رُكن المقالاتمقالات اجتماعيةمنتدي أوراق عربية

كريمان الفقي لأوراق عربية …. البساط الروائي – مقال

تعد الرواية البساط السحري للفنون الأدبية الأخرى فهي أحد أهم الفنون النثرية التي احتلت مكانة مرموقة لدى الأدباء بصفة خاصة والقارئ بصفة عامة،

لا لأنها تجمع بين بالسرد والحوار أحيانًا وأحيانًا أخرى تنفرد بالسرد فقط،

بل لتأثيرها الفعال في حركة التنوير العقلي لمختلف فئات المجتمع بدءً من المراهق الذي مازال يحبو في عالمها،

مرورًا بشاب يعشق المغامرة وتجربة كل ماهو جديد،

وانتهاء بشيخ يود نوع جديد من الأدب بعيدًا عن الكتب التي استقى منها خلاصة معلوماته وخبراته،

والسؤال ما هو أبسط تصور يمكن تقديمه عن الرواية؟
الرواية هي مجموع من الأحداث والعناصر التي تفاعلت سويًا بفعل أشخاص ساهموا في سير كل حدث على الطريق الصحيح عن طريق الحوار ويربط بين الأحداث والحوار وشخوص الحدث الواحد حبكة درامية،

غذتها الفكرة جيدً، بحيث يكون لكل شخص حدث يحول مسار حياته من نقطة لنقطة،

فلايهمل دور أي شخص له هدف للظهور والتواجد داخل الرواية،

وتتمايز الروايات فيما بينها بالفكرة والحبكة المستسقاة منها، كما أن الحبكة مرتبطة ارتباط وثيق بالصراع بين الشخصيات والأفكار داخل الرواية بل وداخل الحدث الواحد،

ومع ذلك فالرواية لابد وأن تكون ذات هدف، تعالج فكرة ما حتى وإن كانت معالجة غير مألوفة،

وعلى الرغم من ادعاء البعض بعرقلة التابوهات الثلاثة (الجنس، الدين، السياسة) لحرية الكتابة

إلا أن ذلك لايمنع معالجة الموضوعات الشائكة بعقلانية ومحاولة وضع العقل نصب المشكلة

حتى يحاول القارئ والكاتب معًا وعلى السواء إيجاد حل ولو لم يقدمه الكاتب داخل العمل بطريقة مباشرة على الأقل يساهم في إلقاء الضوء على موضع العطب،

صحيح أن الروايات ليست مطالبة بتقديم أقراص علاجية لكل قارئ إلا أنها تعمل عمل الطبيب لأنها ذات فعالية في المجتمع سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة،

فالرواية قصة اشتملت على العديد من العقد التي يتطلب حلها معرفة السر وراء الحبكة للوصول للحل النهائي،

فلكل رواية تفرد خاص بها في الأسلوب واللغة وأيما عمل هبطت لغته وابتذل أسلوبه إلى الحضيض مهما كانت فكرته رائعة ومثيرة اعلم أنه سيظل في قاع مهما كان عدد قراءه.

والناظر لبدايات ظهور الرواية العربية في  القرن التاسع عشر يجد أنها لم تظهر إلا للتأثير على جمهور القراء

و تنويرهم سياسيًا واجتماعيًا بل وتسليط الضوء على موضوعات نسوية لم يسبق أن تجرأ أي من الكتاب السابقين للتطرق إليها،

صحيح أن البداية لم تكن عربية الأصل،

وصحيح أن الأمر بدأ بالترجمة ثم رواية ذات تركيب بسيط لايماثل الهيئة الفنية التي ظهرت عليها الرواية آنذاك،

إلا أن أول رواية حقيقية لم تظهر إلى في القرن التاسع عشر فكانت رواية زينب للأديب محمد حسين هيكل أول رواية فنية مستحدثة،

تلا بعد ذلك روايات أخرى وكتاب آخرين عبروا عن آرائهم عن طريق الكتابة الروائية مثل نجيب محفوظ، يوسف زيدان

، طه حسين، فرح أنطون، يوسف السباعي، وغيرهم من الروائيين الذين ظهروا على الساحة في تلك الفترة،

فكانت الرواية همزة وصل بين الكاتب وجمهور القراء، بل بين القراء والقراء أنفسهم.

الآن في القرن الواحد والعشرين استحدثت موضوعات جديدة للرواية وإن اختلف بناءها الفني قليلًا حتى تواكب الموجة العصرية، فظهرت روايات الخيال العلمي والفاتتازيا والرعب،

حتمًا مازالت الرقابة تمارس قيودها قليلًا

ولكن الإسقاطات والحوار المحذوف وحرية الصحافة لم يتركوا مجالًا لتدخلها، فالرواية مهما كانت مجرد حكاية أو قصة طويلة إلا أنها مازالت الفن الأصعب على الإطلاق،

لا لأنها بحاجة لفكرة إبداعية ولا لتعدد شخصياتها وإلزام الكاتب بالحفاظ على تشابك خيوطها سويًا،

وأيضًا ليس فقط لحاجتها لعامل جذب وتشويق يساعد على استمرارية الأحداث بل لأنها تمتاز بالصراع،

ذاك التصادم الصاعد تارة والهابط تارة أخرى وأحيانًا يظل بين بينين

، كل طرف من أطراف الصراع متناقض، كل منهما يشاكس الآخر وأنت ككاتب مطالب الحفاظ على حيادتيك وإلا خرج عليك طرف منهم ليرديك،

فهل كل كاتب لديه من الحيادية والنفس الطويل ليكتب الصراع؟

لمتابعة المزيد من المقالات / أوراق عربية – مقالات 

 لمتابعة مقالات  أوراق عربية علي فيسبوك

 

 

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق