منتدي أوراق عربية
دروس قصصية الدرس الثاني_نهار حسب الله/خاص لأوراق عربية
في ما مضى كان لدي حبيبية تعلو في قلبي كما قمم الجبال الشاهقة، جميلة كأية باقة ورد ملونة، عذبة كصباحات بغداد وصوت فيروز، بسيطة كأمي… غير انها تجهل الصمت ولو لثوانِ معدودات، مما يضيع كل مميزاتها.
كنت على قناعة تامة بكلام سمعته من اجدادي عن الطبع والتطبع، وعشت خمس سنوات على أمل تغييرها ونقلها إلى عالم يعرف الهدوء والسكينة ولكن من دون جدوى، عملت على نصحها بان الثرثرة تشكل عنصراً سلبياً لدى المرأة، غير انها كانت توتر اعصابي من خلال الدخول في نقاشات غير مجدية.
وفي يوم من الايام، كنت انتظر موعد قدومها المعتاد.. هرعت مسرعاً لتعليق مقولة (شو) والتي تقول (الشخص الوحيد الذى يأمر المراة بالصمت فتطيعه.. هو المصور) وأضفت عليها: امل ان اكون مصوراً ولو ليوم واحد، وكنت قد كتبتها بخط كبير واضح للعيان..
دخلت عليّ بصوتها العالي غير مهتمة بمعنى الحكمة.. وقالت لي:
– حبيبي لماذا شوهت حائطك بمثل هذه التفاهات.. هل تجد اجمل من صوتي في الحياة؟
بقيت ساهماً شارد الخيال، وفوجئت بـ (شو) يخاطب مخيلتي قائلاً:
– عزيزي.. لقد كتبت مقولتي هذه ولم اكن اعلم بان حبيبتك هي من قتلت المصور، وبعثرت كل صور النساء التي في حقيبته.. حاول الخلاص من فوضويتها وغبائها قبل ان تقتل هدوءك.. وانا اعدك بانك ستكون مصوراً لعشرات النساء في يوم ما.
متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)