منتدي أوراق عربيةمنتدي القصة القصيرة

الساهرون مع الموتي …. قصة لهدير خالد – خاص لأوراق عربية / الجزء الأول

مستيقظاً بعين لا تقوى على رؤية الغرفة ، ورأس يمزقه الصداع إرباً ، محركاً يدى لأتحسس وجودها ،

حبيبة قلبى والنعمة الكبرى التى أنعم الله عليا بها ، لأجد نفسى وحيداً بغرفة مظلمة ، وعقارب الساعة تجاوزت الثانية صباحاً ، فأنهض مسرعاً بخوف طفل تركته أمه وسط الصحراء وذهبت ،

لأجدها جالسة حاملة كتاب كعادتها التى أصبحت أصاب بالغيرة منها ، ليتى أنا هذا الكتاب الذى لا تملى من قراءته يا نبض فؤادى ، كم كنت جميلة وأنتِ واضعة الشال الأبيض الذى أهديتك إياه فى ذكرى زواجنا الأولى على كتفيك ،

مُلقية الأسر على شعرك المموج الذى أُبحر فيه بأصابعى وأنتى نائمة بجوارى ، تعبثين بإحدى شعرياتك التى نجت من إحتلالك لها وسقطت على وجهك الملائكى ،

فعلمت بأنك وصلتى لذروة الرواية التى أخذتك منى الليلة.
خالد: ماذا تفعل زوجتى الجميلة فى هذا الوقت؟.
حبيبة: هل إستيقظت أخيراً؟.
خالد: لا إننى ما زلت نائماً.
حبيبة: ماذا تفعل يا خالد؟.
خالد: أنام بين يد زوجتى الحنونه أم إن هذه الرواية أفضل منى؟.
حبيبة: يا إلهى كم تشبه بطل الرواية رجل ثلاثينى بروح طفل متدلل.
خالد: عليك أن تعترفى بأن شخصيتى الممزوجة بالعبقرية والدلال هى من جعلتك تعشقينى من النظرة الأولى فى الكلية.
حبيبة: أنا؟ بل أنت من أصبحت هائم بى وجئت تتحدث معى.
خالد: وهل كنت أقوى على ألا أفعل ؟! فكنت المُميزة بين الجميع ، كالنور الذى يعُم قرية عانت من الظلام لسنوات طوال ، ضحكتك مسحت كل ألامى وهمومى ،

كنت المشرد الذى رحل عنه أبيه وأمه والكل وفتحت إنتى بيتك ملجأ له ،

عندما سمعت صوتك للمرة الأولى أحسست بأنك جائزتى الكبرى التى ستعوضنى عن سنين الوحدة التى عشتها.
حبيبة: لا لقد تطور شعرك كثيراً هذه الأيام.
خالد: أتمزحين؟!.
حبيبة: لا شاعرى المفضل فكلماتك هذه تٌلهمنى لأن أنتهى من كتابة روايتى الجديدة.
خالد: إنه لشىء صعب أن يتزوج رجل بكاتبة ، فعندما تنتهى من القراءة تُوشك على الكتابة ، إذا أين أنا من بين أوراقك هذه يا صغيرتى؟.
حبيبة: أنت فى قلبى وعقلى أميرى المدلل ، أتعلم بأنك موجود فى كل أبطالى ، بعاداتك الرجولة ، وتصرفاتك الطفولية ، بكلماتك الرومانسية التى تزيدنى خضوعاً وشوقاً لحبك الآخاذ ، فأنت مرسوم فى خيال كل إمرأة تتابعنى ، وحلماً فارسياً لكل فتاة ما زالت ترسم ملامح بطلها العربى.
خالد: رقيقة كالعادة يا حبيبتى ، تعلمين كيف تُنسينى مشاكل العمل فى كلمات نابعة من قلب لم يتعلم الكره يوماً ، وبنظرة عين لا تعرف الحقد لحظة ، ليت وجودك يستمر لآخر العمر ، ليتكِ أنتِ من تُودعينى.
حبيبة: لا تقل هذا يا خالد ، إننى أدعو فى كل ليلة أن يجعل الله لحظتى قبل لحظتك.
خالد: لا تفعلى ، فكيف أعيش من بعدك ، إن كل من أحببتهم يرحلون وأبقى أنا وحيداً ، بلا حبيب ، بلا صديق ، أنتِ صديقتى ، وبنتى ، وحبيبتى ، وعشقى ، وزوجتى ، أنتِ دُنيايا.
حبيبة: لا تبكى يا صغيرى المدلل ، لن أرحل كيف أتركك تتزوج من بعدى؟ لا لن أفعل.
خالد: بالطبع لن أفعل ، كيف من كان مع ملاك أن يتعامل مع بشر ، أنتِ الأربع نساء ، وحور عينى الذى أتمنى أن يجمعنى الله معها بالجنة رغم ذنوبى ، أتعلمين أننى أصبحت أحافظ على صلاتى منذ كنت أراقبك تُصلين حتى لا تكونى لغيرى.
حبيبة: تمنيت حباً لا يموت فحمداً لله الذى رزقنى إياه.

متابعينا علي فيسبوك
اضغط لتقييم المقال
نشكرك للتقييم ، رأيك يهمنا :)
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق