وطننا العربي

الهروب من الحجيم السوري الي الاراضي التركية …..ومقبرة جماعية للامن في جسر الشغور

قال سكان ان دبابات وطائرات هليكوبتر سورية هاجمت بلدة جسر الشغور الحدودية يوم الاحد وذكر التلفزيون الرسمي أن اشتباكات عنيفة وقعت بين قوات الجيش ومسلحين معارضين للرئيس بشار الاسد.

وعبر أكثر من خمسة الاف لاجيء سوري الحدود وقال متحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان الهلال الاحمر يتخذ الاجراءات اللازمة لاقامة مخيم رابع يسع لنحو 2500 شخص اخر. وقال شهود ان نحو عشرة الاف يقيمون في خيام قرب الحدود.

والهجوم على جسر الشغور المحاذية لطريق استراتيجي في شمال غرب سوريا هو احدث اجراء تقوم به القوات المسلحة لسحق المطالبين بالحرية السياسية وانهاء القمع وهي المطالب التي فرضت تحديا غير مسبوق على حكم الاسد المستمر منذ 11 عاما.

وقال سكان في وقت سابق ان معظم سكان البلدة البالغ عددهم 50 ألف شخص فروا باتجاه الحدود التركية التي تبعد نحو 20 كيلومترا وان الدبابات وطائرات هليكوبتر تقصف البلدة.

ومنعت سوريا معظم وسائل الاعلام الاجنبية من العمل في البلاد مما يجعل من الصعب التحقق من روايات الاحداث.

وقال التلفزيون الرسمي أن مواجهات ضارية تجري بين وحدات الجيش وأفراد تنظيمات مسلحة متمركزين في محيط جسر الشغور وبداخلها.

وأضاف ان وحدات الجيش أبطلت مفعول قنابل وعبوات ناسفة زرعها مسلحون على الجسور وطرق البلدة. وتابع أن اثنين من أفراد التنظيمات المسلحة قتلا وألقي القبض على عدد كبير منهم وكان بحوزتهم اسلحة فتاكة.

وفي وقت لاحق ذكر التلفزيون الرسمي ان القوات السورية اكتشفت مقبرة جماعية لرجال أمن قتلتهم جماعات مسلحة ودفنتهم في جسر الشغور وقال ان الجثث عليها علامات تدل على تعرض اصحابها “لفظائع”. ولم يذكر التلفزيون اي تفاصيل اخرى.


وقالت الحكومة الاسبوع الماضي ان عصابات مسلحة قتلت اكثر من 120 من افراد الامن في البلدة بعد مظاهرات ضخمة هناك. وقال لاجئون ومنظمات حقوقية ان القتلى هم جنود متمردون قتلوا رميا بالرصاص لرفضهم اطلاق النار على المدنيين.

وقالت لاجئة رفضت نشر اسمها لمحطة/ان.تي.في/ الاخبارية التركية “عندما حدثت المجزرة في جسر الشغور انقسم الجيش على نفسه او بدأ جنوده يقاتلون بعضهم البعض وانحوا باللائمة في ذلك علينا.”

وقال دبلوماسي غربي كبير في دمشق لرويترز ان “الرواية الرسمية غير محتملة فمعظم الناس غادروا جسر الشغور بعدما رأوا سياسة الارض المحروقة التي ينفذها النظام والقصف والاستخدام المكثف للمدرعات في الوادي.”

واضاف “ان توافد اللاجئين على تركيا يتواصل والاعداد اعلى من التي تحصى رسميا حتى الان.”

وسئل احد عمال البناء ويدعى مصطفى (39 عاما) فر يوم الاحد عن وقوع اي اشتباكات بالبلدة فقال لرويترز “اي اشتباكات.. الجيش يقصف البلدة بالدبابات. الجميع يفرون.”

واضاف “حتى لو كان معنا بنادق فماذا سنفعل امام المدافع. ان سوريا يحكمها دكتاتور بشدة وفجأة يقول النظام ان جسر الشغور مسلحة عن اخرها. هم يكذبون. هم يعاقبوننا لاننا نريد الحرية.”

وقال السكان ان وحدات الجيش بقيادة ماهر الاسد شقيق بشار تمارس نفس الاساليب التي انتهجتها في مراكز اخرى لسحق المحتجين المطالبين بانهاء حكم الاسد الاستبدادي.

واتهمت الولايات المتحدة الحكومة السورية بخلق “أزمة انسانية” وطالبتها بوقف هجومها والسماح بدخول اللجنة الدولية للصليب الاحمر فورا لمساعدة اللاجئين والمعتقلين والجرحى.

وأقامت تركيا مخيمات ضخمة للاجئين ونقلت الجرحى للمستشفيات لكنها قيدت الوصول الى اللاجئين حفاظا على خصوصيتهم بحسب قولها.

وفر باسم وهو عامل بناء الى تركيا بعد ان استولت القوات السورية على مسقط رأسه.

وعرض باسم مشاهد التقطها بكاميرا هاتفه المحمول لشاب قتيل عمره بين 18 و 25 عاما وقد اصيب برصاصة في ساقه بينما خلفت رصاصة فتحة خروج كبيرة في بطنه وقد رقد على الارض غارقا في دمائه.

وعرض صورة ثانية لقتيل مصاب برصاصة في الرأس. وقال باسم ان الرجلين قتلا على اطراف جسر الشغور على ايدي قوات يقودها ماهر الاسد.

وقال “لم يبق سوى عدد قليل من الناس. فررت على دراجتي النارية عبر طرق موحلة وسط التلال.”

واضاف ان القوات الحكومية احرقت حقول القمح في ثلاث قرى بالقرب من جسر الشغور في اتباع لسياسة الارض المحروقة التي تستهدف كسر ارادة سكان هذه المنطقة الجبلية الاستراتيجية الذين شاركوا في احتجاجات ضخمة ضد حكم الاسد.

وقال لاجئون اخرون ان القوات السورية احرقت او قتلت الماشية والاغنام واضافوا ان الاراضي الزراعية حول الصرمانية الى الجنوب من جسر الشغور قد دمرت.

وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية ان “الجماعات الارهابية المسلحة” هي التي احرقت الاراضي الزراعية في محافظة ادلب في اطار عمليات تخريبية تقوم بها.

وتقول منظمات حقوقية ان أكثر من 1100 مدني قتلوا منذ مارس اذار في حملة تزداد دموية على المتظاهرين المطالبين بتنحي الاسد ومزيد من الحريات السياسية وانهاء الفساد والفقر. واستلهمت الاحتجاجات الانتفاضات ضد حكام طغاة اخرين طال بقاؤهم في السلطة في العالم العربي.

وقال بان جي مون الامين العام للامم المتحدة للصحفيين خلال زيارة لمدينة قرطاجنة الساحلية في كولومبيا”اشعر بقلق وحزن عميقين لسقوط مثل هذا العدد الكبير من الناس خلال مظاهرات سلمية.

وفي الامم المتحدة صرح دبلوماسيون بان روسيا والصين قاطعتا محادثات مجلس الامن الدولي التي عقدت السبت لمناقشة مسودة قرار سيدين القمع السوري الدموي للمحتجين المطالبين بالديمقراطية.

وقال دبلوماسي بمجلس الامن لرويترز طلب عدم نشر اسمه ان”روسيا والصين تريان انه ليس من الضروري حضورهما.”

وقال دبلوماسي اخر “انها رسالة واضحة جدا

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق