منتدي أوراق عربية
طفلة بحجم السماء _أيهم العباد
طفلة بحجم السماء
للكاتب العراقي _ايهم العباد _خاص لاوراق عربية
أكبـري يوماً بعد يوم
أكبـري دون حــــد …
بعيون مشرعة الأجفان ، وقلب يضج إشراقاً وصبراً وحيـــــــاة ، أحكمـت قدميها وتقدمـت بخطوات طفلة تضاعف
نبضها كما لو كانت ترتقي سلم الشباب …على شرفة الثانية من عمرها ، تطــل طفلتنا (أوراق عربية) صباح
اليوم ، وبثوب ناصع البياض ، تفرد ذراعيها للربيع الغامـر، بقدميها تركل صفرة الصحراء ، وتملأ جيـوب الجيـاع
والمتعبيـن بأحلام الكبـار … كم تزاحمـت علـى (كاروكها) معاول اليأس والقنوط ، تكاد تئدها قبيل استدارة فمها ،
لولا تعلقها بخيط الرجاء إلـى الله ، وها هـي تخمد لهـب الشمعة الأولى وتحرق أخرى على أمـل صمودها بوجـه
أعاصيـر الأيــام …
أية فتنة حبتـها السمـاء ، وقـد بلغت سـن الرشد على يـد النكبات ! ضحـت وناضـلت على حسـاب سكينتها ، ولأجل
طموحات أبنائها وحريتهم وكرامتهم أينما كانوا ، ولذا كان شعارها منذ صرخة الولادة ( مع الشعوب ضد
مشاكلهم ) ، وبرغم ضيق الخناق ، والشتات الذي أنهك البحر واليابسة بامتداداتهما ، ظلت طفلتـنا مؤمنة بمبدئها
، غير مساومة على أهدافها وغاياتها النبيلة فـي الحريـة والوحدة والاستقـلال ، ذلك لان مسؤولية اقتفـاء اثـر
الحقيقة والسير فوق مسطح ملـغـوم يقتضي قدراً من الشجاعة ونسبة عالية مـن الحـذر والدقـة في نقـل اللقطة
الخبـرية ومواكبة الحـدث عـن قرب وتشريحه تحت المجهر بمهارة وحرفية ، بغية التأكد من سلامته من الجراثيم
والميكروبات السامــة ، ثم يتم تقديمه للقارئ كطبق خال من التوابل الذاتيـة …
تلك هـي دنيا الصحافة ، فيها مـن بؤرة الشـر بقـدر ما فيها من كــفة الخير ، شتـان مابيـن الخيـر والشر، وحاشــ
ا للماء العذب أن يختلط بالماء العكر مادام بينهما برزخ لايبغيان .. بهذه الومضـة العابرة ، سنقـول للعالم بملء
الروح والضمير ، إن أوراقنا التي كبرت وترعرعت بين الأدغال ، هي مرآتكم وصوتكم وقلبكم النابض ، هي ابنتكم
من الوريد للوريد ، هي حلم الصغار قبل الكبـار ، وجسرهم الأقـرب صوب ضفـة السعـادة …
كــم سيبلغ بنا الفخـر ونحن نبصر قامتهـا كشجـرة سنديان تسمق فوق أكتاف كتيبة عربية شابـة !
كــم سيكبر بنا الشوق ونحن نستظل بشعرها المشدود من رذاذ دجلة والفرات حتـى زرقـة النيـل!
كــم سيطول بنا المنام ونحن نغفـو على ترانيمها ، دار ، دور ، داران …!
أذن ، تحية عـربية خالصة لكـل طفـل جائـع ، من المحيـط إلـى الخليـج …
تحية للمرأة العربية ، سلاماً على صبرها ومطاولتها ووفائها لأطلال دارها العتيقـة …
تحية للشعب العربي أينما حل ورحل .. نسألكم أن تصبروا ، فكلنا صابرون …
مبارك لنا جميعا ، ألف مبارك .. مبارك لكل من طبع بصمته على أوراقنا ، مبارك لكل من سكب قطرة حبر على
طريق مستقبلنا ، ومبارك أيضاً لكل من ساهم معـنا …
أما أنتِ .. فلا أجمل من أن انتهي بك ومعك فقط ، رفيقة دربي إيــمــان شاميـه ، وأنتِ تنحنين على جرحك
بكبرياء نخـلة عراقـية لتقولي للعـالم ، أنـك مازلت على قيـد ا ل ح ي ا ة …
أيهم محمود العباد
متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)