منتدي أوراق عربية
الحق والحرية بقلم دكتور عادل عامر/ خاص لأوراق عربية

الحق والحرية
أن الحق لا يمكن أن يصبح حقا معمولا به فعلا ما لم يكن مشفوعا بحماية كافية وافية من إرادة الدولة وبخلافه فان الحديث عن الحقوق يظل من قبيل النظريات المثالية التي لا يمكن تطبيقها على ارض الواقع، فحق التملك على سبيل المثال لا يعد حقا إذا لم يكن مصانا ضد الغصب والاعتداء من قبل الغير وهذا الحكم يجري على جميع الحقوق سواء الشخصية والفكرية والسياسية وما إليها. أما الحرية فلا تزال هذه الكلمة عصية على التحديد الدقيق فهناك من يرى في الحرية مرادفا للحق ليس إلا وثمة من يجد فيها معنى مغايرا، وعلى الرأي الأول فان القول بان الحق هو صنو الحرية يمكن تلمسه واقعيا من حيث أن الإنسان لا يستطيع ممارسة حقوقه ما لم يكن قادرا فعلا على ممارسة هذا الحق أو ذاك فلا معنى لممارسة شيء من دون المقدرة على تنفيذه عمليا، ومعلوم أن القدرة هي الحرية أو أنها واحدة من لوازمها الأساسية وبالتالي فان الحق هو الحرية والحرية هي الحق من هذه الزاوية. إلا أن الإيمان بهذا الترادف يهتز عند تصور حرية الاعتقاد إذ بمقدور الإنسان المضطهد على أساس الفكر أن يظل حرا نسبيا في قناعاته الفكرية بصرف النظر عن وجود مادة قانونية تعترف بحق التدين وتصونه من التعدي والانتهاك. وإذن فالحق شيء والحرية شيء أخر بحسب وجهة النظر الجديدة هذه وسواء كان الحق رديفا للحرية أو أنهما يشيران إلى معنيين مختلفين فانه لا جدال بين الأقوام المتحضرة والتي تنهج نهجا مسالما في العيش والاجتماع على ضرورة الدفاع عن كل من الحق والحرية المشروعتين والوقوف بوجه من يسعى إلى مصادرتهما تحت هذه الذريعة أو تلك وعليه فقد مر الكفاح الإنساني من اجل ترسيخ فكرتي الحق والحرية ووضعهما موضع التطبيق الفعلي بادوار تاريخية متعددة انتهت بوضع الدساتير التي يشكل باب الحقوق والحريات واحدا من أهم أبوابها إن لم يكن أهمها على الإطلاق. وقد سعت المجتمعات الحية في مراحلها التاريخية المفصلية إلى تحويل هذين المفهومين النظريين إلى ثقافة جماهيرية متداولة ومحبوبة كل بحسب ما يمتلكه من خطط وأدوات عملية، ومن هنا فقد كشف الواقع عن تقدم دول بعينها على سواها في مضامير التثقيف الجماهيري بالحقوق والحريات ومن ثم تقدم مواطنيها على سواهم في مستوى الحياة الحرة والكريمة فكرة الديمقراطية الليبرالية هو قائم على حماية الحقوق والحريات من سلطة الحكومة إذ يكتسب الفرد أهمية خاصة في الليبرالية. وتتم حماية حقوق الأفراد في الديمقراطية الليبرالية بتضمينها في الدستور ولذلك تسمى أيضا بالديمقراطية الدستورية. وتعمل الدولة بموجب الدستور على حماية حقوق الإفراد والأقليات وحماية الحريات. أما في الأخلاق الذاتية أو أخلاق الضمير فهي حسب (هيغل) تصور الجانب الواقعي للفكرة الشاملة للحرية. ففعل الإرادة الذاتية هنا يفترض موضوعا خارجيا والإرادة هنا تتحمل مسؤولية عملها بصفة عامة.(الغرض والمسؤولية)،ثم(النية والرفاهية)، و(الضمير والخير). وهنا يؤكد (هيغل) بأن(الخير والخير وحده، هو ما له قيمة بالنسبة للإرادة الذاتية، وهذه الإرادة الذاتية لا قيمة لها ولا كرامة إلا من حيث اتفاقها مع الخير في النية والتقدير)، كما جاء في الفقرة (131) من (أصول فلسفة الحق). و(الضمير الحق هو استعداد الإرادة أن تفعل ما هو خير على نحو مطلق. وإذن فإن للضمير مبادئ محددة ثابتة وهو يعي هذه المبادئ بوصفها واجباته وتحديداته الموضوعية الواضحة. فإذا ما أختلف الضمير عن مضمونه (الذي هو الحقيقة) فإنه لا يكون سوى الجانب الصوري من نشاط الإرادة التي – بوصفها هذه الإرادة – لا يكون لها مضمون خاص بها ) كما جاء في الفقرة (137). واستنادا لفهم (هيغل) للحرية بوصفها فكرة وان الحق هو تجسيد للإرادة الحرة، وتأكيده على ارتباط الفكر بالإرادة، وأن التجسيد الفعلي للإرادة الحرة هذه يمكن من خلال الملكية التي هي حسب تعبيره هي موضع للإرادة أو هي الإرادة حين تصبح شيئا خارجيا عن ذاتها، فأن الحق هنا هو تجسيد للحرية بوصفها فكرة. علما أن (هيغل) لا يغفل هنا أن يشير بأن لكل مرحلة في تطور فكرة الحرية حقها الخارجي، لأنها تجسيد للحرية في إحدى صورها الجزئية. من عرف الحق لذت عنده التضحيات. عهدنا الناس في أيام طفولتنا أكثر بساطة في المعيشة، وأقوم أخلاقاً في المعاملة، وأقل رقيًّا في الحضارة، وأنعم سعادة في الحياة، فلما تقدمت بهم الحضارة، ضعف ذلك كله، أهذه طبيعة كل حضارة؟ أم هي من خصائص هذه الحضارة الغربية؟ ولو خير الناس بين حالهم الأول وحالهم اليوم، ترى ماذا كانوا يختارون؟ وفي ظني أن أكثر المخضرمين يفضلون أمسهم، وأن جمهور المحدثين يفضلون يومهم، أما أنا فأفضل السعادة في كوخ حقير على مشكلات الحضارة في قصر كبير.
إنكم تتألمون اليوم لاستغلال بعض الناس دعوة الإسلام والأخلاق، إلى جر المغانم لأنفسهم من جاه أو مال أو جرهما معاً، مما آذى سمعة الإسلام، وأضر بالدعوة إلى الأخلاق الإسلامية الصحيحة، لا تتألموا من ذلك يا إخواني؛ فإن استغلال الدين واستغلال ذوي السلطان والقوة للمتظاهرين بالدعوة إلى الله، لم ينقطع في كل عصور التاريخ، وبخاصة في تاريخ الإسلام، ولقد قرأتم في تاريخ المصلحين كيف كانوا في كل عصر يقاومون في دعوتهم من قبل المستغلين للدين أكثر من أعدائه، وأنكم لتعلمون أن أولئك الذين كانوا يقاومون المصلحين كانوا أكثر قوة ونفوذاً في الجماهير ممن يقاومون دعوتكم اليوم أو يستغلونها، حتى إنكم لتجدونهم أقزاماً بجانب أعداء الإصلاح في الماضي، ومع ذلك لقد ذهب أولئك الدجالون جميعاً إلى الجحيم، وبقي المصلحون وحدهم هم الخالدين. أيا شمس النهار ونجوم الليل يا عذب الروح ونقاوة القلب على باب بيتك بمفتاحه الحديدي صوت حق وحرية لأمة العربي تصحو بها أماني الوعود ستبرق من نورها حنين الماضي ندعو بها رب الوجود على أملا يحفظ الغوالي إياي لا تنسون أبقوا معي واستذكروا… يوم ما كنا نجلس نتناول الفطور نأكل الزعتر والزيتون على عشب أرضنا الحنون
يوم كانت خيرات السماء بالمطر تزهر الحياة يوم كنا نعمل معا لكسب لقمة العيش يدا بيد وتواعدنا فيها… بعد الخراب.. بعد الدمار.. إن لا ننسى رغم الحصار إننا على دين واحد دين محمد دين الإخوة دين السلام دين المحبة والاحترام وأننا امة نبي عظيم جاءنا بالحق المبين من عند رب العالمين…
بقلم الدكتور عادل عامر_خاص لاوراق عربية
متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)