أخبار وتقاريروطننا العربي

تونس و تداعيات مقتل بلعيد

تشهد الساحة السياسية في تونس تطورات متلاحقة عقب اغتيال المعارض السياسي و احد زعماء اليسار التونسي ,تمثلت في تحركات و مسيرات شهدتها جميع الجهات بالجمهورية , غضب جماهيري و شعبي كبير إزاء هذه العملية التي صدمت المواطن التونسي بكل شرائحه , وقد كانت مقرات النهضة عرضة للحرق و التهشيم من قبل هؤلاء المتظاهرين وهذا ما يعيد بنا الذاكرة إلى الاحداث التي سبقت سقوط النظام في تونس , فالمقرات بكل من سليانة و قفصة و سوسة و صفاقس و المنسيتر و غيرها من المحافظات تم تدميرها بالكامل , ورغم تهاطل الأمطار إلا أن ذلك لم يمنع الجماهير من الخروج و التعبير عن سخطهم من الحكومة و حركة النهضة مطالبين برحيلها عن السلطة كما تجدر الإشارة إلى أن الوضع الامني شهد إنفلاتا في مساء الأمس بعد أن قام الامن بتفريق المتظاهرين من شارع الحبيب بورقيبة و قد شهدت العاصمة أعمال شغب و عنف من قبل بعض المندسين و العصابات المنظمة التي دأبت على الظهور في كل مناسبة لترويع الناس والقيام بعمليات سطو على المحلات و الاشخاص وسط خوف كبير وغياب تام من الأمن .

أما على المستوى السياسي فقط أعلن رئيس الحكومة في خطابه الذي توجه به الى الشعب التونسي عن عدة قرارات من بينها تكوين حكومة كفاءات مستقلة عن كل الاحزاب السياسية وقد رفضت حركة النهضة هذا القرار و اعتبرته قرار فردي لا يلزم حركة النهضة وغير جائز قانونيا حسب القانون المؤقت للسلط الذي لا يسمح بهذا الاجراء الا في حلة استقالة الجبالي وكل حكومته حسب ما صرح به الصحبي عتيق رئيس كتلة حركة النهضة بالمجلس التأسيسي .وفي نفس السياق هناك بعض التسريبات من داخل اجتماع حركة النهضة المنعقد اليوم بهياكله ” مجلس الشورى و المكتب التنفيذي ” أنه تقرر تجميد عضوية الامين العام للحركة حمادي الجبالي و تعويضه بعبد اللطيف المكي كأمين عام و رئيس للحكومة في إنتظار تأكيد أو نفي لهذا الخبر من قبل الحركة  خاصة بعد تصريحات الصحبي عتيق أن  الحركة ستتخذ إجراء صارما في شأن حمادي الجبالي في هذا اليوم .

و في سياق أخر قام الاتحاد العام التونسي للشغل بإضرابا عام يوم الجمعة كما أصدر بيانا شديد اللهجة حمل الحكومة المسؤولية الكاملة في حادثة الاغتيال والتي سبقتها اعتداءات متكررة و على الاتحاد و الاحزاب و الشخصيات السياسية المعارضة دون تتبع مرتكيبها كما تمسك الاتحاد بحل لجان حماية الثورة التي اعتبرها ميلشيات تابعة لحركة النهضة و الكشف عن مروجي الاسلحة , كما تقرر اعتبار يوم 6 فيفري من كل عام مناسبة وطنية لنبذ العنف السياسي كما دعا جميع الاطراف و مكونات المجتمع المدني والسياسي الى الاسراع بعقد المؤتمر الوطني للحوار الذي دعا اليه الاتحاد  لمزيد توحيد كلّ القوى الديمقراطية ضدّ كلّ المشاريع التي تهدّد القيم المدنية ومكاسب الجمهورية وتنسف روح التسامح والانفتاح والتشبّث بالهوية التي اتّسم بها كلّ التونسيين على مرّ العصور.
كما اعتبر يوم 8 – 02 – 2013 يوم حداد وطني على فقيد تونس الشهيد شكري بلعيد ودعا إلى المشاركة في تشييع جثمانه في جنازة وطنية مهيبة يشارك فيها كلّ التونسيات والتونسيين والقوى الديمقراطية في البلاد. وطالب بالتعجيل بإيقاف المعتدين وتقديمهم إلى العدالة والكشف عن الجهات التي تقف وراءهم وقرّر دعوة العمّال إلى شنّ إضراب عام وطني سلمي كامل 

كتبته – خولة الوسواسي- أوراق عربية – تونس

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق