كشفت عنها المخابرات الفرنسية وتناولتها  الصحف الفرنسية  ( اللوموند ودي فيجارو )  والمطلوب الأن من السلطات المصرية هو طلب الملف والتحقق منه والتدقيق فيه  وضمه إلي بقية ملفات مبارك .

والأن نحن لانكتب ذلك ذماً أو قدحاّ في رجل أصبح لاحول له ولاقوة  ولكننا نريد أنارة الطريق أمام قضية من أخطر مايكون وهي أن السلطة ليست مفسدة دائماً ولكن الفاسد هو فاسد بطبيعته بغض النظر عن سلطته وأن تنامي وتغول الفساد والرشوة والسمسرة في عهد مبارك لم يكن صدفةً ، بل أن الرجل كان يعتبر السمسرة شطارة والرشوة حق  وهذا مافهمه منه أتباعه ضمنياً وتصرفوا مع الشعب علي هذا الأساس والا لماذا كل أتباع النظام السابق في طرة بتهمة واحدة وحيدة هي الفساد ولماذا تم توجيههم جميعاً إلي جهاز الكسب غير المشروع دونما غيره من أجهزة التحقيق في مصر

…. ولهذا فأن محاكمة مبارك الأن هي واجب قومي مصرى لأظهار الحقائق ووضع جميع الملفات علي طاولة التأريخ لمصرومعرفة خفايا تلك الحقبة المظلمة من تاريخ بلد ظل يسرق طوال 6 الالاف سنة ولازال أولاده يجدون رغيف خبز يأكلوه … وهذا هو سبب تأكيدنا علي المحاكمة فبعد فتح تلك الجروح وتنظيفها وبعد أن يتم إرجاع أموالنا فليذهب مبارك إلي بيته حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً …. أما الذي يطالب بعدم محاكمة مبارك وتركه بسبب كبر سنه ومرضه فنقول له أقرأ المقالة من الأول وأن لم يعجبك فلتشرب من البحر المتوسط وأن لم يعجبك فعليك بالبحر الأحمر أو حتى الخليج العربي

سيد صابر_خاص لأوراق عربية

المقالات تعبر عن وجهة نظر كاتبها ويتحمل مسؤلية صحتها


متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق