أوراق عربية تنشر التقارير الداله علي امتلاك الاحتلال الاسرائيلي للاسلحه نوويه
إيمان شاميه
لاول مرة تظهر وثائق سرية امتلاك الاحتلال الاسرائيلي للاسلحة النووية. وجاء في وثائق سرية تكشف بوضوح ان الاحتلال ارادت قبل 35 سنة مضت بيع رؤوس نووية الى جمهورية جنوب افريقيا. نشرت ذلك صحيفة الغارديان البريطانية بعددها الصادر يوم 24 مايو/ ايار.
وحسب معطيات الصحيفة تتضمن ” الوثائق السرية ” معلومات عن لقاءات تمت بين مسؤولين كبار من الاحتلال الاسرائيلي وجنوب افريقيا العنصرية آنذاك عام 1975. وتنشر الصحيفة صورا لاجزاء من نصوص الوثائق السرية الموقعة من قبل شمعون بيريز الذي كان آنئذ يشغل منصب وزير دفاع جيش الاحتلال الاسرائيلي وبيتر وليم بوتا وزير دفاع جمهورية جنوب افريقيا.
وتقول الغارديان ان الوثائق التي جمعها الباحث الامريكي ساشا بولياكوف – سورانسكي لكتابه حول العلاقات بين جمهورية جنوب افريقيا وكيان اسرائيل تشير الى ان بيتر بوتا اعلن عن رغبة بلاده بشراء رؤوس نووية. ومن جانبه اقترح شمعون بيريز ثلاثة نماذج لصواريخ من ضمنها حاملة رؤوس نووية. وتضمن اتفاق بيع الاسلحة النووية مادة تفيد ببقاء الموضوع في سر الكتمان. هذا وصدر الكتاب المشار اليه بالولايات المتحدة الامريكية في الاسبوع الماضي.
وعلمت صحيفة الغارديان ان سلطات الاحتلال الاسرائيلية حاولت المستحيل من اجل منع حكومة جنوب افريقيا تزويد الباحث الامريكي بالمعلومات التي طلبها. واعتمادا على الوثائق المنشورة فان القوات المسلحة للنظام العنصري الجنوب افريقي كانت تنوي استخدام الصواريخ كوسيلة تخويف مع امكانية استخدامها لتوجيه ضربات للدول المجاورة.
وكان اول لقاء بين وزيري حرب اسرائيل وجنوب افريقيا قد تم في 31 مارس/ اذار عام 1975 حيث طرح بيريز على بوتا خلال الاجتماع صواريخ من نوع ” اريحا ” القادرة على حمل رؤوس نووية. وحضر اللقاء ريتشارد ارمسترونغ رئيس هيئة الاركان العامة في جنوب افريقيا والذي كتب في مذكرته في نهاية اللقاء – ستكون الصواريخ ذات فعالية اذا ما زودت برؤوس نووية.
والتقى الطرفان مرة ثانية في 4 يونيو/ حزيران من العام نفسه بزيوريخ حيث اطلق على عملية البيع خطة “chalet ” وتشير الوثائق الى ان بيريز اقترح على بوتا 3 خيارات للصواريخ – عادية وذات رؤوس كيميائية ونووية.
واثبت الباحث الامريكي ساشا بولياكوف ان الصفقة لم تتم بسبب ارتفاع سعرها من ناحية ومن ناحية ثانية كان لابد من الحصول على موافقة اسحاق رابين الذي كان انذاك يشغل منصب رئيس وزراء اسرائيل .
ويقول الخبراء ان جنوب افريقيا انتجت في نهاية المطاف السلاح النووي ، ولا يستثنى ان يكون الامر بمساعدة اسرائيلية. بعد ذلك تطورت العلاقات بين البلدين في المجال العسكري حيث حصلالاحتلال الا سرائيلي على اليورانيوم لاسلحتها النووية من جنوب افريقيا.
وتؤكد الوثائق المكشوفة ما صرح به جيرهارد ديتر قائد القوات البحرية في جنوب افريقيا والمسجون حاليا بتهمة التجسس لصالح الاتحاد السوفيتي حول كون مشروع خطة ” التي ناقشتها الاحتلال الاسرائيلي وجنوب افريقيا تتضمن بيع الاحتلال 8 صواريخ من طراز ” اريحا ” مزودة برؤوس نووية الى جنوب افريقيا، ولم تكن هناك لغاية هذا الوقت وثائق مكتوبة تؤكد تصريحاته.
وشهد عام 1986 اول فضيحة لامتلاك الاحتلال لااسرائيلي السلاح النووي حيث شرح مردوخاي فعنونو الذي كان يعمل مهندسا في مجمع ديمونا النووي بالتفصيل عملية انتاج الاسلحة النووية في صحراء النقب لمراسلي صحيفة ساندي تايمز وعرض عليهم اكثر من 50 صورة فوتوغرافية ومخطط لدورة العمل. وعلم من تصريحات فعنونو ان الاحتلال الاسرائيلي حتي عام 1986 كانت تملك 200 رأس نووي. وقام جهاز المخابرات الاسرائيلي ” الموساد ” باختطاف فعنونو في ايطاليا بعد هذه التصريحات وحكم عليه عام 1988 بالسجن لمدة 18 عاما.
المصدر:وكالات “.