أخبار مصريةأخبار وتقارير
تصريحات نجيب جبرائيل ……….متي تتوقف؟
نجيب جبرائيل محامي الكنيسة المصرية فاجأ الجميع في 3 يناير بتصريحات نارية طالب خلالها الرئيس مبارك بتقديم كل من الدكتور محمد سليم العوا والدكتور محمد عمارة والدكتور زغلول النجار لمحاكمة عاجلة بتهمة المساهمة في خلق مناخ الفتنة الطائفية والعداء ضد المسيحيين .
وأضاف جبرائيل خلال مؤتمر صحفي عقده في القاهرة ” نطالب الرئيس مبارك بتقديم الذين خلقوا مناخ الفتنة والعداء ضد المسيحيين للمحاكمة من أمثال سليم العوا ومحمد عمارة وزغلول النجار فمنهم من اتهم الكنيسة بأنها تستقوي بالخارج وتستجلب أسلحة من إسرائيل ومنهم من أحل دماء الأقباط فخلق مناخ مشحون بالطائفية ومليء بالكراهية ضد البابا والكنيسة دون اتخاذ أي إجراء من الحكومة “.
ووصف حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية بالعمل الجبان واتهم قوات الأمن والحكومة بالتقصير ، قائلا: “هناك تهديدات وجهت للكنيسة والمسيحيين في مصر منذ 3 شهور من تنظيم القاعدة في العراق،فماذا فعلت الحكومة للمسيحيين وكنائسهم؟ وهل ما حدث من قتل للأبرياء يعكس أن الحكومة المصرية قد أخذت هذه التهديدات مأخذ الجد الذي تتخذه في حالة تهديد مبني سيادي ؟وهل تأمين الكنائس يكون بضابط وجنديين فقط يقضون ليلهم في نوم عميق”.
ولم يكتف جبرائيل بما سبق ، بل إنه قدم أيضا قائمة من 8 مطالب وطلب مساعدة الرئيس مبارك في سرعة تنفيذها وهي : إصدار قانون مكافحة العنف الطائفي وازدراء الأديان وإنشاء مجلس قومي للوحدة الوطنية وآخر للمواطنة يتبع مباشرة رئيس الجمهورية بجانب إنشاء نيابة متخصصة لمكافحة العنف الطائفي مع التركيز علي قيم الدولة المدنية ونزع أي مواد في الدستور والقانون ذات صبغة دينية ، وكذلك غل يد الأمن وخاصة المواصفات الأمنية في بناء وترميم الكنائس والإسراع في إصدار قانون دور العبادة الموحد مع إطلاق حرية اعتناق المواطن لما يشاء من الأديان دون أي قيود إيمانا بمبادئ حرية العقيدة وإصدار قانون تقلد أي وظيفة أي كان نوعها علي أساس ديني ، كما طالب جبرائيل بأن تمنح وسائل الإعلام ووزارة التربية والتعليم مساحة لنشر الثقافة القبطية وقبول التعددية الدينية علي غرار التعددية السياسية .
ورغم أن المطالب السابقة ليست جديدة إلا أن إثارتها مجددا في هذا التوقيت قد يسبب بلبلة واسعة ويثير الكثير من التساؤلات خاصة وأن كافة المؤشرات ترجح تورط جهات خارجية في الهجوم الذي وقع أمام كنيسة القديسين بعيدا عن أي احتقان طائفي ، هذا بالإضافة إلى أن التصريحات السابقة بدت وكأنها محاولة للضغط على الحكومة بعد حادث الإسكندرية الإرهابي رغم أن الموقف يتطلب توحد جميع المصريين للإسراع بضبط الجناة وردع كل من تسول له نفسه تهديد استقرار أرض الكنانة.
ويبقى الأمر الأخطر وهو أن هناك جهات خارجية تستغل التصريحات السابقة للتدخل في شئون مصر ولعل مسارعة بابا الفاتيكان بينديكت السادس عشر للدعوة لحماية المسيحيين في مصر يرجح صحة ما سبق .
صحيح أن البعض قد ينظر لدعوة بابا الفاتيكان على أنها أمر عادي بالنظر إلى مطالبته في الفترة الأخيرة بحماية مسيحيي الشرق مما أسماه ” الاضطهاد” ، إلا أن تصريحات بينديكت السادس عشر أثارت استياء واسعا بين المصريين ليس فقط لأنها تعتبر تدخلا سافرا في الشأن المصري وإنما أيضا لأنها أشارت إلى المسيحيين كأقلية رغم أنهم جزء أصيل من نسيج مصر الاجتماعي ، هذا بالإضافة إلى أن بابا الفاتيكان نفسه كان أثار غضب مسيحيي مصر في السابق عندما أعلن أن الكاثوليكية لها أولوية في في الديانة المسيحية وأن عدد المسيحيين في مصر يبلغ فقط 6 في المائة من السكان .
بل وأثار بابا الفاتيكان أيضا غضب المصريين جميعا سواء مسلمين أو مسيحيين بتركيزه على مسيحيي العراق وتجاهله مأساة المسيحيين الفلسطينيين بسبب الاحتلال الإسرائيلي ، هذا بجانب أن البابا بينديكت السادس عشر طالما تجاهل المجازر التي ارتكبها الاحتلال الأمريكي ضد المسلمين في العراق وأفغانستان بل وتجاهل أيضا حقيقة أن التدخلات الخارجية والاحتلال من أهم أسباب انتشار الإرهاب والفتنة الطائفية والمذهبية في عدد كبير من الدول العربية والمسلمة .
والخلاصة أن الأحداث الإرهابية كتفجير كنيسة القديسين يتطلب الحذر واليقظة فأية احتجاجات وتصريحات غاضبة حتى وإن كانت ضد الحكومة قد يستغلها أعداء مصر لإحداث فتنة طائفية
متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)