منتدي أوراق عربية

المتاعب الاقتصادية للثورة المصرية _دكتورعادل عامر//خا ص لاوراق عربية



إن كل المؤشرات تؤكد  إن هناك إياد خفية تتآمر لإسقاط حكومة الثورة ودفع الناس للمطالبة بعودة مبارك وليس أدل علي ذلك من انتشار ظاهرة الإضرابات من الأطباء إلي المعلمين ثم سائقي النقل العام وحتى عمال النظافة. واتفق عدد من خبراء الاقتصاد  علي ضلوع محتكري السلع الغذائية في تحريك ما يسمي “الثورة المضادة” والتي تستند خطتها إلي رفع أسعار السلع الأساسية، ليبدأ المواطنون في التذمر والمناداة بعودة النظام السابق ورموزه  مؤكدين أن عدم وجود رقابة علي الأسعار وضياع هيبة الدولة وتصرفات المحتكرين غير المسئولة واستغلالهم للظروف الحالية أدت كلها لارتفاع الأسعار.وقال احد الخبراء إن الثورة المضادة تعبث الآن بكل شيء وفلول النظام السابق طلقاء أحرار يتحركون بفاعلية في السوق بسبب تحكمهم في مصادر قوت المصريين، لصالح النظام القديم.

إن ضعف رقابة الدولة وعدم وجود قانون ينظم الأسعار ويتحكم بها وعدم وجود سلطة إلزامية يتحرك التجار في إطارها تحدد لهم هامش ربح معين، أن محتكري ومستوردي المواد الغذائية يقفون وراء الارتفاع ويتعمدون “تعطيش “السوق. لقد كشفت دول الخليج عن نواياها مؤخرا بالنسبة لمصر عندما تم الإعلان عن تركيز صناديق التنمية الاقتصادية علي التنمية الداخلية أي داخل بلدان الخليج رغم إن هذه  الصناديق أنشئت لمساعدة الدول العربية والإسلامية من فوائض النفط. لقد بدأت المؤامرة الكبرى لتجويع شعب مصر تؤتي أكلها فهاهي الإضرابات والمظاهرات تعم ربوع مصر تطالب بتحسين الأحوال المعيشية رغم إدراك الجميع إن البلاد تمر بظروف استثنائية وان الوقت ليس وقت المطالبة بمطالب خاصة فهل يدرك المصريون من مختلف فئات المجتمع إبعاد المؤامرة التي تحاك ضدهم وهل يتكاتف الجميع لكشفها وإبطال مفعولها.. إنني علي يقين من أن تسليط الأضواء الإعلامية علي الخطر كاف لدرء شروره وإبطال مفعوله وحماية ثورة 25 يناير مما يحاك لها في الخفاء.

  إن المتاعب الاقتصادية كانت أهم سبب لقيام “ثورة 25 يناير”، فلدينا مشاكل اقتصادية كبيرة لم تكن وليدة اللحظة. إنه عشية 24 يناير من العام الماضي، كان الاقتصاد المصري مأزوما وبدأت الثورة، وهي ترث هذا الاقتصاد المأزوم. به لا مناص من أن نسترجع هذا الوضع الذي دفع الناس في النهاية لترفع شعارات “عيش – حرية– عدالة اجتماعية”، لأن الثورة ليست عملا سهلا أو رخيصا. أنه لاحظ أن بعض وزراء المالية السابقين، ووزيرة التعاون الدولي الحالية، قالوا إن مشكلة الاقتصادي المصري هي نقص السيولة، وربما كانوا يقصدون التخفيف من خطورة المسألة، لكنه لم يستسغ قط التعبير عن مشاكل مصر بأنها سيولة الفقير المدقع “اللي مش لاقي رغيف عيش ممكن تقول مشكلة سيولة والراجل اللي أتحرق محصوله ممكن نقول مشكلة سيولة.. فمشكلة السيولة ممكن تكون خطيرة جدا”. اهتمام العرب بالانتفاضة السورية أمر مشروع ومفهوم بالنّظر إلى حجم الضحايا من المدنيين الذين يسقطون يوميا برصاص رجال الأمن وقوّات الجيش وصواريخه، لكن ألا تستحقّ الدول التي نجحت فيها الثورة مثل مصر وتونس الاهتمام نفسه للحفاظ على هذا النّجاح وتكريسه ومنع خطفه من قبل قوى خارجية؟نسمع ونقرأ هذه الأيّام عن جهود عربية وعالمية مكثّفة من أجل تشكيل تحالف دولي جديد لممارسة ضغوط سياسية واقتصادية مكثّفة على النّظام السوري للتعجيل بإطاحته تحت عنوان (أصدقاء سورية)، على غرار تحالف سابق حمل العنوان نفسه لمتابعة تطوّرات الشأن اللّيبي، لكن لماذا لا نسمع أو نقرأ أو نشاهد جهودا عربية على الأقلّ تحت العنوان نفسه لإنقاذ مصر من محاولات إفشال ثورتها وحرْفها عن مسارها؟ الثورة المصرية تواجه مؤامرات خطيرة لإجهاضها، وقد لخّصت الدكتورة فايزة أبو النّجا وزيرة التعاون الدولي بعض جوانبها عندما قالت في شهادة لها في التحقيقات بقضايا منظّمات المجتمع المدني، المتّهمة بمحاولة خلق اضطرابات وزعزعة استقرار البلاد بالتالي، إن هناك محاولة أمريكية لتوظيف الثورة بما يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية• الأمريكيون الذين دعّموا نظام مبارك الديكتاتوري وفساده لأكثر من ثلاثين عاما لا يهمّهم شعب مصر ورخاؤه بقدر ما يهمّهم الشعب الإسرائيلي وأمنه واستقراره، ولأن اتفاقات كامب ديفيد المذلّة والمهينة للشعب المصري باتت تواجه خطر التعديل، وربما الإلغاء، بدأت المؤامرات على الثورة المصرية من خلال خلق المتاعب الاقتصادية ومنع وصول أيّ أموال أو استثمارات تنقذ الاقتصاد المصري من أزماته التي تفاقمت بسبب الثورة وهروب رؤوس الأموال الغربية وتراجع عوائد الموسم السياحي•

الدكتور عادل عامر/ خاص لاوراق عربية 

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق