آية امحمدي بوزينة لموقع أوراق عربية ….. للأبد – خواطر
آية امحمدي بوزينة لـ موقع أوراق عربية ….. للأبد – خواطر
نعشق الألم حتى أصبح جزئا منا ، لا نستطيع أن نتنفس بدون شعور الألم و هو يسد فتحات الأكسجين بداخلنا ،
نتعلق ثم نحاول بطريقة أو بأخرى جرح أنفسنا لنبرهن أن لا مفر منه مهما حاولنا البحث في خفايا المستقبل عن شيئ يشعرنا بالأمان .
و نجده بالتالي ثم نحاول أن نفقده ثم نبكي و نتألم
بالتالي ندرك و بعد رحلة ليست بالقصيرة أننا نحن من سببنا هذا لأنفسنا،
كل هذه الذكريات نحن من خلقناها و علقناها على جدار ذاكرتنا
و كل مرة عملنا على أن نعود و نمسحها من غبار الزمن الذي توضع عليها ،
نحن لا ننسا و ننتقل لأننا لا نريد ذلك نحن لا نحب خلاصنا ،
نحن نعتقد أنه لا نستحق هذه الراحة و السعادة لأنه فكرة الشقاء قد توضعت منذ زمن طويل في رفوف عقولنا
و كل ما يخصنا ، صرنا لا نرى من الأشياء سوى السيئة منها لإعتقادنا أنه لا شيئ يستمر للأبد
و لا حتى قطتك المفضلة التي ستموت أو تغادر بحثا عن حياة أخرى بكل بساطة
و لا حتى بيتك الذي ترعرعت فيه بعد عقود سيصبح بيت العنكبوت المفضل،
لا شيئ يستمر للأبد حتى و لو كان مفهوم الأبد ليس بأبدي،
و من أتى بهذه الكلمة التافهة من الأصل شخصا كان يؤمن بالنهايات السعيدة و مات قبل أن يبدأ في أي شيئ
و لربما كان طفلا إعتقد أن الألعاب لن تفنى أبدا و أن أمه لن تشيب لأن لون شعرها أسود
و من المستحيل أن يتحول الأسود للأبيض بدون ما جافيل و من غير المنطقي أن تغسل أمه شعرها بماء جافيل ،
كم ظريفة هذه الفكرة و تولد شعورا بالشفقة في نفس الوقت ،
للأبد أليس كذلك لن تشيب أمهات و لن يرحل آباء و لا أصدقاء للأبد ، و الحب سيستمر للأبد ،
ليست إلا أفكارا ظريفة منطقها يؤلم و واقعها يخون و يكذب من تأليف ذلك الطفل الذي لا زال يؤمن بالنهايات السعيدة
للأبد
لمتابعة المزيد من الأعمال / موقع أوراق عربية – خواطر
تابعوا مزيد من الـ خواطر علي موقع أوراق عربية علي فيسبوك