منتدي أوراق عربية

جمال عبد الناصر … أنشودة الأجيال العربية

حسام الدين بهي الدين ريشو
==========
هلت الذكري ال41 لرحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر  وهي الذكري الاولي بعد ثورة الشعب العربي في مصر في 25 يناير 2011 والتي هي في أشد الحاجة الي استرجاع مقولته :
( ان الشعب يطالب بالنقاء الثوري والطهارة الثورية … وأنا أطالب مع الشعب بذلك .. ان مقياس الاخلاص الثوري هو الآداء المسئول للواجب وليس التظاهر بالسلطة )
ومن هنا فإننا نرى فى الاحتفال بأى ذكرى لجمال عبد الناصر فانما تأتى باعتباره يمثل مشروعا مستقبليا وليس ماضيا انتهى!!
لأن مشروعه الحضارى مازال يمثل ضرورة ملحة اليوم وليس غدا لأنه المدخل الوحيد لكى يقوم الوطن العربى من رقدته ويتجاوز انكساره وكبوته.
ان حركة التاريخ مازالت معه والمستقبل أيضا معه لأنه ببساطة شديدة كان طوال حياته مناضلا شريفا استمر طيلة 18 عاما يجاهد خلالها إلى آخر نفس فى حياته رغم تكالب القوى الاستعمارية والاستكبارية عليه لاجهاض مشروعه
وترجع أهميته التاريخية بعيدا عن الرومانسية فى حبه إلى كونه جاء على موعد مع القدر إلى الجماهير المحاصرة والمحبوسة بالقهر والتخلف والكبت والسلطة الفاسدة فإذا هو يفك أغلالها ويطلقها من سجنها ويحررها من عقد التبعية والخوف واليأس.
لقد تجسدت معالم تجربته عن وعى صادق وأمين فى مشروع قومى شامل للنهضة العربية يستهدف القضاء على الاستغلال والتخلف ويهدف إلى :
أولا: الاستقلال الوطنى والقومى لشعبه وأمته بل ولكل شعوب العالم.
ثانيا: التنمية الشاملة المستقلة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا,
ثالثا: الانحياز إلى مصالح السواد الأعظم من الجماهير التى طال حرمانها والتى من أجل ذلك آمنت به وأعطته فوق ما يتصور من تأييد كما كان يؤكد ذلك بنفسه.
رابعا: الوحدة العربية كحقيقة مركزية تؤكدها حقائق الجغرافيا والتاريخ.
ومن هنا كان حضوره الزاخم والدائم فى كل انتفاضات الجماهير العربية وثوراتها فى أى مكان وفى أى ملتقى يتناول قضايا الأمة والشعوب المغلوبة على أمرها بأى مكان فى العالم
كان جمال عبد الناصر بتعبير المؤرخ الراحل “ساطع الحصرى”….رجلا اتسعت همته لآمال أمته

 

ولذلك لم يكن غريبا أن يصدر “دليل المشاهير الدولى”فى أوائل القرن الحالى متضمنا قائمة بأهم 100شخصية عالمية فى القرن العشرين وكان جمال عبد الناصر وحده من بين العرب جميعا فى هذه القائمة.
ولم يكن ذلك من فراغ فقد تميز عبد الناصرعند الجماهير التى آمنت به بما لم يتوفر لغيره :
اولا: قدرات إنسانية فذة وارادة صلبة لا تلين ووطنية حرة جعلت منه زعيما غير عادى.
ثانيا: شعبية هائلة على كافة دوائر العمل والنضال التى أشار اليها فى كتابه عن “فلسفة الثورة” وطنيا وعربيا وافريقيا واسلاميا فضلا عن دائرة عدم الانحياز التى ساهم بجهده فى تجسيدها.
ومن هنا نقول ان جمال عبد الناصر سوف يظل انشودة الاجيال العربية جيلا بعد جيل
إن من أقواله الأكثر حضورا هذه الأيام رؤيته لما تتطلبه الثورة والتى نرى اليوم(سبتمبر2011)أن ثورات الربيع العربى فى مصر وفى غيرها فى أشد الحاجة إلى قوله:
(إن الطريق الثورى هو الجسر الذى تتمكن به الأمة العربية من الانتقال بين ما كانت فيه وبين ما تتطلع إليهوالثورة هى أداة النضال العربى الآن وصورته المعاصرة وتحتاج إلى أن تسلح نفسها بقدرات ثلاث تستطيع بواسطتها أن تنتزع النصر محققة أهدافها من جانب ومحطمة جميع الأعداء الذيت يعترضون طريقها من جانب آخر وهى:
أولا: الوعى القائم على الاقتناع العلمى النابع من الفكر المستنير والناتج من المناقشة الحرة التى تتمرد على سياط التعصب والإرهاب
ثانيا: الحركة السريعة الطليقة التى تستجيب للظروف المتغيرة التى يجابهها النضال العربى على أن تلتزم هذة الحركة بأهداف النضال وبمثله الأخلاقية
ثالثا: الوضوح فى رؤية الأهداف ومتابعتها باستمرار وتجنب الانسياق الانفعالى إلى الدروب الفرعية التى تبتعد بالنضال الوطنى عن طريقه وتهدر جزءا كبيرا من طاقته.
هكذا تحدث جمال عبد الناصر منذ أكثر من أربعين عاما بما نحن فى حاجة إليه اليوم حتى تستكمل ثورة 25 يناير أهدافها
تحية إلى روح الزعيم الخالد فى الذكرى 41 لرحيله
وتحية إلى شعوب الربيع العربى فى مصر وفى الوطن العربى

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق