إسلامــنـارُكن المقالاتمقالات اجتماعيةمنتدي أوراق عربية

أسماء السعيد لموقع أوراق عربية …المبادرة في فعل الخيرات

أسماء السعيد لـ موقع أوراق عربية …المبادرة في فعل الخيرات

هناك أشخاص جُبلت على فعل الخير والتزود منه لعلمها أنه هو من يبقى للآخرة. وأعظم مثال نجده للمبادرة في فعل الخير هو سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

فقد كان أول من أسلم من الرجال بمجرد أن عرض عليه الرسول صلى الله عليه وسلم الدعوة صدقه وآمن به.

وكذلك دعمه بنفسه وماله وأهله، كما أعتق كثير من الأرقاء المسلمين المستضعفين في ذلك الوقت كان أبرزهم سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه. وكان يقول الصحابة عن ذلك: “سيدنا أعتق سيدنا”

وأبرز ما روي عنه في سبقه للخير حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“من أصبح منكم اليوم صائماً؟”. قال أبو بكر: أنا. قال: “فمن تبع منكم اليوم جنازة؟” قال أبو بكر: أنا،

قال: “فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟ قال أبو بكر: أنا. قال:” فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟”

قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة”.

فهذه أعمال إذا نظرنا إليها وتأملنا نجد أنها بسيطة ولا تحتاج لتكلف كبير ولا تأخذ الكثير من الوقت.

فماذا لو فعلنا ذلك أسبوعياً أو حتى مرة في الشهر حتماً ستفرق معنا في حياتنا وسنجدها في موازيننا يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون.

وهي أشياء لا تجتمع إلا لحريص على فعل الخير سبَّاق إليه، فافعل الخير مهما استصغرته فلا تدري أي حسنة سوف تدخلك الجنة.

فطرق الخير كثيرة ودروبه عظيمة وديننا يسر فإماطة الأذى عن الطريق صدقة.

أن تساعد أخيك في حمله في الطريق صدقة. تعطي لصديق قلم أو تعيره إلى أحدهم صدقة وأن تذكر ربك ولو قليلا صدقة.

ومن ذلك حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

: “اتقوا النار ولو بشق تمرة” أخرجه الشيخان.

وفي رواية لهما عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان. فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه. فاتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة”.

ومن أمثلة سبق أبو بكر للخير هو وإخوانه من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين:

أثناء تجهيز المسلمين لغزوة تبوك سارع الصحابة إلى بذل ما يستطيعون من مال.

فجاء عثمان بن عفان رضي الله عنه بألف دينار، أما أبو بكر فجاء بكل ماله، وعمر بنصف ماله.

عن عمر رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، ووافق ذلك عندي مالاً.

فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً، قال: فجئت بنصف مالي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“ما أبقيت لأهلك؟” قلت: مثله. وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال : “يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟”

فقال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت: لا أسبقه إلى شئ أبداً. رواه الترمذي وأبو داوود.

فأين نحن الآن من فعل الخير وكيف كانوا هم؟ وهل لنا صحبة صالحة تعيينا على فعل الخيرات؟

هل لنا صديق نتسابق معه على فعل الخير أياً كان بدلاً من أن نتسابق على لعبة على الإنترنت وغيره؟!

ومن صور حرص الصحابة رضوان الله عليهم على فعل الخير والمبادرة إليه.

حديث أبي ذر رضي الله عنه، أنَّ ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: “ذهب أهل الدثور بالأجور. يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم.

قال: “أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به؟ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة. وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهي عن منكرٍ صدقة…. ” الحديث. رواه مسلم

فلنسارع إلى كل ما هو خير نستطيع فعله مهما كان صغيراً، ولنطوف على الأرامل والمساكين، والأيتام والسنين.

ونعرف حاجاتهم ونلبي لهم قدر إستطاعتنا، فقد يكون الشئ بسيط بالنسبة لنا عظيم لدى غيرنا من المحتاجين.

فقليلك الذي تتصدق به وتبادر إليه يثمره لك الله عز وجل فكل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه.

فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى إنَّ اللقمة لتثكصير مثل أُحد. وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل:

“ألم يعلموا أنَّ الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات” و “يمحق الله الربا ويربي الصدقات”.

وكذلك مما يعد من فعل الخير الشراء من المتعففين من البائعين من يبيعون في الطرقات وفي الأسواق البسيطة دون أن نبخسهم حقهم.

فلنبادر إلى شئ يبقى لنا بعد ما نفنى، فصنائع المعروف تقي مصارع السوء. ومن ذلك قول الشاعر:

صنع الجميل وفعل الخير إن أُثرا
أبقى وأحمد أعمال الفتى أثرا

بل لست أفهم معنى للحياة سوى
عن الضعيف وإنقاذ الذي عثُرا

والناس إن لم يواسوا بعضهم فهم
كالسائمات وإن سميتهم بشرا

إن كان قلبك لم تعطفه عاطفةٌ
على المساكين فاستبدل به حجرا

هي الإغاثة عنوان الحياة فإن
فقدتها كنت ميتاً بعد ما قبرا

ديني الذي عُظمت عندي شعائره
ودين كل امرئٍ قد رق أو شعرا

خفض الجناح لأبناء السبيل إذا
ما ازداد خدي لذي الكبريا صغرا

 لمتابعة المزيد من كتابات أسماء السعيد  / موقع أوراق عربية 

 لمتابعة موقع أوراق عربية علي فيسبوك 

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق