سلسلة الأحاديث الصحيحة – باب الحث على سُور وآيات مخصوصة ج 7 – فضل آية الكرسي

سلسلة الأحاديث الصحيحة بكتاب الفضائل أعدته : أسماء سعيد
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: –
وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني محتاج وعلي عيال، وبي حاجة شديدة. فخليت عنه فأصبحت،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة؟” فقلت: يا رسول الله، شكا حاجةً وعيالاً، فرحمته، فخليت سبيله. فقال: “أما إنه قد كذبك وسيعود”.
فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم. فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: دعني فإني محتاج، وعلي عيال؛ لا أعود، فرحمته، وخليت سبيله،
فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة؟” قلت: يا رسول الله، شكا حاجةً وعيالاً، فرحمته، وخليت سبيله. فقال: “إنه قد كذبك وسيعود”.
فرصدته الثالثة. فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات. إنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود! فقال: دعني، فإني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هن؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله فأصبحت،
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما فعل أسيرك البارحة؟” فقلت: يا رسول الله، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها، فخليت سبيله. فقال: “ما هي؟”
فقلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم، الآية: “الله لا إله إلا هو الحي القيوم”، وقال لي: لا يزال عليك من الله حافظ، ولن يقربك شيطان حتى تصبح.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
“أما إنه قد صدقك وهو كذوب! تعلم من تخاطب من ثلاث يا أبا هريرة؟” قلت: لا. قال: “ذلك شيطان!” رواه البخاري.
_مفردات الحديث:-
زكاة رمضان: زكاة الفطر.
_يحثو: يأخذ من الطعام بكفيه.
_فرصدته: أي راقبته.
_ إذا أويت إلى فراشك: أي إذا أتيت فراشك المعد للنوم.
_ آية الكرسي: سميت بذلك لذكر الكرسي فيها.
_يخبرنا الحديث:-
فضل آية الكرسي وأنها إذا قرئت بإخلاص في بيت مساءً حُفظ من الشياطين في تلك الليلة.
* ويندب قراءة آية الكرسي عند النوم.
وعن أُبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: –
“يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟” قلت: “الله لا إله إلا هو الحي القيوم”، فضرب على صدري وقال: “لِيَهْنِكَ العلم، أبا المنذر”. رواه مسلم.
_مفردات الحديث: أبا المنذر: كنية أبي بن كعب.
_الله لا إله إلا هو الحي القيوم: المراد آية الكرسي المنتهية بقوله تعالى: “وهو العلي العظيم”، وهي الآية: ٢٥٥ من سورة البقرة.
_والقيوم: الدائم القيام بشؤون خلقه.
_ليهنك العلم: أي ليكن هنيئاً لك ونافعاً لك ورافعاً اذكرك.
_ يخبرنا الحديث: تفضيل بعض القرآن على بعض.
* إنما كانت آية الكرسي أعظم الآيات لما تضمنته من عظم مقتضاها.
* جواز مدح الإنسان في وجهه إن أمن عليه العجب.
تابعوا المزيد من سلسلة الأحاديث الصحيحة بكتاب الفضائل بقسم / إسلامنا – موقع اوراق عربية
لمتابعة اوراق عربية علي فيسبوك
- المصدر
- نزهة المتقين شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للإمام الحافظ الفقيه أبي زكريا محيي الدين يحيى النووي المتوفى سنة ٦٧٦ هجرية ، كتاب الفضائل ، فضل قراءة القرآن