مواهب علي الطريق
كلمة اولي اقولها _خاص لأوراق عربية /مروان رمضان العباد
كلمة أولى أقولها
تلك هي صورته.. وأبجديته ، في حياته ومماته ، أسئلته ، حيرى تدور على شفاه أيامه.. هو.. شاب بهي الطلعة، في عينيه يختزن دموع العالم..وحزن العالم أيضا.. يحب الحياة ويلعن ساعاتها ..ذات الوقت.. هو لا يدري من أي طريق يداهمه الشوق ليلاً .. يفاجئه هذيانه المضطرب فيهرول لي ليحتمي من الحزن بالكلمات ..لان في الكتابة مسدس كاتم يفرغ رصاصته في صدر الأسى.. ولأنه يدرك ان القلم هو وسيلته الوحيدة لقتل ركام ماضيه الأعمى
..إحساسه المتوتر.شوقه الغامض.. أحلام يقظته.. سكوته.. ثورته هي أشياء تذكره بانفعالاته ألعشقيه في ساعات الليل الدامسة.. يقوده جنونه إلى طيف المرأة التي يتوارى كسراب كلما لهث خلفه كحصان جامح.. هي في نظره ، ملاك طاهر .. ومعبد لا يدخله إلا المتعمدون بماء عينيها .. لأجلها بات يغازل خيوط الفجر.. ويعلق مطر عينيها المنهمر على خديها كأنه اعتذار عن خطاياه .. يفكر مليئا في عقارب هذا الكون .. هو ليس بكافر .. مثلما لا يحمل في جوفه من الإيمان بقدر ما يمتلكه من فائض القناعة بوجود الله.. لم يراوده شكل الفرح يوما .. ذات مساء من يناير جلس قبالة المقعد المواجه للذاكرة ، يتصفح أوراق الخريف الدفين.. فمن ياترى يمسح شارع حزنه من ذكرياته المعتقة بمذاق الندم ؟ للمغامرة في حياته ولع خاص.. هو لا يخشى السقوط في وحل الخسارة ، لطالما ركب البحر مراراً غير آبه بنهاية مأساوية قد تكلفه حياته ..! هو .. سندباد العشق فجراً ، يطيل مناجاة المأذن مثلما يمارس راهب مناخات عبادته في محراب صومعة . ثم يعود بعد كل ذلك الضجيج ليتكور مثل قط جائع في جوف حنجرته ، يدخن ما تبقى في ذاكرته من رماد الأحلام .. وكأنه يمتص ما علق بذهنه من أعقاب الكلمات .. ثم يلقي بجغرافية جسده على منصة التعب .. مثل تابوت مكفن بعلم الوطن .. هذا انا …
_خاص لاوراق عربية
/مروان رمضان العباد كاتب وصحفي عراقي
متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)