منتدي أوراق عربية

الذكرى الرابعه لثورة النبلاء ..25 يناير / مدحت حجاج -لأوراق عربية

 

كانت سلمى بنت 44 ربيعا ام لثلاثة ابناء
حين اندلعت الثورة .
كانت لهم الاب والام والمعلم وهبت حياتها لهم بعد وفاة الاب قبل عامين من الثورة والحقيقه انهم لم يعرفوا احد سواها فالاب كان طيلة حياتهم البائسه الحاضر الغائب لا يوجد له مكان بالبيت الا في صورة كبيرة وضعتها سلمى له على الحائط صورة الزفاف .فهذا الشقي كان من المغضوب عليه ايبان عصر مبارك كان معارض . حدثته سلمى ذات مساء بعد خروجة من المعتقل عن تفاصيل اخر زيارة له اثناء الاعتقال وعن المعاملة العير انسانيه والمعاناه التى تتلقاها في كل زيارة وان الاولاد في حاجة قصوى له فالابن الاكبر في الفرقه التانيه هندسة القاهرة يحتاج لاب حنون يرتب احلامه ويوجهه كلما زاغ البصر على جملة الامانى . فصمت الراجل برهة وكأنه يراجع نفسه عن اثم لم يرتكب ثم قبل جبينها كرسالة اعتذار عميقه . لم تكن سلمى او زوجها يدركان انه اخر حديث بينهم. ثم قام ليرتدي زي الخروج فهو افرج عنه بعد منتصف الليل ولم يتمكن من زيارة امه .وقبل ان ينتهى سمع صوت ضجيج وهمجيه ترتع على السلالم لم يصدق نفسه انه المقصود حتى كسر باب الشقة ودخلوا عشرات من الجنود ضاق بهم المكان ثم اخذوه مغمض العينين بعد اقل من 24 ساعه على الافراج وكانت هى المرة الاخيرة التى تداهم فيها الشرطة بيت سلمى فبعد مرور شهر توفى الراجل واستلموه جثه من مشرحة زينهم والتى كانت تبدو عليه اثر التعذيب لكن تقرير الطبيب ان الوفاه نتيجة لهبوط حاد بالدورة الدمويه |؟
وتو شحت سلمى السواد |. ولم تعرف طعم الابتسامه الا …حين اندلعت الثورة
فكانت هي واولادها الثلاث احدى الشرارت الاولى لها . وسامحت سلمى
الوطن بعد الاطاحة بالنظام الفاسد وكانت فخوره بما قدموه من عطاء لتحقيق الحلم المرتقب . وبزوغ شمس الحريه التى كانت تلمع في عينيها الحزينة
لم تكن تدرك ان هذا الطاغوت له ابناء سرقوا ملابس الشهداء المدرجه بالدماء
وراحو يلعنوا اباهم كي نطمئن لهم
ومن ثما بدء الطاغوت وابناءه يمكرون في الخفاء لافراغ الثورة من محتواها والانتقام من الثوار وتوالت الجولات ووضع الشيطان الاكبر بالسجن المؤقت او المشفى تحت حجة المرض |فاهى حقا ثورة النبلاء | وضعوه ليكون تحت رعايتهم وفي حراستهم فمن غير المتصور ان يحاكمه اباهم الذي رباهم على عينه .
وكأن حزن سلمى وقهرها مقدر من قبل الاله |؟ وان غياب النور من سماء الوطن قضاء وقدر ؟وكأن بياض عيون سلمى قهرا ماهو الا مرض رمدى لا دخل لاحد فيه ؟
وكأن وشاحها الاسود سرمدي خلقت له وحيك لاجلها ؟

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق