بعد تحوله من صديق للبشير الي عدوه اللدود السلطات السودانيه تعتقل حسن الترابي
أ ف ب
اوقفت السلطات السودانية زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي في منزله الاحد، بعد شهر على اول انتخابات تعددية في البلاد منذ 24 عاما،
واعلن سكرتيرالبشير الخاص عوض بابكر لوكالة فرانس برس ان قوة من جهاز الامن والمخابرات حضرت في ثلاث سيارات مدججة بالسلاح واخذت الدكتور حسن الترابي لجهة غير معلومة.
وبعد ان كان الترابي من المقربين من الرئيس عمر حسن البشير، اصبح عدوه اللدود، واعلن الشهر الماضي انه لن يشارك في المؤسسات المنبثقة عن الانتخابات متهما حزب المؤتمر الوطني الحاكم ب”التزوير”.
وكان البشير قد وصل الى الحكم في عام 1989 اثر انقلاب بدعم من الترابي ثم تدهورت العلاقات بينهما.
وقد اعتقل الترابي اخر مرة في يناير / كانون الثاني 2009 بعد يومين على دعوته البشير لتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية بعد ان كان قد تعرض للتوقيف عدة مرات من قبل السلطات.
وفي مارس / اذار2009 اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق البشير بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد البشرية في اقليم دارفور الذي يشهد حربا.
وقد خلف النزاع الذي استمر في هذا الاقليم سبع سنوات 300 الف قتيل بحسب ارقام الامم المتحدة فيما تقول الخرطوم ان الحصيلة 10 الاف قتيل.
وشهد السودان بين 11 و15ابريل /نيسان الماضي اول انتخابات تشريعية واقليمية ورئاسية تعددية منذ 1986 وشابت العملية الانتخابية مشاكل لوجستية واتهامات بالتزوير وقاطعتها فئة من المعارضة السودانية.
وفاز في هذه الانتخابات الرئيس السوداني عمر البشير باكثر من 68 في المئة من الاصوات،لكن مرشحين خاسرين وجهوا انتقادا شديدا الى نتائج الانتخابات التشريعية والاقليمية وخصوصا في جنوب السودان.
ولم يترشح الترابي شخصيا في الانتخابات فيما مثل حزب المؤتمر الشعبي عبدالله دينق نيال ايوم.
وقال الترابي عند فرز الاصوات “الاقتراع وحسابه زور، سنرفع الامر للقضاء، لكنهم من العسير عليهم معالجته” واضاف “ولذا قررنا ان نعتزل ما سيترتب على هذه الانتخابات من نيابة ومؤسسات، وحتى لو افلت واحد منا، لن ندخل اصلا البرلمان، او مجالس الولايات”.
واضاف “ننتظر ان تاتينا قياداتنا من الولايات وسنتخذ موقفا اشد من ذلك ونتشاور مع القوى السياسية، وتعرفون بدائل صناديق الاقتراع”.
وكانت مؤسسة كارتر وبعثة مراقبي الاتحاد الاوروبي اللتان اشرفتا على الانتخابات السودانية اكدتا ان هذه الانتخابات لا ترقى الى “المعايير الدولية”، وذلك قبل ان تجريا تقويما لفرز الاصوات.
وشكلت الانتخابات محطة مهمة في اتفاق السلام الشامل الموقع في 2005 والذي انهى الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب، تمهد لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الولايات الجنوبية العشر في يناير/ كانون الثاني 2011.