منتدي أوراق عربية

أشباه صدام..امتداد الأنظمة الطاغية -عقيل الشاروط

 

خاص لاوراق عربية /عقيل الشاروط

 

قتل صدامـنا …  فأصبح فـي كـل مكان صـدام

في ليبيا, في اليمن, في سوريا وحتى في البحرين وفي كل دولة عربية أصبح لصدامنا شبيه ! ولشخصه نظير !  دكتاتورية , جبروت , طغيان , زعامة مطلقة , نظام الحزب الواحد , التصفية الجسدية للفرق اليسارية , التغييب الإجباري للشعوب المحكومة , وغيرها الكثير الكثير من الأفعال السادية التي افتعلها القائد وأجاد الفعل فيها حتى أصبح منارة للحكام الراغبين في كبح جماح الشعوب وقتل آمال الجماهير في العيش في أمان وطمأنينة ورفاهية بل وصل الأمر إلى سرقة أدنى حق من حقوق الإنسان ومصادرتها بذرائع شتى أبدع الحاكم المهووس بالحكم باختلاقها من اجل ديمومة واستمرارية النظام البائد على حساب الشعب المباد .

في ليبيا لم يكن نظام معمر ألقذافي ببعيد عن نظام صدام , الأنوية واضحة في الخطابات المتكررة , مشاركة السلطة من الأبناء معلنة , التهديد والوعيد لم تبتعد عن ثنايا شفتيه الذابلتين , الإصرار على البقاء والتحدي والمواجهة والوعد بالنصر المزعوم كلها علامات بينة لزوال النظام المعمر للقذافي معمر . أما في اليمن فنظام علي عبد الله صالح لم يكن في صالح علي أو آل علي , والحال ليس بأحسن منه في  ليبيا , التهميش والتصفية والتمسك المفرط بالحكم وقمع الحريات والوعود الكاذبة والعمالة المبطنة من خلف الكواليس وتقريب السلطة والاستئثار بالقيادة لعقود عدة والتي أودت به أخيرا إلى زوال ظلمه والقضاء على ظلمته حتى أصبح قاب قوسين أو أدنى من ذلك  .

 في سوريا  فان الوضع مع بشار حافظ الأسد لم يختلف عن البقية بشئ  يذكر , الحال نفس الحال الحزب الأوحد حزب البعث العربي الاشتراكي , الأجهزة القمعية الأمنية , التوريث الرئاسي , الاحتلال الذاتي للحكومة , التعتيم الإعلامي والاحتكار السلطوي لأجهزة الدولة , المماطلة والتسويف والتزييف , خرق المعاهدات وخيانة الشرعية الدولية , كلها أدت إلى أفول نجمه سريعا وظلمة سماءه وتباشير سقوط الصنم في دمشق كما اسقط  صنم بغداد . أما في البحرين فقد أحسن الملك حمد بن عيسى آل خليفة الانتهاكات لحقوق الإنسان بكل الصور وقد أبدع كل الإبداع بإثارة الفتنة الطائفية وزرع التفرقة المذهبية بين شعبه وأبناء الوطن الواحد من اجل البقاء متربعا على كرسي المملكة العائم على بحر من دماء الأبرياء الذين قتلوا برصاص الأشقاء بل برصاص الأشقياء  ووأد الثورة الشعبية السلمية حتى ولو كانت بسلاح المذهب وهذا خير ما شابه به نظيره الطائفي صدام حينما قضى على الانتفاضة الشعبانية الشيعية في جنوب العراق في بداية العقد التاسع من القرن الماضي .

كلهم شابهوا صدام ولا خير في ما شابهوا فكلهم أعادوا لنفس السيناريو المتكرر ولنفس القصة الحزينة ونفس الأحداث الدموية لكن بشخوص جديدة وأماكن مختلفة وأزمان متقاربة ويكاد أن يكون الدم العربي المسال على ارض العروبة هو نفس الدم الذي أريق على ارض الفراتين .

من المعروف عن نظام صدام انه كان له علاقات كثيرة تربطه بالأنظمة العربية المشابهة لحكمه بل تعدى في علاقاته المشبوهة إلى الأنظمة غير العربية التي تتقارب معه في وجهات النظر الاستعلائية والاستيلائية على مقدرات الشعوب . وما بين تلك العلاقات دروس متبادلة للاستبداد والاستفراد ومن الممكن أنهم قد تعلموا منه أساليب القمع والردع أو انه هو من تعلم منهم ذلك إلا انه كان الأسرع  بالرحيل وانقضاء عهده , وأحداث ليبيا واليمن والبحرين وما تلاها من أحداث سوريا شاهد عيان على صور الحقيقة المرة للأنظمة العربية الدكتاتورية المستقاة من واقع النظام الصدامي المقبور .

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق