مواهب علي الطريق
لماذا نري الدنيا سوداء؟_إسلام سمير /خاص لأوراق عربية
لماذا نرى الدنيا سوداء ؟؟؟
إن هذا التساؤل هو بالمؤكد دعوة منى للتفاؤل..فأنا أرى الناس وأنا واحد منهم..قد انطبعت علينا تلوثات الحياة….
فالحياة باتت تنحدر من سيئ لأسوأ..ومن أسوأ إلى أحط درجات السوء..ومع كل ما يحدث سلم الناس بأن كل هذا من فعل الظلم الذى يتعرضون له -الظلم بكل أنواعه- والقهر الذى يغمر حياتهم..وأن أخلاق الناس أصبحت فى الحضيض…والكذب أصبح عملة تتداول بيننا…والكل أصبح لا يرى الا نفسه..الفساد انتشر كالوباء…ويد الإهمال دمرت كل شئ.. وكل شئ جميل ضاع.
مبررات كثيرة جدا قالها الناس ..وأضافوا الى ذلك أكبر ثلاثة أسباب”النساء ،والمال ،والدين”
النساء والمال أكبر شهوتين أثارا الفتن…فما من حادثة الا ويلتصق بسبب من أسبابها نون النسوة أو تكون بسبب أمر له علاقة بالمال.
أما الدين…فنحن ابتعدنا عنه…وهذا من أوضح الأسباب التى تجعلنا لا نرى الحياة فى ثوب أبيض..فقد قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز،،،بسم الله الرحمن الرحيم،،،”ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا،ونحشره يوم القيامة أعمى،قال رب لم حشرتنى أعمى وقد كنت بصيرا،قال كذلك أتتك أياتنا فنسيتها،وكذلك اليوم تنسى”صدق الله العظيم،،،نعم نحن ابتعدنا وشططنا عن الدين منتهى الشطاط.
وماذا بعد ذلك ؟ الكلام يبدو مكررا والأسباب تبدو معروفة للجميع وأعتقد أنى لو تركتها على ذلك لم تؤتى ثمارها
كما لم يؤتى ماقبلها ثماره..لذا أردت أن أنظر إلى الأمر نظرة عميقة بعض الشئ…فبعد معرفتى أن ترك الدين سبب لكل ما نشعر به من ظلم..سألت نفسى ما سبب ابتعادنا عن الدين ؟…وعدت إلى نفس الاجابة ..انحدارنا وراء الشهوات الدنياوية التى منها المال ومنها النساء.
وماذا تحتاج حياتنا كى نعيد بناءها من جديد…بالمؤكد انها تحتاج إلى هدمها وتأسيسها من جديد…اذا مادمنا سنغير أساسنا..فقد عرفنا أن الأساس فاسد..الأساس عبارة عن تراكمات من اللا شئ…انغرس تحت هذا الأساس الفاسد النظام..الذى هو مقياس تقدم الأمم..فبهذا وصلنا إلى سؤال ذو نظرة عميقة…هل نستطيع أن نغير أساسنا ؟؟؟
واذا كانت الإجابة “نعم” فسنصل سويا إلى أعمق سؤال…كيف نغير أساسنا ؟
شخص ما أراد أن يغير العالم ،فنظر إليه..فوجد أنه كبير جدا عليه..فقرر أن يضيق الدائرة..فقصر فكرة التغيير على دولته..وجدها صعبة أيضا..فقصر الفكرة على قريته..ثم على شارعه ،ثم على بيته ،ثم على أسرته ،وأخيرا تذكر أنه نسى نفسه…فقصر فكرة التغيير عليها..وبدأ بها فعلا.
وتماشيا مع مبدأ”إبدأ بنفسك أولا”تستطيع أن تقنع من تريد تغييره بمبادئك…لأن فاقد الشئ لا يعطيه..وستبدأ بنفسك على هذا النحو:
إبحث عن علاقتك بنفسك..هل ناجحة أم لا ؟ ليست ناجحة ؟ لماذا ؟ هل بينك وبين نفسك خصام ؟..ولما الخصام ؟..قم صالحها..امم كيف ستصالحها ؟ أقول لك..ستصالحها عندما تصلح ماأفسدته عليك من علاقات بربك وبالمجتمع من حولك..أهلك ،والناس..اذا ستخرج من النظر إلى علاقتك مع نفسك..إلى النظر أولا إلى علاقتك مع الله..هل انت تصلى ؟ لا ،لابد أن تصلى..الموضوع بسيط جدا..وخاصة إذا كانت لديك النية والعزيمة..فالله ميسر للأمور ،وممهد للطرق التى توصلك اليه.
الموضوع فى غاية السهولة والبساطة..استنفذ هفوات من طاقتك فى السير تجاه حوض المياة..إفتح الصنبور وخذ ماءا لتتوضأ به..ماهذا؟..إن الأمر بسيطٌ جداً ويسير..توضأت..أسرع إلى سجادة الصلاة..ابسطها على الأرض فى إتجاه القبلة ،وصلّى…لا أرى والله فى هذا تعقيدا.
ستجد نفسك مع توالى المرات تدعوالله وتحدثه وتملأ به قلبك وروحك..تبتعد …وستجد نفسك فى مرة أمسكت بالمصحف وقرأته وتدبرته..ماهذا الجمال؟!..إذاً بهذا قد اتجهت علاقتك بالله فى اتجاه صحيح.
فلتنظر بعد ذلك إلى علاقتك بالمجتمع أهلك والناس..أما عن أهلك فحاول أن تخلق جوامن التفاهم بينك وبينهم وأماعن الناس فمن كان لديك خصومة معه..ابدأ بمصالحته..لقد أمرنا ديننا بذلك..
قال تعالى فى كتابه العزيز..بسم الله الرحمن الرحيم”إدفع بالتى هى أحسن..فإذا الذى بينك وبينه عداوةٌ..كأنه ولىٌ حميم”صدق الله العظيم
الله يأمرنا بالصلح ويأمرنا بمقابلة السيئة بالحسنة..وهذا رسول الله أيضا يقول”خيركم من بدأ بالسلام”صدق الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.ابدأ بالصلح وكرامتك بالتأكيد محفوظة عند الله..
إذا انت نظرت إلى علاقتك مع نفسك فأصلحت علاقتك مع الله..فانصلحت علاقتك مع أهلك ثم مع الناس..فانصلحت بكل هذا كل علاقاتك التى بدورها خلقت جوا من الرضاء بينك وبين نفسك.
ولأن الراحة النفسية ملأت قلبك وروحك فستجد نفسك قادرا على الإنتاج والعمل بصفاء ذهن هو مطلوب فى كل الأحيان..بهذا أعتقد أن وضعك المادى سيتحسن..وستجد صحتك فى الصاعد..صحة ورضاء وقناعة بالحياة.
والآن قل لى ،هل مازلت ترى الدنيا سوداء؟؟؟.
اسلام سمير_خاص لاوراق عربيه
متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)
الحمدلله…….الموضوع أثر فى بعض الناس..فضل وعدل من ربنا سبحانه وتعالى