مبارك في قفص الاتهام أمام 80مليون مصري باكاديمية الشرطةالاربعاء

كتبت ايمان شاميه

أكدت السلطات المصرية على لسان وزير الداخلية منصور العيسوي أن الرئيس السابق حسني مبارك سيمثل أمام محكمة جنايات القاهرة يوم الأربعاء 3 اغسطس في أولى جلسات محاكمته التي سيتابعها الملايين عبر البث التلفزيوني المباشر، بالاضافة الى المئات في قاعة المحكمة من اقارب ضحايا مظاهرات ثورة 24 يناير.

كما سيمثل امام المحكمة وزير الداخلية السابق حبيب العادلي بالاضافة الى نجلي الرئيس السابق جمال وعلاء مبارك. وسيصبح حسني مبارك بذلك أول رئيس دولة عربي يحاكم حضوريا في بلده إثر سقوطه تحت ضغط الشارع، حيث يواجه عقوبة الإعدام إذا ما أدين بالاتهام الموجه له وهو “اشتراكه بطريق الاتفاق مع وزير الداخلية السابق حبيب العادلي وبعض قيادات الشرطة في ارتكاب القتل العمد مع سبق الإصراربحق المتظاهرين”.

وأكد العيسوي في تصريحات نشرتها صحف مستقلةأن مبارك سيحضر المحاكمة شخصيا، مضيفا “سننقله (مبارك) بطائرة عسكرية من مستشفى شرم الشيخ إلى مقر المحكمة لحضور الجلسة الأولى وستهبط الطائرة داخل أكاديمية الشرطة في ضاحية التجمع الخامس بشرق القاهرة حيث تنعقد المحكمة وحيث يوجد مهبط للطائرات”. ومن المتوقع ان تقل الطائرة مبارك فجر الاربعاء.

وأوضح أن “هناك تنسيقا تاما مع القوات المسلحة لنقله وتم اعتماد الخطة النهائية لتأمين المحاكمة”.

وتابع “لا نريد احتقانا بين الناس في الشارع لعدم حضور مبارك” المحاكمة.

وكان الجيش المصري قد فرق الاثنين بالقوة عشرات الأشخاص من بينهم افراد  من أسر ضحايا الثورة كانوا مصرين على مواصلة الاعتصام في ميدان التحرير إلى حين التأكد من حضور مبارك المحاكمة.

وينتظر المصريون هذه المحاكمة منذ أشهر وخصوصا عائلات حوالي 850 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح معظمهم من الشباب سقطوا خلال “ثورة 25 يناير”.

وأعلن رسميا مساء الاثنين أن مبارك تسلم رسميا أمر استدعائه إلى المحكمة في مستشفى شرم الشيخ حيث أودع قيد الحبس الاحتياطي منذ أبريل الماضي لأسباب صحية.

وأعلن مصدر أمني مصري لوكالة “فرانس برس” الثلاثاء إن وزارة الداخلية انتهت من ترتيبات تأمين المحاكمة، وإعداد المقاعد المثبتة داخل القاعة المخصصة لجلوس المحامين واسر الشهداء وهيئة الدفاع عن المتهمين وكذلك إعداد قفص الاتهام.

وأوضح أنه سيتم وضع بوابات إلكترونية لكشف المعادن والمتفجرات على مداخل وأبواب المبنى، إلى جانب وضع خطة أمنية محكمة وغير مسبوقة بمشاركة بين القوات المسلحة ووزارة الداخلية لتأمين المناطق المجاورة والمحيطة بمبنى أكاديمية الشرطة تشارك في تنفيذها عناصر من المخابرات العامة وجهاز الأمن الوطني.

وكانت مصادر أمنية أخري قد اعتبرت احتمالات حضور الرئيس المخلوع حسني مبارك لأولى جلسات محاكمته ضعيفة جدا، الا ان المستشار زكريا عبد العزيز رئيس محكمة الاستئناف الأسبق، قد اكد أنه لا يجوز غياب الرئيس السابق محمد حسني مبارك عن جلسات محاكمته، وأنه فى حال صدور حكم غيابي فإنه يعد “باطلا”، لأنه لا توجد بدائل عن حضور مبارك شخصيا، ولا يجوز أن يطلب محاميه التأجيل أو الاعتذار عن الحضور.

وأكد خالد أبو بكر المحامي عضو الاتحاد الدولي للمحامين، أنه لا يجوز غياب مبارك عن جلسات المحاكمة، لأنه في ذمة النيابة العامة، وعليها أن تأتي به إلى قفص المحاكمة.

وأوضح أبو بكر أن المتهم سيتم نقله إلى المحكمة حتى في اكثر الظروف المرضية، ولو على كرسي متحرك، غير أنه في حال تعذر نقله الى أول جلسة مراعاة للحالة الصحية سيكون على مدير مستشفى شرم الشيخ إرسال تقرير بالحالة الصحية للرئيس المخلوع، يفيد بخطورة نقله لحصور هذه الجلسة، أما باقي الجلسات فستكون حضوريا.

واعتبر أنه إذا ظهر مبارك في قفص الاتهام أول جلسة وشاهده الشعب، فعلينا جميعا أن “نرفع القبعة” تحية للمجلس العسكري المصري .

وكان مصدر مسؤول رفيع المستوى بجنوب سيناء قد اعلن في وقت سابق أن الرئيس السابق لن يغادر مدينة شرم الشيخ لحضور أولى جلسات محاكمته لعدم استقرار حالته النفسية والصحية.

ويعاني مبارك، الذي أجرى عام 2010  عملية جراحية في ألمانيا، أعلن رسميا آنذاك أنها لاستئصال زائدة لحمية في الحوصلة المرارية، يعاني من مشكلات في القلب، بحسب المصادر الطبية الرسمية.

وقال المحامي الذي يدافع عته فريد الديب في يونيو الماضي إن مبارك يعاني من سرطان في المعدة، وهو ما نفته وزارة الصحة المصرية.

وتفيد التقارير الأخيرة التي نشرتها وسائل الإعلام الرسمية نقلا عن مصادر طبية في مستشفى شرم الشيخ أنه “يعاني من اكتئاب حاد رغم أن حالته مستقرة نسبيا”.

ويحاكم في القضية نفسها نجلا مبارك جمال وعلاء، وكذلك وزير الداخلية الأسبق وستة من معاونيه ورجل الأعمال المقرب جدا من مبارك حسين سالم الذي فر بعد اندلاع التظاهرات في 25 يناير إلى إسبانيا وجرى فيما بعد تسليمه لمصر حيث تم حبسه احتياطيا منذ 17 يونيو/حزيران الماضي بسبب شبهات في ارتكابه جرائم “غسيل أموال وفساد واحتيال”.