أخبار وتقاريرواحة الثقافة والفنون

ساجر الخالد لأوراق عربية :طموحي أن أتجاوز بيكاسو ودافنشي

ساجـر الخالـد .. طموحي أن أتجاوز دافنشي وبيكاسو

 

تجول في عالمه : أيهـم محمود العـباد

لن أندهش كثيرا ؛ فالفن ولادة أيضا ، كما الطفل الرضيع في ركوبه صهوة المهد واجتراره عتبة الأحلام الصغيرة صوب ضفة التساؤلات المتصابية .. لن اندهش ، إذا اختلطت أصابعي بهسهسات اللوحة وأنا أجوب معالمها جيئة وذهابا ؛ فهذه الأدوات المتحركة بين قبضتي إنسان موشى بالولع الجريح ، هي كائنات حية تسكنها الروح ، فلن تكذب المرآة لو توغلت في قعر الطبيعة المعجونة مع الأنفاس ، ومن هذه البؤرة شكل ساجر الخالد علاقة حميمية مع الاخضر الشاسع وراح يطلق من قفصه الصدري كثيرا من الرؤى المعلبة منذ زمن بعيد ، جاعلا إياها تسبح مثل سرب من البجع خارج أبعاد القماش والإطارات التي تطبق على أسراره …

** في البدء ، كيف يمكن لك الكشف عن هوية ساجر الخالد ؟ وما هي جذوره الفنية ؟

–   ساجر الخالد – بكل بساطة – هو مزيج من تفاعلات الحياة وتناقضاتها ، وجاء إلى معترك الفن باحثا عن حفنة أحلام بدت في مطلعها مستحيلة ، لكنها سرعان ما أخذت بالتحليق مثل طائر الرخ الخرافي . وإذا أردت ان أتحدث عن سيرة الجسد ، فهذا الكائن الذي يكتب لكم بمداد قلبه ، أبصر الشعاع الأول في نهاية ثمانينات القرن الماضي وسط حديقة فاحشة الخضرة ، طاعنة في البهاء ، تدعى ناحية العلم . طفولتي تاريخ بعيد اذكره صفحة بعد صفحة ، اذكر ان أناملي تشبعت بمواد الرسم من ألوان خشبية وأقلام رصاص منذ عهد مبكر جدا ؛ لذا وجدت نفسي أغوص يوما بعد آخر في هذا العالم الفريد دون ان التفت إلى بندول عمري .

 

** من كان الموجه الأول لموهبتك ؟ هل كان لعامل الوراثة دور في انبثاق اللون من بين يديك ؟

–   استطيع ان أقول لك بكل ثقة : لولا مساندة أهلي الدائمة وتشجيعهم منذ نعومة أظفاري لما واصلت موهبتي وحققت ماكنت أصبو إليه ، فكان لرعايتهم الخاصة لي دور كبير في توفير الظروف التي يتطلبها كل فنان مبتدئ ، بالإضافة إلى التوجيه الذي كنت احضى به خلال دروس التربية الفنية أيام دراستي الابتدائية . ويمكن لي ان اعتبر عمتي الفنانة التشكيلية زكية الخالد الموجه الأول لقاربي صوب الاتجاه الصحيح ، فقد تأثرت بأعمالها الفنية مبكرا فجذبني الأسلوب الذي تشتغل عليه  .

 

** موهبة الفنان ، مهما بلغ من النبوغ ، لابد لها من دراسة أكاديمية تصقلها وتنميها ، لماذا غادرت مقاعد الدراسة في وقت مبكر ؟

–   بالرغم من ان المستوى العلمي لي كان جيدا ، إلا أني لم أواصل دراستي ؛ وكان انقطاعي عن المدرسة في المرحلة المتوسطة بسبب الظروف الصعبة التي كنت مررت بها ، إذ كنت المعيل الوحيد لعائلتي آنذاك . واليوم وبعد ان تحسنت أوضاعي الاجتماعية ، أجد نفسي تحن إلى المدرسة ، ومن اجل ذلك قررت ان التحق بمقاعد الدراسة في هذا العام – بإذن الله – سعيا لدخول معهد الفنون الجميلة في المستقبل القريب .

 

** أنت تعيش في بيئة حافلة بمظاهر الطبيعة وسحرها فهي بعيدة كل البعد عن ضوضاء المدينة ، كيف وظفت هذا العنصر في لوحاتك ؟

–   هذه ميزة واضحة جدا في معظم أعمالي ويعود الفضل في هذه السمة إلى طبيعة المدينة التي اسكنها ، فهي أشبه بروضة واسعة تتجلى فيها كل جماليات المكان الذاتية كالبساتين والحقول والأنهار والطيور وما شاكلها ، ومن دون شك ، أنها أثرت في نفسي وأغنت مخيلتي بصور ساحرة وثيمات خلابة ، فقمت بتصويرها عن قرب ، وخاصة مشهد الغروب الذي تكرر كثيرا في لوحاتي لأني مولع به جدا

 

* لماذا نجدك ميال إلى الألوان الباردة أكثر من ميولك إلى الحارة منها ؟ هل يعود السبب في ذلك إلى تداخل الموضوعات وتشابكها في المشهد الأصلي ؟

–   أنا محاط بالأشكال الزاهية من كل جانب ؛ لذا أرى من الخطأ ان انفي صفاتها الحقيقية ؛ ولهذا السبب تلاحظ باني استخدم اللون الأخضر بكثافة ربما تكون مفرطة أحيانا وأجاهد لإضفاء اكبر قدر من الحيوية على سطح اللوحة لتقترب أكثر من الواقع ، لان الفن بطبيعته محاكاة للحياة وحركتها .

** جميع لوحاتك تنتمي إلى المدرسة الانطباعية ، هل تفكر في ولوج اتجاه فني جديد يتماشى و تطور الحياة السريع خصوصا في ظل طغيان الطابع الحداثوي ؟

–   منذ البداية كنت ميالا إلى الانطباعية دون غيرها وأظن أني اخترت الاتجاه الصائب ؛ لأنها المدرسة الأحب إلي خصوصا وإنها ولدت من رحم الواقعية الأم وكلاهما يتفق ورغبتي وطموحاتي ، وهذا لايعني عدم اشتغالي ضمن مذاهب وتيارات أخرى ، فالحداثة مدرسة مهمة أيضا ويلزمني ان أواكب كل ماهو جديد في الفن بعيدا عن الانزواء والانحياز لاتجاه معين ، وهذه سمة كل فنان ناجح .

** ماهي الصبغات التي تشتغل بها بكثافة ؟

–   في بداية مشواري ، استخدمت الألوان الخشبية وأقلام الرصاص ثم تدرجت في ذلك حتى أتقنت استعمال الألوان الصعبة بصورة جيدة . ومن أهم الألوان التي استعملها هي الزيتية والباستيل، إذ أن لها خصائص متعددة تمكن الفنان من العمل دون عناء فهي تجف خلال فترة وجيزة وتمنح اللوحة مظهرا مدهشا بالإضافة إلى طول عمرها .

** كيف تهيئ الأجواء الملائمة للشروع في تنفيذ أفكارك على القماش ؟

–   أفضل الأماكن الهادئة ، وغالبا ماكنت انزوي في ناحية هادئة من البيت بعيدا عن صخب الحياة والمؤثرات الخارجية وعناصر التشويش ؛ لان العمل الإبداعي يتطلب حضورا ذهنيا عاليا وسكينة تامة ، وإذا ما قاطعني مؤثر معين ؛ اترك اللوحة في الحال وأعود إليها حالما تتوفر الأجواء السابقة

تابعونا في الجزء التاني _خاص لاوراق عربيه

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق