رُكن المقالاتمقالات اجتماعيةمنتدي أوراق عربية

أسماء السعيد تكتب لأوراق عربية …. اعتياد النعم

 

كثيراً ما نمل ونتذمر، نغضب ونحتج على حياتنا وما بها من مشكلات وأسقام؛ لكن عندما يأتينا فجأة بلاء.. إمتحان صعب اجتيازه من إمتحانات الحياة نقول يا ليت حالنا استمر على ما كان عليه، على بعض المشكلات والأمراض البسيطة التي كنا نشعر بها.

كثيراً ما نشعر أننا أقل من غيرنا، أننا نريد أن نعيش حياة أفضل من هذه لكن عندما نرى ابتلاءات الغير نحمد الله على نعمه التي لا تُحصى.

عندما نجد من لا يستطيع إطباق أحد جفنيه على الآخر مثلاً نقول يا ألله كيف ينام ويرتاح هذا؟
نجد أن حركة أجفاننا الغير إرادية كم هي نعمة كبيرة قل من يشعر بها إلا عند فقدها.

وعندما نجد من لا يستطيع تحريك أحد أطرافه ويمضي سنوات من عمره في عمليات وجلسات كي يستطيع تحريكها بعض الشئ، وننظر لأنفسنا كيف نكتب، نرسم، نتحرك ونعمل دون حساب، دون أن نشعر قدر النعمة.

باختصار علينا عندما نحزن، نتألم، نمر بأزمة ما ونشعر أنَّ الدنيا قد ضاقت علينا بما رحبت؛ هنا علينا أن ننظر للنصف الآخر من الكوب ونعد النعم التي وهبنا الله إياها سنجد أنها صعب أن تُحصى، يجب علينا دائما حمد الله على فضله وعطاياه ولا نعتاد النعم حتى ننسى وجودها ونأسى لهذه الحال.

وعندما نضطر للمكوث في البيت فترة ما بسبب وباء أو سقم ألّم بنا فجأة نشعر حقاً كم كان خروجنا في أي وقت نريد وكيفما نشاء نعمة عظيمة لم نشعر بقيمتها قبل ذلك.

حتى ذهابنا للطبيب أصبح نعمة كبيرة لا نجدها دائما في ظل هذي الظروف.

كنا نقيم الأفراح في أي وقت وعلى أي كيفية.. نجتمع في أي مكان وحياتنا دائما مزدحمة.. وشوارعنا كانت معظم الوقت في اكتظاظ؛ والآن نجد القاعات مغلقة.. الشوارع فارغة، أماكن الترفيه وحتى العيادات قلما نجدها مفتوحة..

وإذا أزعجك الجلوس في البيت فاعلم أنَّ هناك من لا يملك بيت، وإذا مللت هذا الوضع فاعلم أنَّ هناك من يقضي سنوات من عمره جالساً على كرسي لا يستطيع منه حِراك إلا بمساعدة أحدهم، ومن يقضي سنين من عمره نائماً على سرير لا يستطيع تحريك طرف.

وإذا ضايقك إزعاج أبنائك فانظر إلى من يفني عمره وماله في سبيل أن يرزقه الله الولد.. وهناك من يقضي سنوات طوال في علاج أحد أبنائه.

هناك من لا يجد ماء نظيف ليش به وآخر لا يجد ما يسد رمقه من طعام، هناك من يسكن خيمة لا تقيه البرد، وآخر لا سقف لبيته يمنع عنه حرارة الصيف ولا برد الشتاء.

إذا نظرنا حولنا وتأملنا حالنا وأحوال من هم غيرنا نجد أن هذا العادي الذي كنا نتذمر منه ولا يرضينا كم هو نعيم كبير كنا نعيش فيه ولا نشعر.

ورغم ذلك بإمكاننا فعل الكثير لتغيير حياتنا للأفضل بدلاً من أن ننتقد ونمل وكما قال أحدهم: “عليك أن تنير شمعة بدلاً من أن تلعن الظلام”.

فعلينا نحن بدلاً من أن نأسف لحالنا نغير من أنفسنا قال تعالى: “إنَّ الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم” نعترف بأخطائنا ونحاول تصليحها، ونطور من أنفسنا
ونتعلم مهارات جديدة ونشاركها مع عائلتنا؛ نحفظ معهم قرآن، نشاركهم قراءة مجلة أو كتاب، نعلمهم مهارات يدوية جديدة ومشغولات بسيطة على قدر أعمارهم واستطاعتهم.

نضع بصمة في مجتمعنا ونوعي البسطاء من الناس وعرفهم مدى الخطر ولو بأشياء وأمثلة بسيطة.

نكون شعلة نور، بارقة أمل، ونتخلى بالصبر والرضا كي نؤجر من رب العالمين.

بإمكاننا فعل الكثير ونكون قدوة حسنة لغيرنا بوعينا وأفكارنا المفيدة التي نحاول قدر الإمكان تنفيذها وكما في الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

🍃معني. من سن سنة حسنة

🌷 قال رسول الله ﷺ :

🍃” من سنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حسنةً ، فله أجرُها ، وأجرُ مَن عمل بها بعدَه من غير أن ينقص من أجورِهم شيءٌ”

صحيح مسلم 🌷

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)
الوسوم

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق