خواطرمنتدي أوراق عربية

كريمان الفقي لموقع أوراق عربية …. الحرب الباردة

الضعف كالحرب الباردة، الإنسان فيها ظل والغايات المبررة هي أقصى سرعة ضوء وصلت إليها الفيزياء….
لم يكن يومًا من هواة التعمق في الفيزياء ولا الكيمياء أوحتى التقصي حول موضوعات كل منهما.

فالأولى قاسية ترغمك على أن تدخل عالم الحساب والأرقام وكأنها شدت الخناق عليك داخل خانة ضيقة لامفر منها .

والأخرى تتصنع السهولة وهي في حقيقتها قاسية بمعدلاتها التي حتمًا ستسبب انفجار مدوي للعالم لن ينجو منه أحد، عامة لا أعلم كيف قفز عقلي للحديث عنهما،

دعني عزيزي أبدأ من جديد فربما سقط النص هنا بالخطأ..
الساعة الآن الثانية عشر، منتصف الليل، ليل من، أوه إنه ليلي..
الجو صيفي خانق رغم ادعاء البعض بهبوب بعض النسائم، لاصوت سوى صمت الليل وبعض الحزن الخفي،

أتطلع من النافذة، كم تمنيت لو أعيش في تلك الأحياء التي يلفها الصخب والضجيج فلربما أحسست بأمان أكثر..
القمر النحاسي خجول يختفي خلف السماء ويظهر..
النوافذ مغلقة بإحكام وكأنها عالم موحش، العالم قاسٍ.
العالم لايرحم أحد..
من هو العالم؟، بضع أفراد شكلوا هيئة للجلد وممارسة الوحشية النفسية،

أم أن العالم فئات هربت من المستقبل وعادت مرة أخرى للحاضر الذي نعيشه فقط لأذيتنا؟..
الصمت خانق، موحش، أهذه ميزة لليل أم عيب قاتل؟
صوت سارينة الإسعاف يدوي داخل أذن الليل، أي جريح حرب نقلته تلك المرة؟

أم أن مريض ينتظر ذويه إشارة واحدة لكونه مازال على قيد الحياة؟، أم تراها تحمل جثة هامدة لصريع جريمة نكراء لم يحدد الجان بعد وكان هو الضحية؟..
الليل الصامت مخيف، والأشد خوفًا منه صوت خشخشة ورق كاتب يخلق بحروفه حيوات سيشهد ميلادها بشر كثر…
الرمال تحتج على اكتساح ظلال القمر النحاسية كادر الصورة،

تهدد، تتوعد، أنت تتوعدين وفي حقيقتك الباطنة أنت محملة بأحباءنا الموتى،

تبجلين الليل حين يخبرك أن هناك نبضات قلب توقفت حين صرخ أزيز القياس بأنين مفجع،

تهتزين تعظيمًا حين تدركين أن هناك مخلوق واحد على هذه البسيطة يقدر الليل فقد لأن الأمان نص مكتوب لم يعد له قيمة أدبية سوى اسم بالٍ وفقد مضى عليه وقت،

خائف من النوم والوحدة، خائف من الوحشة والضعف،

من تلك الحرب الباردة التي لم يستطع التاريخ أن ينتصر لها فركن جانب الفيزياء والكيمياء..

لمتابعة المزيد من أعمال كريمان الفقي   / مقالات تطوير ذات علي موقع أوراق عربية 

 لمتابعة  المزيد علي – مقالات تطوير ذات / موقع أوراق عربية علي فيسبوك

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق