منتدي أوراق عربية

صفحة من تاريخ العراق_عمار علي الصافي / خاص لأوراق عربية

المماليك الجورجيين في العراق ( 1704 – 1834 )
الباحث العراقي – عمار علي الصافي

بدأ التوسع العثماني نحو العراق لانهاء طموحات شاهات بلاد الفرس بانطلاق حملة مراد الرابع التي الحقت الهزيمة بالفرس عام 1704م وخلال هذه الفترة سيطر على العراق باشوات مماليك من السلطة العسكرية , اعترضو على سيادة السلطان العثماني واعتمدو بحكمهم على نظام الجزية والضرائب على المحاصيل الزراعية والرسوم الجمركية وغيرها .

وتبدأ قصة المماليك في العراق مع الوالي العثماني حسن باشا بن مصطفى بك الذي كان جورجي الاصل والذي عين واليا على بغداد محل الوزير المعزول علي باشا واول ما قام به تأسي الحرس الملكي من المماليمك الجورجيين العبيد وكان معظمهم من المسيحيين الذين اعتنقوا الاسلام فيما بعد وقام بتحصين حكمه بارسال الموارد الكبيرة بصورة دائمة الى خزنة العثمانيين في اسطنبول وعمل على اخماد الثورات القبلية وساعد هذا على بقاءه بالحكم في العراق 20 عاما واستطاع من توريث الحكم لابنه احمد باشا عام 1724م الذي بقى بالحكم حتى وفاته 1749م .

وكان سليمان باشا ابو ليلى الذي دخل بغداد عام 1750م اول باشا من المماليك يتم الاعتراف به من قبل الحكومة العثمانية وكان حكمهم اشبه بحكم ذاتي شهد نوعا من الرفاهية بعض الشيء من حيث التجارة لكنه سرعان بدأ ينهدم بسبب الانششقاقات فيما بينهم واستطاع صادق خان عام 1776م من احتلال البصرة مستغلا هذه الظروف حيث كان غاضبا جدا من ازدهارها التجاري وانتقال شركة الهند الشرقية اليها من بندر عباس وقد نتج عن هذا الاحتلال انتقال هذه الشركة الى ابو شهر , فرغم مقاومة سليمان باشا سقطت البصرة واخذ اسيرا وبعد وفاة كريم خان اخ صادق خان الذي حكم معظم اراضي ايران قام بالانسحاب من البصرة بدون قتال واطلق صراحه وعين حاكما على ولاية سليمان باشا حاكما على ولاية بغداد والبصرة عام 1780م من قبل السلطان العثماني عبد الحميد الاول .

 

وفي عام 1798م زاد النفوذ البريطاني في العراق بصورة كبيرة بعد سماح سليمان باشا بتعيين قنصل بريطاني في البصرة , وعين بعد وفاته بالكم داوود باشا زوج ابنته وذلك عام 1816م اخر ملوك المماليك والذي اعتمد كلياً على اوربا بتدريب قواته وجلب الاسلحه وتحسين العمران والتجارة ولكن السلطان مراد الثاني كان له رأياً اخر بإنهاء المقاطعات والاعتماد على السلطة المركزية مستغلاً ظروف العراق في ذلك الوقت الذي عان من الفيضانات والطاعون عام 1831م .

ولم يقبل داوود باشا بالتنازل عن منصبه فقام السلطان العثماني بإرسال جيشاً لبغداد بقيادة والي حلب علي رضا باشا الذي سيطرة عليها وقام بأسره ثم توجه نحو البصرة ليسيطر عليها ثم على الموصل عام 1834م منهياً بذلك حكم المماليك بالعراق وقام السلطان عبد الحميد الثاني بمرحلة اخضاع الحكم في العراق لحكومة اسطنبول المركزية

 

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق