منتدي أوراق عربية

الانتماء بين الواقع والخيال _أ/حمدي سعيد

الانتماء بين الواقع والخيال

الانتماء من أهم القيم التي يجب أن يتحلى بها الإنسان أثناء مسيرة حياته بدءا من نشأته ويجب على المؤسسات التربوية أن تحرص على تنميتها لدى الطلاب  .. نظرا لما يترتب عليها من سلوكيات ايجابية ينبغي غرسها في نفوس النشء منـذ نعومة أظافره .. وكــــذا بمراكز الشباب والأندية صانعة الرجال  والتي تنمى في نفوس الشباب روح المنافسة الشريفــــة والتسابق لإبراز الجوانب الايجابيــــــة لروح البطولة والتفوق من خلال سلوكيات وآداب حميدة يكتسبها الشاب والفتــــاة من خلال ممارستهم للأنشطة التي تنمى فيهـــــم روح الولاء والانتماء للمؤسسة الرياضية التي يمثلها كل منهم للتقـــــدم نحو البطولة تحت لواء وراية الوطن .. والانتماء للوطن ليس شعـارا براقا بل ممارسة وتطبيق لمبادئ وقيم ورثناها عـن آبائنا وأجدادنا العظام اللذين كان همهم الأكبر والأول هو الوطن ورفعة شأنه بــين الأمم والذود عنه بكل غال وثمــــــين ،  معبرين عنه بحب الوطن والاهتمام بخيره ورفاهيته والولاء والإخلاص والحنين إليه وصعوبــــة الابتعاد عنه والمحافظة على أسراره والدفاع عنه ، وبما أن المدرسة إحدى المؤسسات  التربوية في المجتمع فهي ليست معهــــــــدا للتثقــــــيف العلمي والإعداد التربوي فحسب .. بل هي المصنع الذي تعد فيه شخصيات المستقبل من قادة الإنتاج والخدمات والدفـــاع عـن الوطن ، لصالح المجتمع مما يعمق ويقوى الانتماء الوطني لدى الطلاب .فالتعليم في مراحله المختلفة يجب أن يهيئ المتعلمين للحياة، ويعمل على تأصيل الانتماء والولاء للوطن لدى المتعلمين على اختلاف أعمارهم وقدراتهم وهذا لايـــتم إلا من خلال أساليب تعليميــة متطورة تعمل على ترسيخ هذه المفاهيم وتأصيلها في الوجدان .. والمعلم باعتباره حجــــــر الزاوية الذي يمثل القدوة ، عليه يقع الـــدور الأساسي والمحوري في تحقيق الانتماء لدى المتعلمين وخلق المواطنـــــــة الصالحة لديهم من خلال قدوته وسلوكياته المباشرة الــــــتي يشاهدها طلابه المتعلمين  ولتأكيد ذلك علينا أن نقلـــــــــــب صفحات التاريخ لنقرأ ونرى ماسبق أن قدمه أجدادنا وآباؤنا العظام منذ فجـــــر التاريخ لرقى الأمة وبناء حضارتها الــتي يتحدث عنها العالم أجمع وهيابنا نعود إلى الزمن الجميل نبحث عنه وننقب من خلاله عما تاه منا لننهل منه ونروى ظمئنا  بعد أن خيمت العشوائية على تصرفاتنا ،  هيا بنا ليعيد كل منا ضبط الإيقاع الحركي لمسيرته من أجــــل نفسه والآخرين ، هيا بنا ننظر لأنفسنا ولمن حولنا لنحل طلاسم الجمود الذي أصبح يقيد حركتنا نحو التقدم والإبداع وعلى كل منا أن يساءل نفسه قبل غيره ماذا حدث ؟  ويقيني يقول أن سبب مانحن فيه هو فقد الانتماء ، فكل منا أصبح يبحث عن ذاته فقط ومـــا يعــود عليه وحده بالنفع دون الآخرين حتى لو أضر بهم، ناسين أن المجتمع يبدأ بفرد وكل منا يكمل ألآخر ، وأن حركـــة الدماء في عروقـنا هي التي تنبض القلوب وتحرك السواعد لحمل مشاعل البناء والتقدم والرقى والازدهار للوطن الــــذي ننعم بخيره ..  فالانتماء ليــــــس بصوت الحناجر والأبواق والشعارات الجوفاء  بل بالعمل والإخلاص وبذل الجهد وزيادة الإنتاج  وعدم تعطيل الوقت وبقضاء مصالح الآخرين بيسر واقتدار والانتماء هو الذي يبرز قيمة المواطن داخل نفســـــه و مجتمعه ويدعو لتقديم القدوة الحسنة في كافة المجالات .

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق