منتدي أوراق عربية
لقاء يعالون والرجوب… غرام الأفاعي المتجدد!؟_للكاتب هشام منور …فلسطين
لم يصدمني النبأ الذي سربته صحيفة معاريف الإسرائيلية عن طريق أحد مراسليها حول لقاء تم عقده “سراً” بين وزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية (موشيه يعالون)، وبين السيد اللواء جبريل الرجوب، رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، ورئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، في مدينة القدس التي يشتد المشروع الإسرائيلي لتهويدها بالكامل في هذه الآونة، على الرغم من انتماء يعالون إلى تيار اليمين الإسرائيلي وكون الآخر واحداً من كبار رجالات السلطة وأحد رموزها الأمنية المعروفة.
فالرجلان يعرف كل واحد منهما الآخر منذ الأيام التي تولى فيها يعالون منصب قائد منطقة الضفة الغربية في الجيش الإسرائيلي، والرجوب كرئيس جهاز الأمن الوقائي في الضفة، وقد عقدا حتى الآن لقائين، آخرهما جرى في نيسان من هذا العام، بحسب زعم الصحيفة الإسرائيلية. إلا أن الأمر المريب هو توقيت تسريب هذا اللقاء، ومدى صدقية سعي السلطة غلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف وهي لا تزال تدعي أنها أوقفت كل أوجه التفاوض وقنواته السرية مع الكيان الإسرائيلي.
“معاريف” زعمت أن اللقائين عقدا في القدس، مع تعهد الطرفين بالإبقاء على أمر انعقادهما سراً، وأن الرجلين ركزا على الشؤون السياسية فحسب. فيما أكد مصدر اسرائيلي اطلع على المحادثات أن (يعالون) فاجأ (الرجوب) بمواقف معتدلة بالنسبة للمواقف التي يُعرف فيها بين الجمهور، في كل ما يتعلق بحل النزاع. لكن الصحيفة بدورها أكدت أن مثل هذه اللقاءات لا تنقل رسائل ملموسة بين الطرفين، ولم يتم فيها بحث خطط عملية بالنسبة لاستئناف “المسيرة السياسية”، بل جرت محادثات عميقة!؟.
ورغم محاولة الصحيفة الإسرائيلية الصيد في الماء العكر فيما يخص توجهات يعالون وتشدده وكونه يتلقي المسؤولين الفلسطينيين من تحت الطاولة وبعيداً عن الإعلام، إلا أنها لم تنس أن تشير أن يعالون يحرص على كتابة تقرير مفصل في نهاية كل لقاء، ينقله الى جهات أمنية وسياسية.
وفي تعقيب صادر عن مكتب يعالون جاء فيه أن “الوزير درج على أن يلتقي بين الحين والآخر بمحافل فلسطينية مختلفة، كقناة تمنح مضموناً وتنقل رسائل، كونه يعتقد بأن من المهم دراسة ما يجري ليس فقط من خلال التقارير الاستخبارية أو وسائل الإعلام، بل وأيضاً عبر اللقاء بمحافل في السلطة توجد معنا في جيرة. فالرجوب هو شخصية معروفة بين الجمهور الإسرائيلي، وأجريت معه أكثر من مرة المقابلات في وسائل الإعلام المحلية بالعبرية”.
إذاً، هي شهادة بنظافة ذات اليد منحها المكتب الإعلامي للوزير المتطرف يعالون إزاء لقائه الرجوب، بزعم أنه من الوجوه المعروفة والمقبولة إعلامياً داخل الكيان الإسرائيلي، ولنا أن نقول بحق المسؤول الفلسطيني الذي لا يزال يجثم على صدور أبناء شعبه، ويترأس أكثر من جهاز شبابي ورياضي، ومنصب حزبي داخل حركة فتح، دون أن ينسى تقاليده وماضيه الأمني: “والحق ما شهدت به الأعداء!؟”.
هشام منوّر………كاتب وباحث
متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)