أخبار وتقاريرإسلامــنـا
بشارات النبي صلى الله عليه و سلم للمؤمنين في الأزمات -الحلقه العاشرة
كتبت /رانيا عبد الودود
إن ما نحتاجه نحن المسلمين اليوم هو تغير طريقة تفكيرنا فنتعدى زماننا ومكاننا ونحلل أوضاعنا في ضوء القواعد التي انزلها الله لخلقه وبعث لإرسائها رسوله الكريم محمد صلىالله عليه و سلم.
قال تعالى: « وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَاللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا )سورة النساء 104 (
نرى من خلال الآية البشارات السعيدة التي وعد بها المؤمنون والتي عليهم تذكرها فياللحظات العصيبة . قد يأتي إلى أذهاننا أنه لا مخرج لأمتنا من المآزق التي هي فيها ، لكنيجب علينا أن نتذكر أن الله جل جلاله قد وعد بنصرة هذه الأمة وقتما يشاء بناءا على حكمته.
قد نكون في موقف ضعف في الوقت الراهن ، لكننا متيقنين أنه سيتغير إلى قوة . يقول الإمامأحمد : أن الظلم لن ينتصر على الحق إذا كانت قلوبنا متعلقة بالحق . نحن متأكدون من أنالحق سيزهق الباطل وسيكون النصر قريبا عندما نأخذ بأسباب النصر بإذن الله.
هنا سنستعرض موقفين من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أكد فيها المعنى السابق قرب تحقق النصر للمؤمنين – ونعطى من خلالها بشارات أثلجت صدور أصحابه وتابعيه :
النبي صلى الله عليه وسلم في الطائف:
عندما اشتد الأذى والكيد في قريش بعد موت عم وزوج النبي صلى الله عليه وسلم توجه اليالطائف بلد أخواله وخالاته يأمل أن يجد فيهم اهتماما ودعما كبيرا لرسالته . لكنهم فيالمقابل أقصوه بطريقة غير مهذبة . حيث شجعوا الغلمان على قذفه بالحجارة حتى أدموا قدميه الشريفتين .
توجه بعدها النبي صلوات الله وسلامه عليه تلقاء مكة بعزم جديد لاستكمال خطتهالسابقة لدعوة الناس إلى الإسلام وتبليغ رسالته بروح عظيمة من الحمية و الحماس.<قال له زيد بن حارثة مولاه : «كيف تذهب مرة أخرى إلى مكة بعد أن نفتك قريش ؟ » فردالرسول عليه الصلاة و السلام : «إن الله سيجعل لي من أمري هذا مخرجا لأنه لا بد أن ينتصر لرسالته و نبيه .
النبي صلى الله عليه و سلم بصحبة أبي بكر رضي الله عنه في الهجرة
اقام وجهاء قريش ندوة عاجلة لاقتفاء اثر الرسول و أبي بكر و البحث في كل المناطق للقبض عليهما . قرروا أن يسدوا كل المنافذ الخارجة من مكة و اقاموا الحدود و المتاريس العسكرية على كل المخارج الممكنة.
كان السعر عال جدا و الجائزة مغرية وهي 100 مائة جمل على كل رأس من الإثنين المطلوبين )صلى الله على محمد ورضي الله عن أبي بكر الصديق( وبالطبع كانت الوسائل المستخدمة المشاة وراكبي الخيول والبصاصين لحصار المدينة.
و بمجرد وصولهم لفتحة الغار الذي اختبأ به الرسول وصاحبه همس أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمقولته الشهيرة : « لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا » فرد النبي الواثق بنصر ربه : « يا أبو بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ » كانت بالفعل معجزة إلهية..فالمطاردون كانوا بالفعل على بعد خطوات قليلة من الغار.
تلك كانت رحلتنا في روضة المصطفي صلي الله عليه وسلم فسبحان من جلعك لنا نبيا وهاديا يا رسول الله
متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)